من السليمانية:
صدر حديثاً العدد الجديد ( 36) من مجلة سردم العربي، التي تصدر عن دار سردم للطباعة و النشر في السليمانية، و هي مجلة فصلية ثقافية عامة تُعنى بالتواصل الثقافي الكردي- العربي.
تضمن هذا العدد الجديد، دراسات تاريخية و أدبية و نقدية، و نصوص إبداعية، و متابعات و حوارات وفن تشكيلي، بالإضافة إلى ملف خاص بالشعر السوري. حيث شارك في هذا العدد أدباء وكتاب من المغرب والأردن وليبيا وفلسطين وسوريا والعراق وكردستان. جاء هذا العدد الممتاز في (300) صفحة من الحجم الكبير.
جاء المحور الأول تحت عنوان ( دراسات تاريخية)، و أولى هذه الدراسات ( قراءة مغايرة للفكر السياسي عند الشيخ رضا الطالباني) للكاتب فاضل كريم أحمد، و من ترجمة الدكتور دانا أحمد مصطفى ، و فيها يشير الكاتب إلى أن الشاعر والمفكر الطالباني (1799- 1859م) يعاين في قصيدته المشهورة (أتذكر) زمنين وعصرين مختلفين: زمن سيادة الحكم الكردي (الحرية والاستقلال) وزمن ضياع ذلك الحكم وسقوط رموزه، حيث انهيار السلطة الكردية والحرية والاستقلال، لتصبح الحرية والاستقلال في ظل تلك الظروف والاوضاع حلما و أملاً. فالشاعر في قصيدته هذه يعيد بذاكرته الى الاطلال الافلة من حياته. انه نوع من الاشتياق والحنين الى الوطن والديار والرغبة في العودة الى عالم الطفولة الطاهر، أو أنه مدفوع بهدف سياسي، كما تقول القصيدة:
أتذكر يوم كانت السليمانية مملوكة لآل بابان
لا خاضعة لحكم الفرس ولا خاضعة لآل عثمان.
من هنا يجب أن لا يفوتنا الى ان الشيخ رضا الطالباني اعتز مثل عنترة والفرزدق والحطيئة بقبيلته وعشيرته. وقد كتب تعصبا وحمية لعشيرته وطائفته عددا من هجواته المكثفة مثل (كاكه يي- هموند- جبارى- داوده) أو ذلك الاطراء الذي كتبه حول عشيرة جاف.
كما نقرأ في هذا المحور الممتاز (مراحل السينما الكردية) للكاتبة دلشا يوسف، (الدكتاتوريات والهاوية) للكاتب خورشيد شوزي، (آمد.. رؤية سياحية وتاريخية) للكاتب لقمان محمود، (مملكة ميتاني: طور النشأة والازدهار) للدكتور أحمد محمود الخليل (وهي دراسة قيّمة تمتد من الصفحة 66 إلى الصفحة 90)،و (ذكر الكرد في تاريخ ابن خلدون) للكاتب هوشيار بكر عزيز.
أما في محور دراسات وبحوث، فنقرأ فيه (دراسة اللغة.. الدلالة والمعنى) للكاتب يوسف يوسف، (العلاقة الجدلية بين حقوق الانسان وحقوق الاقليات) للكاتب حسين عمر، (قضية التصحيف في المعجم العربي القديم) للكاتب أيمن خالد دراوشة، (التراث المعرفي العربي و أثره في الحوار العربي- الكردي) للكاتب كمال أحمد، و (المنكوري كمؤسس للفكر اليوتوبي في الادب والفكر الكردي) للكاتب نوزاد جمال.
في محور ( الدراسات الأدبية و النقدية)، وأولى هذه الدراسات جاءت بعنوان (القمر البعيد من حريتي) وهي مجموعة الشاعر لقمان محمود الصادرة عن دار سردم للطباعة والنشر، وفيها كتب كل من الشاعر الكبير شيركو بيكس والناقد حسب الله يحيى والناقد وجدان عبد العزيز والناقد شاكر مجيد سيفو.
نقرأ في هذا المحور أيضا (مفهوم التناص: رؤية في الاصول والمقولات) للناقد العراقي المعروف محمد صابر عبيد، (الرموز الشعرية في الادب الكردي) للناقد روني عباس، (براءة الحكي وطفولة التصوير: قراءة في حكاية خمسة فلوس لسعدي المالح) للدكتور فليح مضحي السامرائي، (يوتوبيا الشاعر طيب جبار) للدكتور فائق مصطفى، (أضواء على تجربة شاعر كردي معاصر) للناقد المغربي فريد أمعضشو، و (خصائص الكتابة النسائية بالمغرب من خلال جنس القصة القصيرة جدا) للناقد المغربي جميل حمداوي.
كما ضم هذا المحور (ملف الشعر السوري الجديد) وهو من اعداد وتقديم الشاعر عماد الدين موسى، والمتابعة والقراءة للناقد هايل محمد الطالب. وفيه نقرأ قصائد لكل من: ايمان الابراهيم، امير الحسين، دلشا يوسف، ابراهيم حسو، اكرم قطريب، جاكلين سلام، جوان تتر، جولان حاجي، حسين حبش، خلات احمد، رولا حسن، صالح دياب، عارف حمزة، علا حسامو، علي جازو، عماد الدين موسى، عيسى الشيخ حسن، لقمان محمود، لينا شدود، مصطفى محمد، ندى منزلجي، هنادي زرقة، و وفاء شيب الدين.
أما محور الحوار، فقد ضم هذا العدد حواراً طويلاً مع الفنان التشكيلي العالمي (الكردي الأصل) عمر حمدي، المعروف عالميا بمالفا، أجرى هذا الحوار في السليمانية لقمان محمود. كما أجرى الكاتب الليبي محمد القذافي مسعود حوارا قيما مع الروائية المصرية سهير المصادفة.
في محور الإبداع، نقرأ فيه: (القصيدة الكردية) للشاعر السوري علاء الدين عبد المولى، (في مكان بعيد من هنا) للشاعر ريبر يوسف والترجمة عن الكردية لسيبان حوتا، و ترنيمة اللؤلؤة للشاعر جلال زنكابادي.
أما المحور الأخير، والخاص بالمحطات الثقافية الهامة على الصعيدين الكردي والعربي، فنقرأ فيه )مشهدية الحرب في قصة الرجل الذي سقط في المصيدة ولم يقاتل) للكاتب الأردني سمير أحمد الشريف، (قراءة في نماذج من الشعر النسوي الكردي) للناقد العراقي أثير محسن الهاشمي، (هل يمكن ان نشهد تحالفا بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني في سوريا؟) للمترجم الكردي مسعود الحسن، (فاكهة النص: رؤية فاحصة في طعم أولى ثمار شجرة النص الشعري العراقي المعاصر) للناقد العراقي المعروف علي شبيب ورد، (صبري خلو سيتي.. شاعرا منسيا) للكاتب الكردي حسين احمد، (مانداناو الفيليبين وكردستان اردوغان) للكاتب الكردي كمال احمد. كما نقرأ الفن التشكيلي في السليمانية.. قراءة في المعارض.
جدير بالذكر أن مجلة "سردم العربي" تحمل بصمة نخبة من المبدعين، و يأتي في المقدمة شيركو بيكس ( رئيس مجلس الإدارة و المدير المسؤول)، الدكتور دانا أحمد مصطفى ( رئيس التحرير)، لقمان محمود ( المحرر)، آرام علي ( تصميم الغلاف)، أوميد محمد ( المصمم المنفذ) و فرهاد رفيق ( المشرف على الطباعة).