يطغى الشعور بالإقامة الطويلة لدى لاجئي مخيم دوميز للسوريين في مدينة دهوك، حيث يعيش هؤلاء السوريين ومعظمهم من الكرد في أجواء يسودها بعض الامل والأمن والاستقرار وبكرامة لم يلقوها في بلدهم التي تشهد قمعا دوميا لمعارضي الرئيس بشار الاسد.
تقول ياسمين، إحدى لاجئات المخيم، إن أولوياتها تتمثل في "توفير الاستقرار والأمان لأطفالي"، بينما يشير زوجها، ديندار خالد، إلى عدم تمكنه من توفير الحليب لأطفاله في سوريا، ولكن هنا يمكنه على الأقل أن يكسب قوت يومه، إذ يعمل في مجال البناء في إحدى المدن القريبة.
ويشير اللاجئون الكرد إلى أنهم لا يواجهون الإهانة هنا، كالتي عاشوها في بلادهم، إذ لا يضطرون إلى التسول، أو البحث في القمامة، ولا يتعرضون إلى الاضطهاد.
وبعد أعوام طويلة من الإهمال والفقر في ظل نظام أسرة الأسد، فإن العديد من الكرد اضطروا في السابق إلى الهجرة إلى المدن الكبيرة مع عائلاتهم للعمل، ومع انتشار العنف عادوا إلى إقليم كردستان العراق حيث وجدوا الأمان، مع صعوبة ايجاد لقمة العيش.
أما وجودهم في مخيم دوميز فقد وفر لهم فرص للعمل، إذ بدأ عدد منهم بافتتاح أسواق داخل المخيم، مستسلمين لفكرة أن بقائهم فيه قد يطول لأشهر، أو ربما لأعوام، قبل أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.
وكانت مديرية الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك ذكرت أن تدفق اللاجئين السوريين ما زال مستمرا بشكل يومي.
ويقول محمد عبد الله حمو مدير الدائرة إن عدد اللاجئين الذين دخلوا الإقليم عن طريق محافظة دهوك حتى الشهر الماضي 78 ألف لاجئ سوري، "يتواجد منهم الآن في مخيم دوميز الواقع جنوب غرب محافظة دهوك 56 ألف لاجئ من النساء والأطفال والشباب ويتوافد يوميا إلى المخيم حوالي 450 لاجئاً جديداً".
ويوضح حمو أن هذا التدفق المستمر للاجئين السوريين قد جعلهم يقومون بتوسيع المخيم، قائلا "ليس في نية حكومة الإقليم فتح مخيم جديد للاجئين السوريين، لذا فإننا قمنا بتوسيع هذا المخيم كي يستوعب الأعداد الكثيرة التي تتدفق بشكل مستمر إلى المنطقة".
ويضيف أنهم في المخيم يمنحون هؤلاء اللاجئين كافة الخدمات الضرورية، إذ "نمنح العوائل خيمة ووفرنا لهم المدافئ النفطية والكهرباء ويتم توزيع النفط عليهم باستمرار، كما أن المياه أيضا متوفرة لهم".
ولم تهمل حكومة الاقليم الجانب التربوي والتعليمي، يقول حمو "أولينا اهتماما بالجانب التربوي والتعليمي أيضا في المخيم، فقد تم افتتاح ثلاث مدارس للأطفال المتواجدين في المخيم وتم توزيع المستلزمات الضرورية عليهم، مثل الكتب المنهجية والقرطاسية والحقائب، وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة".
ويدعو حمو المنظمات الدولية المعنية إلى إبداء يد العون للاجئين السوريين قائلا "رغم الجهود التي نبذلها في توفير الخدمات الضرورية لهؤلاء اللاجئين، إلا أنهم مازالوا بحاجة إلى دعم المنظمات المدنية العالمية للتخفيف عنهم وجعلهم يستوعبون المرحلة والظروف التي يمرون بها".
أربيل 20 شباط/ فبراير(PNA)- ي-م.ش م ح