Share |

نرجسيّة النّرجس... نارين عمر

زهرة النّرجس.. 
رشقتني يوماً بمفردتين
خُطّتا بالأصفر والأبيض
العهد.. الوعد
مزركشتين بخمار القداسة
ضممتها إلى قاموس قلبي
طلبت إليّ النّرجس
روضاً فوق جسر الرّومان
من سقلان.. 
رشفات من ماء الحياة
ومن ربيع ديرك… 
أبجدية للدّفء
عندما كان لي وطناً
كنت وطنها
هجّرني وطني إلى
أقاليم لا تروق لها
وتاهت بسكانه السّبل
غاصت النّرجس في محيط
المسوّغات والحجج.. وصارت تبحث
عن وطن جديد يوائمها
ولكي تلبسني التّهمة، كتبت إليّ
نزولاً عن رغبتك أهجرك
ظننتُ أنّ النّرجس
تتميّز من الزّهور 
كما تتميّز بعطرها
لكنّ الحبق والرّيحان 
بدمعة مواساة قالتا
إذاً، لمَ خُلِقت مفردة في قاموسكم
اسمها.. نرجسيّة النّرجس.

 

لحسكة، وماذا بعد! ؟

حسكة.. 
كم قلباً ينبض في الصّدر... 
نغزل عليه أوجاعنا التي أسكتت
نبض البشريّة!؟
كم عيناً تكفينا… 
نهدهد بدموعها مآسينا التي 
مزّقت عيون الإنسانيّة!؟
كم عمراً يلزمنا… 
نحيك على نوله مراثينا التي
تكفي لرثاء بشر الأمس واليوم والغد 
جميعهم! ؟
أيّة مدينة، ناحيةٍ، قريةٍ
تلملم أشلاء هجرتها.. تمزّقها
قبل الآوان بآنٍ!؟
القدر، بات يشفق علينا
أومأ بالرّاية البيضاء في غياهب غطرسة البشر! 
الظّلم تبرّأ من ظلم بعضنا على بعضٍ!
الزّمن ما عاد يعانقُ الزّمان
في تعاقب الأفلاك
لفّهما الذّهول.. التهمتهما نيوب الدّهشة! ؟
بأيّ ذنبٍ نتهاوى في
وادي الهلاك؟
بأيّ جرم ننجرف في 
عجائب المعجزات؟
أرض وطني… 
ترجم بلعناتٍ لا تعرف
إن كانت جديرة بها! ؟