
بمناسبة مرور الذكرى الثالثة والعشرون على رحيل الشاعر الكردي سيداي تيريز يذكرنا الشاعر منير خلف بهذه القصيدة التي ألقاها عقب رحيله في الخامس والعشرين من آذار عام 2002 .
قد هبَّ في روحي نشيدٌ نازفُ
لمّا نعى " تيريزَ*" ذاك الهاتفُ
قد كنتُ قبل النعي أنشد خلسة ً
دمع المراثي والذي هو مـــتلفُ
جفَّ الهواءُ وغاب عنا"نايفُ"
يا أيها الكردُ الشـــتيتُ تكــــاتفوا
وتجمّلوا بتراثكم وعلومكــــــم
فهي المعين لكل مَنْ لا يعـــرفُ
وتوحّدوا كي تتقنوا أصواتكم
وتعلـّقوا بخـــياركم كي تُتحَفُــــوا
ولتدفنوا شنآنكم يا أمتــــي
وتحابَـبُوا وتآلفوا وتعاطـَــــــــفوا
فغداً صغيرُكُمُ سيصبحُ مثلكم
إنْ تظلموا أكــــبادكـم يتخلـّــــفوا
لن تتقنوا عزف النضال بقوةِ
إلا إذا قاد الصفوفَ المنِصـــفُ
" تيريز" أثبت للقضــية أنهُ
سمتُ النضالِ وقوةٌ لا تضعــفُ
" تيريز" أعطى للحياة حياته
وكذا السماحة عندنا لا توصــفُ
الكردُ يعلمُ إن ألمَّت محــــنةٌ
فبها يجدْ آلافــــهم تتــــآلــــفُ
وبها يجد درب الحقيقة واضحاً
وبها يجد أشلاءهُ تتـــكاتـــــفُ
يجدِ الطريقَ إلى طريق نضالهم
محـفـوفــةً ببـــسالة تتـــهاتـف
" تيريزُ"كان صداقةً و تواضعاً
لم يقتنصهُ تصــــنعٌ و تكــــلفُ
لم يجن من دنياهُ غير شقاوةٍ
ومرارة نحو الأســـى تـــتقاذفُ
وإذا به يلقى الأحبةَ مشرقــاً
هو مثل غيث الحبِّ لا يــتوقفُ
إنْ كنت قبل الموت مسلوب الهوى
فقلوبنا فيــها صـــقيعٌ واجـفُ
لو كان غيركَ في مقامك واقفاً
ورأى أقاليم الدّنــى تتقصَّــــفُ
لمشى على درب الخسارة هائماً
و قضى الحياة بمرّها يتأفـّـــف
لكنّ مثلك لم يهن أبداً و لا
أحدٌ سواكَ على الشقا يتـــوقـّفُ
الله أكبرُ يا دموع تحجّري
ولتـَـعلمي أنَّ الـقلـوبَ تعاطَــفُ
أسفي على شعبٍ يخادع بعضُهُ
بعضًا وتشقى في يراعي الأحرفُ
إن كنتُ أجرح بعضكم يا سادتي
فأنا أقول بملء قلبي : آســـــــــفُ
----
الحسكة 25/ 3/ 2002
• تيريز : ملا نايف حسو، شاعر كردي راحل، ( 1923 ـ 2002 ) لقبه: تيريز، معناه : خيوط الشمس في أول شروقها.
من أعماله الشعرية : 1ـ خلات ، 2ـ زوزان ، 3ـ جودي ، وله مجموعة قصص وطرائف كردية مترجمة.