عامودا..
لها أمسيات في ذاكرة الريح
من يمسح القلب بعرقه؟
من يكتب الحب مرجانه
ثمة طفلة تداعب دميتها
كل صباح تمشط ضفائر الشمس
تنام هادئة
تصحو ضاحكة
حلوة من قمة رأسها
تلك هي عا مودا
امرأة من قش ودقيق
عامودا رغيف خبز مدور كالشمس
كم تسامرنا معا بين يبادر الحنطة
والى دوار الشمس
الذي يشاكس الشمس
طيلة النهار
وتبقى ضاحكة
حتى التلاشي
كم وكم نمنا فوق شلول القطن
فالقطن في السهول كثلج السماء
أية مدينة حبلى
كمدينتي لا تخون الولادة
الربيع أريجها
القمر لا يغفو لحظة
لمغازلة يبادر الحنطة
يغني جبلنا..جبلنا
والشمام في البساتين
كالأقمار المنثورة
يفوح عطرا
إنها هبة الطبيعة
أيها الزمن
رغم بساطتنا
ما زلنا أنا وهي ننام معا
نراقب أصابع الفجر
تزيح ستار الظلام
ففي كل يوم تزورني الصديقة العجوز
تحدثني عن أيام زمان
وعندما تنتهي الحكايا
سأروي لكم ما كانت تقول.
********
في المساء
اترك بصماتي يدي على قبضات المطارق
اجلس وحيدا في المقهى الليلي
احتسي الشاي ومن نوافذ المقهى
اتلمس إضاءات بلدي بنظري
يغلي صدري احس بوجعي
امد يدي على قلبي
ابحث عنه فلن اجده
نظرة لبلدي بعمق
فوجدته يجوب شوارع بلدي
ويقبل ذلك الكرسي الححري
من الالف الاول قبل الميلاد
ويقبل تر اب بلدي
فكم امتلك من سعادة
************
الغجرية
جئت مع قهوة الصبح
وحب الهال
عمتي صباحا
وعلى جانبي الممر
الورد انحنى
لواحة وجهك الحالمة
التي ازدانت بوشم
كالنقش على الأجر
الخابوري القديم
تربعي على الكرسي قليلا
واحتسي فنجان القهوة
كنساء كسرى
كي أتفرج على الليل
وهو يستريح في عينيك
تحت وصاية خنجرين سلا
وثغرك كحبة البندق
في كؤيسها
تتدلى على أمها
في وسط الشفة السفلى
تدلى الوشم بغنج
كنياشين العسكر
كقطوف الكرمة يعتصر
منها السكر
ووجنتيك كأخاديد التين..الريحاني
وما اقسم به الله
حاولت أن امسح جراحها
اختلست أصابعي
شيء من حلاوة السكر
لعقت أصابعي
فكان الطعم ألذ من القند والعسل
ورائحة تفرق المسك
والعنبر
وكان وجهك الذي لم يتغير
كقمر الأربعة عشر
يستريح على عنق زجاجة
نبيذ حلو المذاق والطعم
ما قد حلى لي
سوى الخصر الذي شنق
تحت وسط الفستان
وصرخات الأضلع قطعتني
واعتلاها شيء من الكثبان
لا ادري...
أهما رمانتين
تحت مشد
أم زوج حمام
مددت يدي متلمسا
لدعني التيار
وارتجفت حتى الذوبان
******************
من صفحة الشاعر : صباح قاسم