Share |

مجموعة قصائد للشاعر : حسين حبش

الشاعر : حسين حبش
الشاعر : حسين حبش

 

 

أفضل الحلول!

 

حزين ومكتئب جداً

السكين بجانبي

البندقية محشوة بالرصاص

زجاجة السم على الرف

أسكن في بناية شاهقة

الجسر قريب من بيتي

وأنتظر أي حل من هذه الحلول سأختار

الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس

وصدري أيضاً

يختار دوماً أسوأ الحلول:

انتظر.. انتظر…!

أنتظر ماذا أيها الشيطان اللعين؟

ها أنك ترى أنني حزين ومكتئب جداً

ولدي أفضل الحلول!

رد الجميل!

 

 

كان يملك بيتاً

وضع مفتاحه في يديها

وقال لها خذيه

وهو هدية لك.

كان يملك حصاناً

وضع السرج على ظهره

وقال لها اركبيه

وهو هدية لك.

كان يملك بندقية

وضعها على كتفها

وقال لها خذيها

وهي هدية لك أيضاً.

أخذتْ البيت

والحصان

والبندقية

لقمتْ البندقية جيداً

وأطلقتْ رصاصتين

على قلبه!

قصائد كردية حزينة

 

 

أقرأ قصائد كردية حزينة
البارحة رأيتُ عصفوراً

مقتولاً على قارعة الطريق
حملتُه برفق في كفي
بعد أن كورتها له كعش
أحضرته إلى المقبرة
ودفنته في قبر صغير يشبه قلبي.
اليوم رأيت وردة مسحوقة!
حملت بتلاتها الممزقة برقة متناهية
ووضعتها على شاهدة العصفور
الذي رأيته البارحة

مقتولا على قارعة الطريق.
على الأرجح سأستمر

في قراءة القصائد الحزينة.

أيامنا الجميلة!

كنا نروي لأحفادنا

عن أيامنا الجميلة

التي مضت بلا رجعة

وعن بطولاتنا الأسطورية

التي لا تنسى أبداً!

كنا نرش عليها بعض البهارات

حتى تبدو لذيذة على أسماعهم الطرية

وكانوا يلتهمونها ببراءة ولذة خارقة.

لكنهم عندما كبروا قليلاً

لم يعد يصدقونها

رغم أننا أكثرنا من جرعة البهارات عليها

لكن هيهات، كل محاولاتنا لإقناعهم باءت بالفشل

حتى بتنا نحن أيضاً

نشك بها ولا نصدقها تماما!

أية أيام جميلة مضت؟ 

وأية بطولات أسطورية لا تنسى أبداً؟

مأثرة

لم نذهب إلى هناك

لننتهي كما أرادوا لنا أن ننتهي

صعدنا الجبال بهمة العارفين بأسرار الوعورة

نظرنا إلى الصخور المعلقة

كأقراط عملاقة في أذن الجروف العالية

تنفسنا شموخ القمم

هتفنا بسعادة: هذه الجبال جبالنا

وهذه القمم تيجان رؤوسنا

ولسنا ضيوفا عليها

جئنا إليها بمحض أرواحنا وقلوبنا

جئنا إليها لنكمل مأثرتنا كما نريد

لا أن ننتهي كما أرادوا لنا أن ننتهي!

مصور فوتوغراف كردي

 

مصور فوتوغراف كردي

كان لسنوات طويلة

يصور العرسان في ثياب الزفاف

النساء الفاتنات والرجال الأنيقين

الممثلات والممثلين

تلاميذ المدارس

الأطفال في حضن الأمهات

أو على أكتاف الآباء

العاشقات والعشاق الذين كانوا يأتون إليه خلسة من أزقة حلب الضيقة.

كان يصور الشوارع والأزقة العتيقة

الأشجار والحدائق 

النوافذ والأبواب

الكنائس والمساجد

الشرفات المليئة بالحبق، والياسمين المتدلي على كتف الأسوار.

كان يصور

ويصور

ويصور دون كلل ولا ملل.

الآن ماذا يستطيع مصور فوتوغراف كردي

أن يصور في المنفى – بعد أن فقد كامل أسرته في الحرب الدائرة في بلاده–

سوى ألمه وحزنه وشروده ويأسه المطلق؟!

عن العدد ( 0) من مجلة دشت التي تصدر عن اتحاد مثقفي روج أفايي كردستان( HRRK)