قضية الشعب الكردي في سوريا
لقد فقد الكرد ثقتهم بالوعود الشفوية والمتتالية عبر التاريخ ، فمنذ أول حرب جرت على أرض كردستان بين الصفويين والعثمانيين انتهت بتقسيم وإحتلال كردستان فيما بينهما.
ووعود اخرى لجمهورية كردستان وعاصمتها مهاباد التي دام 11 شهرا لتنتهي خلال الحرب العالمية الثانية بسبب انسحاب الروس حسب مصالحهم.
ووعود من الخميني في فرنسا للدكتور قاسملو بحل القضية الكردية اذا ساهموا بالاطاحة بشاه ايران وبعد نجاح مايسمى ( الثورة الاسلامية )، تم تصفية الشهيد قاسلموا والمشانق تشهد كل اسبوع على تصفية الثوار والنشطاء منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا.
وتلتها وعود أخرى من اتاتورك الذي أسس معارضته وانطلق مع الكرد للقضاء على سلطة السلاطين، وأعلنوا الدولة التركية الحديثة مسمين الكرد باتراك الجبال ناكرين الواقع والوعود، ومن ثم رفضوا معاهدت سيفر المنصفة للكرد, وإعلان معاهدة جديدة في لوزان الذي غيب فيه الكرد والعرب، حيث استقطع قسم جديد من جنوب كردستان تركيا بطول 700 كيلو متر والمحايد مع سكة قطار الشرق السريع التي تربط أوروبا بالموصل، لتضم الى بلاد الشام آنذاك وبعد اتفاقية سايكس بيكو اصبحت كردستان مقسومة بين إيران وتركيا و العراق وسوريا الحديثة.
اما الجمهورية السورية فتشهد باطلاق أول طلقة ضد الفرنسيين في بياندور التابعة الان لقامشلوا وكانت عامودا أول مدينة تقصف بالطائرات الفرنسية مما أدى إلى حرقها.
وقد رفض الكرد عرض الفرنسيين ( بإنشاء دولة كردية ) مقابل عدم ملاحقة الجيش الفرنسي خارج حدود كردستان سوريا، حينما كان الفرنسيون يتراجعون امام ضغط الثوار الكرد حتى وصلوا ضفاف الفرات حيث التحموا بالثوار العرب وصولا الى ثوارالساحل السوري وتحرير المساجين في جزيرة أرواد حيث تشهد جدرانها اسماء الثوار الكرد.
وتأتي الوحدة السورية المصرية لتحرق 200 طفل في سينما عامودا، ويأتي البعث ليحرق مثلهم من الرجال في سجن الحسكة ويسلب املاك واراضي للكرد، ويبني سد الفرات في المكان السهل والخاطئ ليغمر بها أكبر مساحة من القرى، وينقل المغمورين الى تجمعات عربية مصطنعة في الجزيرة من الأراضي المسلوبة تحت أسماء عربية غريبة لتغيير ديماغرافية وثقافة المنطقة.
ومنذ ذلك الحين تم تهجير منظم لمئات الآف من الكرد باتجاه الداخل او الخارج ولولا تفهم الكرد لاشتعل حرب أهلية ضروس.
انتفض الشباب الكرد في انتفاضة 12 آذار المجيدة 2004حيث تم تحطيم أول تمثال للاسد وكسر حاجز الخوف، واتهمنا وقتها بالغوغائيين والمنقسمين وتم تدمير الجزيرة و منع الاعمار تحت مرسوم ( 49) تم فيها إفقار الشعب وتدمير البنى التحتية على مرأى الجميع.
وحين اشتعال الثورة في درعا الحبيبة أراد النظام شراء السكوت الكردي لكنهم رفضوا مكتسبات واو استحقاقات على حساب دم الشهداء من الاخوة العرب، حيث خرج الشباب الكردي الى الشارع متضامنين مع أطفال درعا وكانوا السباقين في تحطيم تمثال الاسد للمرة الثانية.
مثلما رفع الشعب السوري شعاراته مبتدئا بالكرامة ثم الحرية ثم اسقاط الرئيس ثم اسقاط النظام وهو يكسر حاجز الخوف ويرفع مطالبه المشروعة
فلا بد للجميع تفهم حق الكرد في تقرير مصيره المشروع باسلوب يضمن له العيش بكرامة ويمارس ثقافته ضمن سوريا الجديدة،
والا فسنكون جميعا شركاء في تقسيم سوريا وإطالة عمر النظام، وإراقة المزيد من الدماء، وكون خريطة الشرق الأوسط الجديد قادمة بأجندتها المختلفة، حينها سيرغب الكردي في الاستقلال على أرضه التي يعيش عليها منذ أن رست سفينة سيدنا نوح على جبال جودي الكردية منذ آلاف السنين.
عارف رمضان. رئيس مؤسسة سما للثقافة والفنون الكردية. دبي