الدكتور بدرخان السندي
*ادعو الى استمرار تعطيل البرلمان الكردستاني وتشكيل المجلس التمهيدي لتأسيس الدولة الكردية برئاسة الرئيس البارزاني.
يعيش الكرد في جنوب كردستان اليوم اخطر الظروف واشدها حساسية بين احتمال قيام الدولة الكردية من جهة واحتمال ولادة عدو جديد للكرد في بغداد ربما أشرس من صدام حسين لأن احتمال اسناده خارجياً أمر وارد كل هذا ونحن أمام احتمال زوال أهم وأخطر شخصية سياسية قيادية متمرسة في كردستان عموماً وجنوب كردستان خصوصاً من الساحة اي الرئيس مسعود بارزاني والبدائل المفترضة لا تصل درجات القناعة الكردستانية لدى شعبنا الكردي على ما يبدو إلى أي مستوى معقول أو متفائل ومن هنا تبدو بوادر المجازفة أو المقامرة المرتقبة في تداعيات القضية الكردية لما بعد مسعود بارزاني .
المخالفة ام الكارثة ..؟
نعم سؤال علينا ان نوجهه إلى أنفسنا اليوم بكل صدق ونقاء أيهما أنبل وأجدى أن نجازف بالموجود السياسي والمكسب القومي الكبير ونحرق الأخضر واليابس وتسقط اهم وانجح تجربة في تاريخ الكرد مع احتمال اما قيام حرب أهلية لا اول لها ولا آخر في جنوب كردستان واما ان يطأ البوستال العراقي أرضنا من جديد أم ندفع بالمسيرة الكردية وانجازها القومي إلى أمام في المحفل الدولي وبيد رجل وثقت به دول اوربا وامريكا والدول العربية ومختلف الأحزاب والبرلمانات في العالم ؟
لمصلحة من هذا الألحاح على وجوب تنحي الرئيس مسعود بارزاني ومن هو هذا " الأفضل " لنا كشعب سيخلف مسعود بارزاني ؟ إذا كان السبب زوال الشرعية حسب الدستور ففي هذا الموضوع وجهات نظر مختلفة وإذا كان السبب الحرص على القوانين وعلى ترسيخ مسألة تداول السلطة ديمقراطياً فنحن والكل يعلم وللأسف الديمقراطية هي ليست في تداول السلطة وحسب بل ان الديمقراطية والعدالة وسلامة المال العام كلها امور بحاجة الى اعادة نظر في كل العراق وبحاجة إلى اصلاح وانا من أوائل مثقفي كردستان من المطالبين بالأصلاح شعراً وكتابة وقولاً صريحاً ومن سنوات لكن هذه الأمور بمجموعها تعد من الأمور الداخلية التي يمكن اصلاحها ضمن البيت الواحد .. وهي لا تحسم مسألة هل سنصبح دولة مستقلة ام سنصبح تبع للعراق 100% جملة وتفصيلاً وربما الى الابد ؟
اذن هذه " المجانبة " في تطبيق دستوري أي استمرار رئاسة السيد البارزاني رئيساً للأقليم في هذه الفترة الحرجة هي الأكسير الذي سيديم الأحتمالية العالية لدوام قربنا من مسألة قيام الدولة الكردية في جنوب كردستان اما في زوال رئاسته فأننا سنكون امام احتمالية عالية لأنهيار كل ما بناه هذا الشخص من علاقات سياسية ايجابية ومن كل أشكال الثقة المتبادلة بينه وبين زعماء ورؤساء دول العالم والمنظمات والأحزاب السياسية العالمية المتعاطفين معه وعلينا ان لا نغفل الشخصية وسايكولوجيتها وأواصرها الوجدانية مع الآخرين في صنع القرارات السياسية فضلاً عن الثقة العالية التي يتمتع بها في الداخل التالي انهيار الاحتمال العالي لقيام الدولة الكردية .
للضرورة أحكام
نعم للضرورة أحكام حقيقة وبكل صدق كنت أتمنى من السياسيين الكورد كافة في جنوب كردستان أن يكونوا على وعي أرفع من لعبة الكراسي ومتعة الأزاحات والغلبة الشخصية وأن يضعوا المصلحة العليا لكردستان والتي تفرضها المرحلة الراهنة فوق كل شيء وان لا نهدم بيتنا بأيدينا فمجيء رئيس جديد تفرزه الصراعات السياسية وفي تجارب كثيرة هي ليست منطقية ربما سيسبب غرق المركب بأسره ولنا تجارب قاتله وأمثلة عن شخصيات تقلدت مناصب عليا بنتيجة الترشيحات الحزبية كذلك فأن التاريخ السياسي فيه كثرة من الأمثلة لرؤساء بقوا لفترات طويلة في الحكم وليس كل من بقى فترة طويلة في الحكم دكتاتور أبداً لا .. هناك من يستأثر بالحكم ولا يغادر الكرسي وهناك من تتطلب مصلحة البلاد ان يبقى ويمنح الشرعية فوق الدستور.
والرئيس البارزاني ليس متمسكاً بالكرسي كما تدعي بعض الأبواق الأعلامية ولكن مغادرته بحاجة إلى تسوية سياسية / دستورية اذ لا يمكن ان يسلم الأقليم إلى فراغ ونحن في حالة حرب وهو كرئيس أقليم قائد عام للقوات المسلحة . من هذا نقول يجب ان يبقى وان تحترم رغبته بالمغادرة على ان لا تنفذ للأسباب التي ذكرتها اعلاه فنحن نعيش مخاضات دولة كردستان باذن الله ، ونحن في غنى عن الهزات التي ربما قلبت المائدة رأساً على عقب .
لقد شهد العالم الكثير من الرؤساء ممن بقوا إلى سنوات خيالية في الحكم وهي دول عتيدة راسخة وليس كحالتنا الحالية ( دولة اللادولة ) .
لقد حكم كيمايل سونك 45 عاماً وتشاى كاى تشيك 46 سنة والحسين بن طلال 47 سنة وفيدل كاسترو 49 سنة وفرانكلين روزفلت الرئيس الأمريكي 12 سنة وأمثلة كثيرة اخرى في وقت لم يطالب الرئيس البارزاني في البقاء .
نرجو عدم فهمنا بشكل خاطىء فأنا لست من دعاة دوام الحكم وعدم تداوله ديمقراطياً ولكننا اليوم في وضع خاص وحساس جداً ومصيري اعلى واهم من التقاليد الديقراطية التي قد لا تاتي بمن هو افضل من الرئيس الحالي فنحن امام اما الدولة او انهيار الأمل ربما إلى 100 مائة عام آخر أفلا يستحق هذا الحدث التاريخي واحتمال تحققه بقاء الرئيس الحالي قائداً للعملية السياسية بأسم شعب اقليم كردستان؟ لمصلحة من اذن المجازفة ؟ و احلال احتمال وقوع كارثة محل احتمال قيام دولة كردستان ؟
مالحل إذن ؟
من وجهة نظري مالم تفوض الاحزاب السياسية الكردستانية اوالبرلمان الرئيس مسعود بارزاني لدورة رئاسية جديدة استثناء من كل ما يقيد هذا التمديدفاني ادعو الى استمرار تعطيل البرلمان وهو عمليا شبه معطل وإلى أشعار آخرولن يؤثر سلباً بل سيكون لاستمرارهذا الحجب تأثيرا ايجابياً في هذه المرحلة الحساسة اقصد مرحلة مخاضات ولادة الدولة الكردية الاكثر حاجة الى القرارات الحازمة بعيدا عن المناكفات والصراعات التي بدأت تنخر في صلب القضية الكردية وعليه اقترح ان يشكل الرئيس البارزاني مجلسا وظيفته واضحة ومحددة باسم " المجلس التمهيدي لتأسيس دولة كردستان " من الشخصيات الكردية المناضلة والنوعية المتمكنة ممن تحظى بالثقة الجماهيرية العالية وتتمتع بقدرات تفاوضية عالية من بعض قياديي الاحزاب والشخصيات الاجتماعية والاكاديمية الكفوءة وان لا يكون العدد كبيراً بل ان يكون المجلس نوعيا وحازما وصارما ولهذا المجلس حق المفاوضات داخل وخارج كردستان والمباشرة فوراً بمشروع التمهيد للدولة الكردية باسم شعب جنوب كردستان وان تكون رئاسة هذا المجلس منوطة بالسيد مسعود بارزاني بصفته رئيس الأقليم والقائد العام للقوات المسلحة .واود ان اوضح ان القصد من تاسيس هذا المجلس هو التمهيد السياسي وليس اعلان الدولة الكردية.
نعم وبصراحة نحن بحاجة إلى انقلاب أبيض داخل اقليم كردستان بقيادة البارزاني فقد اعطي الكثير من الوقت والجهد ولسنوات الى اولئك الذين لا علاقة لهم بأماني الكرد المشروعة اوبالدولة الكردية وهم لا يبتغونها اساسا بل كل ما فعلوه انهم ساعدوا القنوات التلفزيونية في لقاءاتها مع الكرد ترديد عبارة ( ولكنكم منقسمون وليس كلكم تريدون الدولة الكردية) حقيقة جاء الوقت لاقصاء كل من يقف بالضد من قيام الدولة الكردية وان لا يجد لنفسه مقعدا سياسيا في الساحة الكردستانية بعد اليوم وان نشرع عملياً وبحزم بمشروع الدولة الكردية في كردستان بخطوات عملية قبل الذهاب إلى بغداد او اي جهة اخرى وان تسلم هذه القضية بيد اصحابها ويجب ان لا تكون أقدامنا في الهواء بل على أرضية حقيقية وتحمل اسم الدولة و لها وجود وأقصد ( المجلس التمهيدي لتأسيس الدولة الكردية ) .