- ثم توجهنا الى الشاعر والناشط الحقوقي حفيظ عبدالرحمن وسألناه : هل تعتقد ان الكرد قادرون على ادارة شؤون مناطقهم بنفسهم ، بعد الفراغ الاداري والامني الذي يشهده تلك المناطق ؟
قال : رغم السياسات الاستثنائية الني كانت تطبق في المناطق الكردية، لكن لا اشك بوجود طاقات بشرية ممن تتوفر فيهم الكفاءة العالية والقدرة على الادارة، لكن علينا ان نميز بين ادارة شؤون المناطق من النواحي الامنية ومن النواحي الخدمية بكل احتياجاتها ومستلزماتها - خاصة بعد فترة من عدم الاستقرار الذي اثر على كل مناحي الحياة- وبين نصب عدة حواجز يمكن نصبها وازالتها بسهولة، ثم من الصعب ومن المجحف ايضا التحدث عن هذه الادارة دون اشراك المكونات الاخرى المتواجدة في تلك المناطق، كذلك لا يمكننا تصور هذه المناطق خارج اطار التكامل الاقتصادي والخدماتي بين باقي المناطق والمحافظات، الني كانت تعاني اصلا من خلل يعود لتراكمات عقود من الفساد والتشويه وضعف التنمية الممنهج، فكل حديث خارج اطار هذه المفاهيم يعتبر ضربا من الاحلام، باعتقادي. الشق الثاني : من السؤال ، هناك تهديدات من الجانب التركي باجتياح كردستان سوريا بضرب المناطق الكردية واجتياحها، هل وحدة الصف الكردي وتشكيل الهيئة الكردية العليا جواب على تهديداتهم ؟
ثم سألناه انه هناك تهديدات من الجانب التركي باجتياح كردستان سوريا بضرب المناطق الكردية واجتياحها، هل وحدة الصف الكردي وتشكيل الهيئة الكردية العليا جواب على تهديداتهم ؟
قال : وحدة الصف الكردي في اطار الهيئة العليا كان سابقا للتهديدات التركية حيث سبقتها لقاءات وحوارات وتفاهمات الى درجة معينة. كذلك اتت نتيجة للضغط المتزايد من الشارع الكردي من جهة، وكاحدى ضرورات المرحلة التي فرضت نتيجة تداعيات الاحداث في المناطق الكردية من جهة اخرى. هذه الوحدة باعتقادي لازالت هشة لم ترقى الى مستوى الطموح والضرورة، ولازلنا نسمع تذمر البعض من خروقات الاخرين، والتاخر في استكمال بناها وهيئاتها العملياتية والميدانية على ارض الواقع. ولكن هل يشكل وحدة الصف هذه قوة كافية في مواجهة التهديدات التركية المتصاعدة منذ ايام؟ فهذا شيء اخر.
وهنا اعتقد انه على الدولة التركية –ومن باب الحكمة- ان تكون بغنى عن فتح باب قلق اخر في خاصرتها الرخوة التي تعاني اصلاً من استنزاف بشري وعسكري واقتصادي مزمن. ربما يكون هذا التحشد العسكري والتصعيد الاعلامي من باب فرض شروط اكثر اطمئنانا لها على المعارضة السورية بعامة والكردية بشكل خاص.
- وعن اوضاع اللاجئين الكرد في اقليم كردستان توجهنا الى السياسي والناشط الكردي رويار تربسبي ، حيث حدثنا عن اوضاعهم من ثورة قامشلو لحد الآن .
-
- سألناه ما هي اوضاع اللاجئين الكرد في اقليم كردستان ، وهل مازالوا يتدفقون بكثرة على اقليم كردستان ؟
قال : بدأت حركة النزوح من قبل الكرد السوريين باتجاه كردستان بعد انتفاضة آذار عام 2004 ، وافتتح لهم اول مخيم في مقبلي بتاريخ 24-4-2004 ، طبيعي ازداد العدد مع مرور الوقت نتيجة الملاحقات الامنية بعد الانتفاضة وزيادة الضغط على الكرد في سوريا ، وبناء على قرار من السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان ، وبمبادرة كريمة منه تم بناء 88 منزلاً سكنياً في منطقة دوميز ، وسمي بمجمع قاكشلو للاجئين الكورد .
وفي الثورة الاخيرة المندلعة في سوريا بعد 15 آذار 2011 والتي لا تزال مستمرة ،ونتيجة انضمام الشعب الكردي اليها ، وحالة الضغط والاعتقالات وحتى وصل الى حد قرابة 150 من الشباب الكرد الذين يخدمون في الجيش السوري ، بدأت حركة نزوح جديدة باتجاه كردستان العراق ، وبني مخيم بجانب مجمع قامشلو في دوميس ، وازداد العدد يوم بعد آخر ، حتى وصل بهجرة العديد من العوائل ، بعد اقرار حكومة الاقليم باستقبالهم وحسن معاملتهم ، قبل ستة اشهر تقريباً ، وخاصة للملاحقين امنياً ومن الجنود الفارين من الجيش السوري، لعدم قبولهم تنفيذ تعليمات قادتهم بقتل الشعب المنتفض .
وعن اعداد اللاجئين حسب آخر الاحصاءات ( حين اعداد الملف في اواسط شهر آب )
قال :حسب آخر الاحصاءات بلغ عدد العائلات الى 800 عائلة واكثر من 4000 آلاف شاب ، وساهم عدة منظمات بإيوائهم وتقديم الخيم والمستلزمات الاولية لهم ، مثل منظمة الامم المتحدة ، ودائرة الهجرة والمهجرين في حكومة اقليم كردستان ، بالاضافة الى عدة جمعيات اهلية ساهمت في تقديم العون لهم ، ويتم تقديم المعونات حسب الامكانيات والطاقات المتاحة ، بالطبع لا يعني انه لا يوجد تقصير من ناحية الخدمات ، وبسبب الضغط والتزايد العديدي للاجئين ، لا يستطيعون تأمين كافة مستلزماتهم ، فتضطر العديد من العوائل الى الانتظار لمدة اسبوعين الى ثلاث اسابيع وتبات عند احد معارفهم او داخل خيمة عائلة اخرى حتى تحصل على خيمة ، والفت النظر هنا الى دور مجمع قامشلو في مساعدة اهاليهم والوافدين الجدد حيث يستقبلونهم في بيوتهم بكل رحابة صدر ، وهذا محل شكر وتقدير وتحملوا اعبائهم لثلاثة اشهر ، كل عائلتين او اكثر حتى تم تأسيس المخيم لهم .
وسألناه عن الاهمال ووجود شكاوي عديدة متعلقة باوضاعهم : قال، بالضبع هذا الوضع خلق حالة من الضجر والتعب لدى تلك العوائل المهجرة، ولديهم حججهم وانتقاداتهم وشكاويهم على السلوك والاصول التي تتعامل معهم المسؤولين هنا ، من ناحية التقاعس في العمل والبطئ في آلية العمل من حيث تأمين الحاجيات، على الرغم من وجود تعليمات صارمة بتأمين احتياجاتهم بأسرع ما يمكن كواجب انساني على اقل تقدير ، ونتيجة ذلك الاهمال نسمع هنا وهناك بظهور مشاكل من قبلهم ، نتيجة الضغوطات النفسية وحتى ظروف الطقس الحارة وظهور الامراض ادت ببعض العوائل والمئات من الشباب الى العودة من حيث اتوا وطبيعي وبالتأكيد ستكون العودة الى الوطن بعد سقوط النظام والنصر الحل الامثل لهم ونحفظ كرامتنا وانسانيتنا .
- وفي نهاية هذا الملف التقينا بعضو الهيئة الادارية لحزب يكيتي الكردستاني نشأت ظاظا في دهوك وسألناه عن اسباب زيارته الى اقليم كردستان ؟
قال في البداية اشكركم و اترحم على ارواح الشهداء الثورة السورية جميعا واخص الشهداء الكرد منهم ، زيارتنا الى اقليم كردستان يتمخض في مشروع سياسي لحزب يكيتي الكردستاني، وهذا المشروع دلالات واضحة ، تتمخض في توحيد رؤيا سياسية بالنسبة الى الحقوق الكردية وشرعنتها في كردستان سوريا ، بعد سقوط النظام وتأطيرها مع المعارضة السورية في المستقبل .
حبذا لو تحدثنا عن الكرد في اوربا وعلاقتهم مع الثورة في سوريا ، كونك قدمت من هناك ؟
في الحقيقة الوضع الكردي في المهجر لا يختلف عن الوضع الداخلي للاكراد ، وهما جزء لا يتجزأ من بعضهم البعض ، فقد صدرنا القضية الكردية في سوريا الى اوربا ، لشرح الواقع الكردي الذي يعيشه الكرد في الداخل للعالم ، وللاسف للمعارضة العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص لها افكار شمولية ، وتربعت ضمن افكار حزب العربي الاشتراكي ، ولهم افكار شوفينية لا تتقدم نحو المعارضة الكردية ، والشعب الكردي في المهجر يعاني الامرين في المهجر ، بالاخص التشتت الكردي الحاصل في كردستان سوريا ، نتيجة وجود هذا الكم الفظيع من الاحزاب الكردية وعدم توحيد الخطاب السياسي ، هناك فرز واختلاف حقيقي بين الاحزاب السياسية ، لكننا نحن كاحزاب كردية وشخصيات مستقلة واكاديمية نتطلع الى بناء البيت الكردي وتحيد الخطاب السياسي ضمن فيدرالية ، ويجب علينا تسميتها بالاسم ،وبالرغم وجود تسميات تأتي من هنا وهناك سواء من مجلس غرب كردستان او ضمن المجلس الوطني الكردي ، نحن نريد ان نسميها بالاسم ونشخصنها هكذا ، فيقال لا مركزية سياسية ، فهي كلمة فضفاضة ، يفسر كل شخص على هواه حسب فكره الشخصي ، فنحن في حزب يكيتي نود ان نعطيه اسم ونأطره ضمن اطار الفيدرالية ، او الحكم الذاتي لاكراد سوريا كموننا جزء لا يتجزأ من سوريا ، فالاحزاب الكردية مجتمعة لم ولن تطالب بالانفصال ، نعم هناك حلم كردي في بناء دولة كردية والاستقلال ، انما يجب علينا ادراك الممكن ، وهذا ما نحاول ان نجسده في الواقع ، ونجعلها واضحة غير قابلة للتأويل .
اين موقعكم انتم من الحركة الكردية في سوريا ؟
نحن كحزب سياسي ناضلنا ونناضل من اجل حقوق الشعب الكردي ، وحزبنا عضو في المجلس الوطني الكردي ، وكذلك نحن جزء من الحراك السياسي ، وكنا في السابق عضوا رئيسياً في المجلس الوطني السوري ، لكننا علقنا عضويتنا بسبب الممارسات الشوفينية يعمل بها الاخوة العرب في المعارضة السورية ، فيما يتعلق بحقوق الشعب الكردي ، وفي زيارتنا الخاصة الى اقليم كردستان ، والتقينا بالعديد من المسؤولين الكرد في الاحزاب الكردية ، ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني ، كان له دلالات سياسية ومشروع سياسي ، كانت هذه الدلالات تتمخض في توحيد الرؤى الكردية ، وبناء أئتلاف سياسي بالنسبة للمجموعات الشبابية التي تنطوي وتفكر في خانة واحدة ، وبالطبع يكون هذا الفكر او المشروع بديل للاطر الموجودة في الساحة الكردية .
انتهت
جريدة التآخي - العدد والتاريخ : 6408، 2012-09-20