Share |

قصائد تعشق الشمس ، جديد حسن سليفاني في ترجمة الشعر الكردي الى العربية

صدر للكاتب الكردي حسن سليفاني كتاب جديد في ترجمة الشعر الكردي الى اللغة العربية ، نماذج مختارة ل 34 شاعرا وشاعرة كردية من كردستان بأجزائها الاربعة ،في 336 صفحة من القطع المتوسط، الكتاب يحمل الرقم 274 من سلسلة منشورات اتحاد الادباء الكرد في دهوك ، مطبعة هاوار 2013 . الشاعر ماجد الحيدر كتب تقديما للكتاب جاء فيه:

في هذه الإضمامة الجميلة من الشعر الكوردي المترجم الى لغة الضاد يواصل الأديب المتعدد الاهتمامات حسن سليفاني مشروعه المثابر لتقديم أنطولوجيا رصينة للشعر الكوردي المعاصر، هذا المشروع الذي شرع به من عام 1999 بكتابه "قصائد من بلاد النرجس".

لقد قيل الكثير عن الأدوات والمؤهلات الواجب توفرها عند من يتصدى لترجمة الشعر من ثقافة عالية وإلمام دقيق بخبايا اللغتين (المترجم عنها والمترجم إليها) علاوة على الحس الجمالي الفائق بروح القصيدة وسحرها وإيقاعها وموسيقاها الداخلية ومعانيها (وظلال معانيها) وما يحمله هذا الدفق الجميل من الكلمات (الذي يسمونه الشعر) من شحنات عاطفية وإحالات فلسفية وتاريخية وحضارية تضرب عميقاً في وجدان الناس.

وأحسب أن السليفاني قد برهن على امتلاكه لتلك الأدوات والمؤهلات، الأمر الذي مكنه المرة تلو الأخرى من الاجتياز الناجح لهذه الورطة الجميلة والمغامرة الشاقة اللذيذة التي تمثلها ترجمة الشعر (رأي مجرِّبٍ لا حكيم!) يعينه في ذلك باعه الطويل في الحياة الأدبية وخبرته المتراكمة شاعراً وقاصا وروائيا ومترجما وكاتبا متميزاً بكلتا اللغتين.

تنوعت اختيارات الشاعر-المترجم في هذه المجموعة، لا على صعيد الأجيال التي ترجم لها فحسب، بل (وهذا خيار موفق) في تعدد المدارس والأساليب الفنية للشعراء المختارين: كلاسيكيةً وحديثة، وفي إعطائها مساحة لا يستهان بها للصوت الأنثوي الجميل الذي يرسِّخ باضطراد وجودَه في الساحة الأدبية الكوردية، وفي التنوع في التوزيع الجغرافي واللهجي من أقصى شمال كوردستان الى أقصى جنوبها ومن شرقها الى غربها.

هذه القصائد (التي لم تشمل بالطبع جميع الأسماء المهمة على الساحة الشعرية) الى جانب الكثير مما ترجمه ويترجمه العديد من الزملاء من النماذج الرائعة للشعر الكوردي المعاصر (في ظاهرة لافتة وجديرة بالثناء) تؤكد بوضوح أحقية الشعر الكوردي في تجاوز أسوار المحلية والانطلاق الى آفاق رحبة جديدة ليتبوأ المكانة التي يستحقها في التراث الأدبي الإنساني.

فالشعر لغة عالمية.. رسالة حب وسلام.. لافتة احتجاج ضد الظلم والامتهان.. لوحة ترسم بالدم والأنفاس والعرق آمال وتطلعات وتناقضات النفس البشرية التواقة الى الحرية والجمال.. سمفونيات للفرح والحزن والعشق والأمل والألم.. نعم.. الشعر كل ذلك.. وهذه القصائد التي انتقاها السليفاني بعناية وترجمها ومنحها كل هذا الحب.. دليل على ذلك!