في وقت بات فيه فن التصوير الفوتوغرافي أداةً إعلامية وثقافية مؤثرة في نقل الهوية والتعريف بالثقافات، افتُتح معرض «الصور النادرة» بإشراف المصوّر الكردي الدولي ناصح علي خياط، في قاعة متحف "امنة سوركه" الوطني بمدينة السليمانية، جامعاً مصوّرين من أجزاء كردستان الأربعة، في فعالية ثقافية وفنية وُصفت بالمميّزة.
ويضم المعرض 50 عملاً فوتوغرافياً قدّمها 22 مصوّراً، تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عاماً، يمثلون جميع انحاء كردستان (الجنوب، الشمال، الشرق والغرب)، ويسعون من خلال أعمالهم إلى تعريف جمهور السليمانية والزوار الأجانب بجمال الطبيعة، والثقافة، والإرث القومي الكردي.
وفي تصريح لوكالة (باسنيوز)، قال المشرف على المعرض والمصوّر وصاحب فكرة تنظيمه، ناصح علي خياط، إنه عمل لمدة شهر كامل على التحضير للمعرض وجمع الصور من مختلف أجزاء كردستان، موضحاً أن افتتاح المعرض جاء يوم الأربعاء، وبالتزامن مع يوم علم كردستان، وبدعم من مديرية شباب محافظة السليمانية وجمعية مصوّري كردستان.
وأشار خياط إلى أن المعرض يختص بصور الطبيعة والثقافة والتراث في مناطق كردستان المختلفة، بمشاركة 22 مصوّراً قدّموا 50 لوحة فوتوغرافية، عكست الطبيعة في جنوب وشرق وغرب وشمال كردستان.
وأضاف، أن موقع المعرض داخل متحف "امنة سوركه" أسهم في استقطاب عدد كبير من الزوار الأجانب، إلى جانب المواطنين من داخل السليمانية ومدن أخرى، لافتاً إلى أن الزوار أبدوا إعجابهم بالأعمال المعروضة، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد زوار المعرض خمسة آلاف شخص حتى مساء اليوم الخميس، وهو اليوم الثاني والأخير للمعرض.
وبيّن خياط أن الهدف من تنظيم المعرض لا يقتصر على الجانب الفني، بل يتعداه إلى خلق حالة من التعارف والتبادل الثقافي بين المصوّرين المشاركين، وتشجيعهم على توثيق الجوانب الطبيعية والثقافية والتراثية في مناطق كردستان المختلفة، ولا سيما في شرق كردستان.
وأكد أن للمعرض بعداً إنسانياً أيضاً، موضحاً أنه سيتم التبرع بجميع اللوحات بعد اختتام المعرض إلى مستشفى هيوا وعدد من المستشفيات التي تمتلك جدراناً مخصّصة لعرض الصور، بهدف إدخال الأمل والسرور إلى نفوس المرضى. ولفت إلى أن هذه هي التجربة الثانية له، بعد تنظيم معرض مماثل عام 2020، جرى التبرع بلوحاته أيضاً إلى مستشفى هيوا.
وأشار خياط إلى أنه يتطلع، في حال توفّر الدعم، إلى تنظيم هذا النوع من المعارض سنوياً، بل وإقامتها في مختلف أجزاء كردستان، مستنداً إلى مشاركاته السابقة في مهرجانات ثقافية عالمية في أكثر من 150 دولة، من بينها الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، سويسرا، واليابان، حيث نجح في تقديم الثقافة والتراث والطبيعة الكردية بصورة إيجابية لاقت صدى واسعاً.
وختم حديثه بالتأكيد على أن مستوى التصوير الفوتوغرافي في كردستان متقدم، لكنه بحاجة إلى دعم حقيقي، داعياً حكومة إقليم كردستان، والمنظمات غير الحكومية، والمستثمرين، وهيئة السياحة، إلى دعم المصوّرين وتنظيم معارض لهم، لما لذلك من أثر في تطوير الفن الكردي، وجذب السياح الأجانب، وتعزيز إيرادات القطاع السياحي والاقتصاد المحلي.