هوزان أمين
سنتذكر هذه المرة شخصية كوردية بارزة مناضلة إذ دافع عن قضية شعبه وقاوم ببسالة وارادة صلبة منذ نعومة اصابعه حتى وفاته، تعرض للملاحقات وحكم عليه وزج في السجون مرات عديدة، انه العم اوصمان كما كان يحب ان يلقب ( آبو اصمان) الذي مرت ذكرى وفاته العشرين في 11 من شهر تشرين الاول.
تلك الشخصية الكوردية العنيدة وذو الارادة والعزيمة التي لا تلين، والذي ظل طوال حياته مشرداً ومغترباً وفقيراً نتيجة تعلقه بارضه ووطنه كوردستان.
يقترن اسمه بتاريخ الشعب الكوردي في احلك المراحل التاريخية من القرن الماضي، حيث الانتفاضات والقتل والإبادة والتشرد والقهر، ظل مؤمناً بالكفاح والنصر رغم النكبات المتكررة، حيث حمل القلم وكتب ببسالة وجرأة، كان ثورياً حتى في كتاباته ومؤمناً بالكفاح والنضال وضرورة ممارسة العنف والقتال حتى نيل حقوق الشعب المسلوبة، حيث كانت فلسفته في الحياة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"
نشأته :
ولد أوصمان صبري عام 1905 في قرية نارنجه، منطقة كخته بولاية آديمان في شمال كوردستان (تركيا)، درس الابتدائية في قريته، ثم ارسله عمه الى منطقة كخته حيث درس في المدارس الرشدية وتخرج منها، توفي والده وهو ما زال في العاشرة من عمره، حيث رباه عمه الذي تزوج امه حسب الاعراف والتقاليد والذي كان رئيس عشيرة ميرداس، وشارك مع عمه "شكري آغا" في إدارة شؤون العشيرة، حتى اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925 حيث انضم أوصمان صبري وعمه شكري آغا إلى الثورة، ولكن نتيجة فشل الانتفاضة واعدام قائدها، حكم بالاعدام على اثنين من اعمامه، وزج به ايضاً في سجن دينزلي بتركيا حتى عام 1928، خرج بموجب عفو عام، وانتقل بعدها الى ملاطيا، حيث استمر بالعمل السياسي وطاردته السلطات التركية مجدداً وحكمة عليه بالاعدام، بحجة التحضير لانتفاضة جديدة، اضطر بعدها إلى النزوح إلى سوريا 1929 ونزل بين ابناء عشيرة برازي في "كوباني- عين العرب"، وقد طالبت الحكومة الكمالية في تركيا فرنسا التي كانت تحكم سوريا آنذاك بتسليم أوصمان صبري إليها، ولكن فرنسا لم تستجب لدعوة الحكومة التركية ورفضت تسليمه.
الهجرة الى سوريا:
بدأ العمل مجدداً في سوريا مع مصطفى وبوزان شاهين بك زعماء عشيرة برازي وساهم معهم في تأسيس جمعية خويبون اواخر العشرينيات، الى جانب البدرخانيين وممدوح سليم وقدري جميل باشا، ولعب دور المنسق بين منظمة خوبيون وثورة آكري، ومن هناك انتقل الى كوردستان العراق منطقة بارزان عام 1930، واعتقل هناك ايضاً وسجن في الموصل وبغداد في أيار عام 1931 وذلك بأمر من السلطات البريطانية التي كانت تمثل قوات الانتداب هناك، بعد الإفراج عنه اختبئ عند البدو في العراق، ومن هناك غادر الى عمان وفلسطين ولبنان حيث اعتقل هناك ايضاً، وتم نفيه من لبنان إلى جزيرة مدغشقر، عاد بعدها الى إلى سوريا مجدداً، والتقى بالامير جلادت بدرخان، واسهم معه بالكتابة في مجلة هاوار عام 1932 بالمقالات والبحوث والقصائد، إلى جانب زملائه جكرخوين وقدري جان، وبعدها كتب في ( روناهي – روزا نو – ستير ) ، ومنذ ذاك بدأ الكتابة باللغة الكوردية إلى جانب تدريسها وتعليمها، ويعود له الفضل في تعلم العديدين القراءة والكتابة باللغة الكوردية بالاحرف اللاتينية في حي الاكراد بدمشق، في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، وأسس نادي (صلاح الدين الثقافي) ولاحقاً تحول إلى نادي كوردستان عام 1938.
وله بصمة واضحة في تأسيس حزب ( البارتي) اول حزب كوردي في سوريا عام 1957 مع عبد الحميد درويش والشيخ محمد عيسى وحمزة نويران، ورشيد حمو وآخرين، وقد تكرر اعتقاله 12 مرة أبرزها خمسة أشهر في دمشق، وتسعة أشهر في حلب 1959، وستة أشهر في سجن المزة في أواخر 1966، واخيرا سنة ونصف في سجن القلعة عام 1971.
حياته الشخصية:
تزوج اوصمان صبري في سن مبكرة وانجبت زوجته الاولى ثلاثة أبناء، ولكنها توفيت مع اثنين من اولادها في الصغر، أما الثالث فقد قتل في السابعة والأربعين من عمره، وكان يدعى ولات، تزوج أوصمان ثانية وأنجب ثلاثة أبناء (هوشنك، هوشين، هفال) وبنتين (هنكور، هيفي) وتبنى ابنة أخيه (كوي).
النوادي الثقافية والرياضية التي أسهم في تأسيسها :
1- نادي صلاح الدين الثقافي والرياضي في عام 1938 بدمشق – جبل قاسيون
2- نادي كوردستان عام 1942 بدمشق حي الاكراد .
3- نادي هنانو في عام 1949 بدمشق
4- نادي الجزيرة في عام 1954 بدمشق، عمل آبو أوصمان من خلال هذه النوادي الثقافية والرياضية بتدريس اللغة الكوردية وتعليمها قراءة وكتابة لتلاميذه من شباب حي الكورد .
الكتب والمؤلفات
1- العاصفة – دمشق 1956
2- آلامنا – دمشق 1957
3- أبجدية كوردية لاتينية – دمشق 1955
4- الأبطال الأربعة – دمشق 1984
5- أشعار آبو ( مجموعة شعرية صدرت في ألمانيا عام 1981 )
6- معركة ساسون. من منشوراتي عام 2005/ لبنان-بيروت.
7- مذكرات أوصمان صبري. من منشوراتي عام 2005لبنان-بيروت.
رحل العم أوصمان صبري والذي كتب عنه الكثير، و ترك خلفه إرثا كبيرا من النضال، يكفي لتخليده كرمز من رموز الشعب الكوردي، توفي في دمشق في 11/10/1993 ودفن في قرية بركفري التابعة لناحية الدرباسية الى جانب شهداء كوردستان.
المصدر: جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6700 ، 2013-10-27