Share |

لنتذكر مبدعينا- صادق بهاءالدين آميدي ( 1918-1982)...هوزان أمين

صادق بهاء الدين  وغرلاف كتابه الفولكلور الكوردي

نعود اليكم بحلقة جديدة من سلسلة حلقات لنتذكر مبدعينا الذي واظبت قدر الامكان في التذكير بالعديد من الشخصيات الادبية والثقافية والفنية الكوردية

كلما مرت علينا ذكرى رحيلهم بأسلوب مختصر مع التركيز على اهم منعطفات حياتهم والتي ادت الى تشكيل وتصقيل شخصيتهم وابرازهم في تلك الميادين التي ادت الى شهرتهم سأتناول في هذه الحلقة اللغوي والاديب الكوردي صادق بهاء الدين آميدي الذي يمر ذكرى رحيله 33 في 16 من شهر حزيران ويحتل مكانه خاصة لدى مثقفي محافظة دهوك نظراً للخدمات الجليلة التي قدمها لثقافة وادب منطقة بهدينان بشكل خاص والادب الكوردي بشكل عام وحفظ ووثق العديد من الخصائص اللغوية والثقافية لهذه المنطقة في كتب ونشرها، لهذا كان له مكانه عاليه ولا زال تمثاله الى جانب تمثال الكاتب انور مائي يقف صامداً امام مبنى اتحاد الادباء في دهوك، ويعتبر صادق بهاء الدين رمزاً من رموز الادب والثقافة في منطقة بهدينان وكوردستان عموماً ومعروف بولعه وحبه للغة الكوردية والفلكلور والتراث الكوردي وحاول بشتى الوسائل توثيق وارشفة العديد من القصص والملاحم الكوردية والقصائد الكوردية ونشرها في كتاب اسماه ( الفولكلور الكوردي) وهو صاحب العديد من النتاجات الادبية المهمة طبعها اكثرها في بغداد باللغتين الكوردية والعربية، كما نشر العديد من المواضيع والمقالات المهمة في العديد من الجرائد والمجلات الكوردية آنذاك ومنها ( هيوا- روناهي- روزي كوردستان-برايتي-دفتري كورده واري- نوسري كورد-هوكاري- بيان- روشه نبيري نوه- المجمع اللغوي الكوردي)

 

 حياته :

 

 ولد صادق بهالدين آميدي عام 1918 في مدينة آميدية ( العمادية) التابع لمحافظة دهوك، ضمن كنف عائلة متدينة حيث كان والده عالم ديني معروف في منطقته وتتلمذ على يد والده في تعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم، ومن ثم درس الابتدائية في مدينته وانتقل لاتمام دراسته الى مدينة الموصل حيث درس المتوسطة والاعدادية، تم انتقل الى بغداد للدراسة الجامعية ودرس في  دار المعلمين العالي، ثم تخرج من جامعة بغداد بنيله شهادة البكلوريوس في الجغرافيا .

كما عمل قبل ذلك مدرساً للاجتماعيات في اعدادية كركوك للبنين، ثم نقلوه الى محافظة السليمانية قضاء حلبجة ومنها الى زاخو، الى مدينة هيت في محافظة الانبار ومنها الى بغداد حيث درس مادة الجغرافيا في عدة مدارس ابتدائية اكثر من عقد من الزمن.

 وبعد ان افتتح مركز الدراسات الكوردية في بغداد عين نائباً للمدير العام فيها ومنها انتقل بين اعوام 1963 الى 1965  الى التدريس في جامعة بغداد قسم الآداب واللغة الكوردية.

وفي تلك الفترة وخلا سنوات التدريس كتب العديد من المقالات القّيمة والغنية عن اللغة والادب والثقافة والفولكلور الكوردي ونشرها في تلك الجرائد التي اتينا على ذكرها في المقدمة.

وهو احد مؤسسي نقابة المعلمين في العراق عام 1958 وهو احد اعضائها النشيطين ومن خلالها قام بالدفاع عن حقوق الشعب الكوردي ولغته وثقافته وتاريخه ولا سيما في مؤتمر النقابة 1960.

 بالاضافة الى ان له الدور البارز في المؤتمر الاول لتأسيس اتحاد الادباء الكورد في بغداد 23-24 حزيران عام 1970 ورشح لرئاسة الهيئة الادارية للمؤتمر واتخذت العديد من القرارت الهامة تحت إدارته.

 

 نتاجاته الادبية:

ترك الراحل خلفه ارثاً كبيراً من الكتب والادبيات المختلفة التي تركز على الادب والفولكلور والتراث واللغة الكوردية باللغتين الكوردية والعربية.

 من مؤلفاته‌ المطبوعة:

1- المصطلحات اللغوية في اللغة الکوردية، طبع في مطبعة الشعب ببغداد عام 1972.

2- قواعد اللغة الکوردية - مقارنة بين اللهجات الکرمانجية الشمالية والکرمانجية الجنوبية.

3- جمع وشرح ديوان ملايي جزيري، (مطبعة المجمع العلمي الکوردي ) عام 1977 بغداد.

3- ديوان برتو بك الهکاري، طبع في دار الحرية للطباعة في بغداد سنة 1978.

4- بحث وشرح في نوبهارا بجوكا للشاعر احمد الخاني، (المجمع العلمي الکوردي) عام  1979 بغداد.

5- كتابة سيرة مجموعة من الشعراء الكورد البارزين في ذلك الوقت مع اضافة بعض قصائدهم وجمعها في كتاب اسماه الشعراء الکورد، طبع (المجمع العلمي الکوردي) 1980 .

6- المسكن والمأوى (Xan û Man ) قصص وحوادث، طبع عام 1980 في ثلاث اجزاء في مطبعة الحوادث ببغداد.

7- جمع وشرح المولد النبوي لـ مه‌لايي باتيي، طبع عام 1980.

 

 بالاضافة الى العديد من المؤلفات الاخرى الغير مطبوعة في الادب الكوردي وأخرى مترجمة الى اللغة الكوردية والتي تعد مراجع هامة لا بد من العودة اليها وطباعتها والاهتمام بها مهما مر الزمن.

في الختام عندما نشاهد هذا الكم من النتاجات والابداعات نعرف مدى براعة الاستاذ صادق بهاءالدين في الجمع والشرح حيث كان معلماً في جمع التراث والفولكلور واستاذاً ضليعاً في اللغة الكوردية، امضى عمره الذي ناهز 64 عاماً في الدراسة والقراءة والترجمة دون كلل وملل واغنى المكتبة الكوردية والادب الكوردي بتلك الدراسات والابحاث، توفي في بغداد في 16 من حزيران عام 1982 ووراى الثرى في مدينته العمادية.

 

التآخي- العدد والتاريخ: 6918 ، 2015-06-21