في هدوء وأمان مأمول أن يعم أرض الوطن ، بين حقول الزيتون ، الشجرة التي تنادي السلم ، وسط علو أزيز الرصاص وهدير الطائرات وصخب الأحداث ، وأحاسيس الرعب والخوف والقلق ، أبى الشعراء الرضوخ لإرادة الشر ، فكانوا على موعدٍ مع إطلاق أصوات حناجرهم ، وهم يغردون للحب ، للصداقة ، للإنسان ، للحرية ، للوطن ... على أنغام مقطوعات موسيقية عذبة من أنامل الفنانين أسامة دادا ونعيم شباب ، يوم الأحد 4/11/2012 ، في مهرجان الشعر الكردي / 18 / بمنطقة عفرين – صالة نمر التي ازدانت بلوحات فنية تشكيلية وأدوات تراثية .
بدأ المهرجان بالترحيب من مقدمه الشاعر حسين بوظو (زانا عفريني) الذي أحسن في تقديم مقطوعات وفواصل شعرية جميلة ، وكلمة الافتتاح من الشاعر ديرسم ممو باسم لجنة الإدارة ، رحب فيها بالحضور مذكراً بمهرجان الشعر الكردي الأول الذي أقيم يوم 22/10/1993 بساحة قلعة النبي هوري - عفرين في ذكرى رحيل الشاعر الكردي الكبير جكر خوين ، ثم قُرأت قصيدة بعنوان " كردستان " لـ جكر خوين ، بعدها :
ألقى الدكتور عبد المجيد شيخو قصائد من أشعاره الجميلة ، إحداها مهداة إلى الفنان شفان برور ، وأخرى مهداة إلى رفيق دربه الراحل الأستاذ أديب إبراهيم .
وألقى الدكتور حسن ( آوازيه كالو ) أشعاراً بأدائه المميز ، ومجموعة من القصائد القصيرة ، إحداها عن الشهيد شيرزاد حج رشيد .
وغنت الطفلة ﮊيندار داوود من قرية آفراز قصيدة كينه أم " Kîne Em "، ألهبت مشاعر الحضور .
ثم غنى الفنان رمزي شيخو قصيدتين للشاعر ملا جزيري ، من ألحانه وبالعزف على آلة العود ، كان له وقع خاص على مسامع الحضور .
وألقى الشاعر مروان بركات قصائد معبرة ، إحداها بعنوان : عفرينا من " Efrîna Min ".
وألقى الشاعر ديرسم ممو قصائد تلامس مشاعر الإنسان وكينونته .
وألقى الشاعر عارف تسلوري قصائد تفوح منها رائحة الثورة ومناداة الحرية .
وآخرهم الشاعر مصطفى ملا ، ألقى أيضاً قصائد جميلة .
وخلال فترة المهرجان تمكن الفنان التشكيلي أصلان معمو من رسم لوحتين ، إحداها للشاعر جكرخوين ، وأخرى تعبيرية لحال الثورة بعنوان " آزادي – الحرية " ، وكذلك فاجئ الحضور بفتح الغلاف عن لوحة رائعة لشاب ثائر .
ختم المهرجان بلوحات رقص فلكلورية من تقديم فرقة هاورا عفرين ، وكلمة شكر للمساهمين في تنظيمه وللحضور الكريم .
وصرح الأستاذ مروان بركات، قائلاً: إن هذا المهرجان هو جزء من المهرجان السنوي الذي لم نستطع تنظيمه بشكل موحد لجميع المناطق الكردية بسبب الأوضاع التي تعيشها سوريا ، حيث أردنا إحياء هذه المناسبة في عفرين بشكل لائق لأجل المساهمة في إحياء وتطوير الأدب الكردي ودوره في الارتقاء بحياة المجتمع .
كما قال ديرسم ممو : في ظل هذا العنف والعسف وأجواء القتل والدمار ، أردنا فتح كوةٍ للنور والضياء ونفلح الأرض لنزرع وردةً ونبث الأمل في حياة المجتمع ، عسى أن نرى يوماً أفضل لهذا الشعب ، وفي الوقت المقتضب للمهرجان أن نطلق لحظة فرحة لشعبنا التواق للحرية لعلنا نصنع بسمةً في عمق الأزمة.
-----------------
ü لجنة إدارة المهرجان : مروان بركات ، ديرسم ممو
ü أجهزت الصوت : حجي كيماري
ü إخراج : محي الدين أرسلان
ü فيديو : هاوار ، قهرمان
ü مهندس الصوت والموسيقا : أسامة دادا
ü وآخرين في التصوير والإخراج
5/11/2012
إدارة موقع نـوروز