أعد الكاتب فريدريك ايكمان والتشكيلي ماكنوس بيرتوس، في نهاية العام الماضي كتابا قيما باللغة السويدية عن الكورد الازيديين، وهو عبارة عن دراسة ميدانية لحياة وديانة الكورد الازيديين.
وبهدف الاطلاع والدراسة الميدانية لدين وحياة الكورد الازيديين، زار معدو الكتاب ارمنستان واقليم كوردستان بين عامي 2003- 2004، واعتمد الكتاب على العديد من المصادر التاريخية، كما تحدث الكورد الازيديون بأنفسهم عن القضايا التي مرت بهم.
فعلى الرغم من المحاولات المتكررة لابادتهم على مر مئات الاعوام، إلا أنهم استطاعوا الحفاظ على الديانة الازيدية، ويحكي الكتاب عنهم قائلا "لم يتمكن أي شخص من دخول مجتمع الازيديين، كان يتوجب أن تطرق الباب لتحصل على الموافقة، لذا كان مجتمعهم دائما نظيفا وصحيا".
والازيديون هم أقلية كوردية، ويفخرون بأنفسهم، رووا مجتمعهم بدمائهم، حموا أنفسهم من كل هجمة خارجية، كما يصفهم معدو الكتاب، الذي تحدث عن عاداتهم وتقاليدهم، وعن حصر التزاوج فيما بينهم فقط.
ولا يعد هذا الكتاب الاصدار الاول عن الازيديين باللغة السويدية، فقد كان مراسلو السويد على اتصال مع الكورد الازيديين في الاعوام 1800 وحتى 1950، ونشروا في مطبوعاتهم العشرات من المقالات والخطب والصور للكورد الازيديين، وخاصة في القوقاز، ففي تلك التقارير كان يتم وصف الكورد الازيديين من قبل أهالي القوقاز بـ"الشعب القذر"، وخاصة في تبليسي حيث كان ينصب لهم العداء.
ويقول الكاتب إنه "شعور مختلف، فبعدما تم طبع الكتاب تعرض الكورد الازيديون إلى أكبر مأساة في العراق، فقد واجهوا المطاردات وتعرضوا إلى الابادة الجماعية".
ويقول معدو الكتاب إنه "بعد عشرة أعوام على طبعه، يترك الازيديون الآن اموالهم وممتلكاتهم بسبب داعش، ويجبرون على اعتناق الدين الاسلامي أو يواجهون حد السيف أو عقوبة الرجم حتى الموت، ويتم التعدي على نسائهم، أو يبعن في اسواق الرق كسلعة للجنس، وهذا يعيد إلى الاذهان ما حصل في عامي 1415 و1892".
ويعد الكتاب دافعا لتعريف الاحداث التي تعرض له الكورد الازيديون على يد تنظيم داعش بأنها جريمة ابادة جماعية، خاصة وأن الامم المتحدة وضعت ضمن اجندتها الابادة التي ارتكبت بحقهم.
رووداو – اربيل