أيها الكردي الأخير
لا تسقط القمر الأبيض
من يديك…
ودع غزلان الحلم
ترسم وطنا
أمام عينيك...
والمسافة الحبلى
بين عينيك والرصاصة
تنهمر نهرا متكسرا
على الزمن وعليك...
الخرائط المسخ
لا تنام أبدا
تبحث عن ماضيها
تقع كجريح مطارد
في دائرة قدميك...
أيها الكردي الأخير
غادر ظل الكلام
ولا ترسم القمر
فوق ركام السلالم
حزينة من غيرك
شوكة المنافي
تسير في غبار
ذكراك الأخير
دول الكذبة
وأزمة العوالم
أيها الكردي المنفي
ليس هناك أصابع
للملمة الحجارة
ولا جسد لترقيص
الذئب
على بكاء قيثارة
ولا مكان لأوسمة
الحروف المبعثرة
في زمن العطارة
أيها الكردي المنفي
أنزل قلبك
في أقرب محطة
وأقم للحمام
عيد ميلاد أخير
وأشتر حربك
بالحلم الصغير
وأقدام السرير
أيها الكردي الزنزاني
دعني أقبل
يديك المالحتين
وأهديك ترابا ناطقا
بخاصرتين
نحن القتلى النازفون
كيف نكسر الغروب
بفاتحتين
ونحيي الموتى
بقصيدتين
نركض نحو الجنوب
بحلمين
ورئتين
ونركض نحو الشمال
بتمرتين
وراحلتين
وفي سوق الطريقين
نضرب الوهمين
بنظرتين
وحجارتين
أيها الكردي الوحيد
يجلس الذئب لنا
في عطر المطر
وعرف الديك
وبقايا القتلى منا
يسلمون مفاتيح
أكفانهم إليك
أنت تقاتل
الظل تلو الظل
على حديقتي خديك
لا حرب ولا سلم
لا اسم لها
على جبهة نعليك...
ألا أيها الحرف المحترق
في حضرة الدم أبدا
ماء الفم عليك
تهرب من
الطين البري
ومن أجراس الكلام
ومن عطش اليتامى
والجرحى إلى
اليم الأبيض
في نهديك...
أيها الكردي الحي
كل الدروب حزينة
لا تقيم كرنفالاتها
إلا في حضورك
الطوروسي
وهذه مدن الحمقى
تجلس في خاصرتك
بأدب مدرسي
أنت المتبقي الوحيد
من الشمس
تمسح عينيها
وتبكي عليها
وتسجل حزنك
في حديث قدسي