Share |

نوروز يوم جديد واسطورة خالدة وعيد التآخي بين الشعوب...اعداد: هوزان أمين

لكل شعب من شعوب الارض يوم وعيد خاص يحتفلون به ويعتبرونه يوم فخر وعز لهم، و معظم البلدان لديها موعد وتاريخ محدد لليوم الوطني لا يمكن تغييره حيث يقام الاحتفالات بتلك المناسبة، والشعب الكوردي ايضاً اسوة بالشعوب الاخرى

يملك يوماً وعيداً قومياً ينتظره الشعب طوال العام ليحل بالخير ويحتفل به ألا وهو عيد النوروز الذي يحتفل به كل عام في 21 من آذار وتقام الفعاليات والأنشطة الوطنية والقومية والثقافية، وتقام حلقات الدبكة والرقص الكوردي الفولكلوريعلى أصوات الطبل والزرنة ، مروراً بالشعر والمسرح، ويلبس الناس أجمل الملابس الكوردية ويطبخ أشهى المأكولات، وما إلى ذلك من أنشطة حيث يحاول الشعب الكوردي ألا يغيبوا عن هذا اليوم الهام بالنسبة لهم لانه يوم اندحار الظلم وانبزاغ النور وسط الظلام.

فلهذا اليوم في تاريخ الشعب الكوردي دلالات ومعاني كثيرة تؤكد جميعها على حتمية الانتصار وهزيمة الخير على قوى الشر و حتمية بزروغ الفجر وانتصار النور على الظلام، والعدالة على الظلم والاستبداد، كما لها دلالات طبيعية حيث يحدث تغييرات في طبيعة الطقس بحلول فصل الربيع شهر الخصب وتجدد الحياة ورحيل فصل الشتاء ببرده القارص وتساوي عدد ساعات الليل بالنهار لهذا فأن هذا اليوم أصبح للشعب الكوردي تقليداً خالداً يحتفل به منذ آلاف السنينكما انه بداية العام ورأس السنة الكوردية لهذا فالشعب الكوردي متمسك بهذا اليوم ويحتفل بهذه المناسبة القومية لانه اثبات على وجوده القومي والوطني ويصون مراسمه في كل ارجاء كوردستان باجزائه الاربعة، حيث يوقد النار على قمم الجبال والمرتفعات وتقام الافراح وحلقات الدبكة ويقدم الناس التهاني لبعضهم البعض ويرتدون أجمل الأزياء الزاهية التي تعكس الوان الربيع الخلابة، حيث يخرج الناس باكراً في صبيحة يوم نوروز الى الطبيعة والمروج الخضراء للاحتفال وتمضية هذا اليوم ضمن اجواء الربيع ونسائمه العليلة وسط الطبيعة الجميلة، واصبح هذا العيد ركنا أساسيا من أركان المكونات القومية والشعبية للامة الكوردية على الرغم من الاحتفال به من قبل العديد من شعوب الشرق الاوسط لا سيما في ايران واذربيجان وشعوب آسيوية عديدة، لكنه يحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم والانتصار على قوى الشر واعلان الحرية والتحرر من طغيان حاكم ظالم مستبد.

ووفق هذا المبدأ الذي يعتبر المقاومة والكفاح احدى شعارات ومعاني نوروز حيث يرمز هذا العيد إلى أن الكورد رفضوا الظّلم قبل 2629 عام حينما انتصر كاوا الحداد على الحاكم الظالم في ذلك الزمان ضحاك واشعل النار على قمة الجبل معلناً انتهاء حقبة الظلم والطغيان وبداية مرحلة جديدة ولهذه القصة علامات مرتبطة بانجلاء فصل الشتاء وبداية فصل الربيع ويوم جديد حيث تلبس الطبيعة ثوباً جديداً مزركشاً بألوان الطبيعة الخلابة معلناً ولادة فجر جديد على الرغم ان لنورز دلائل عدة يمتزج فيها الفرح والغبطة والسرور والحلم بالواقع، حينما انتصرت ارادة الحق على جبروت الظلم، عندما أُشعلت نيران الحرية منذ آلاف السنين وبرق وميضها في قلوب الكورد بقدوم يوم جديد ( يوم نوروز)، اليوم الذي بقيت ناره متقدة في صدور الكورد تلهمهم على مواصلة درب الحرية على قمم جبال كردستان وفي وديانها وسهولها.

نوروز ( اليوم الجديد)

لعل الأمر المميز في عيد نوروز، أن اغلب الباحثين المختصين بعالم الأساطير والتاريخ القديم يتفقون على أن نوروز هو احد أقدم الأعياد في تاريخ البشرية، وفي التاريخ القديم لبلاد ما بين النهرين يشير أكاديمي مختص بالأساطير الى ان عيد (ديموز) المعروف لدى السومريين هو ذاته عيد نوروز، ويضيف بان هنالك أجماعاً لدى علماء الآثار والتاريخ بان السومريين قد نزحوا من كوردستان الى جنوب ما بين النهرين، ويستدل للرابط بين (ديموز) و(نوروز) بان الاثنان يقامان في نفس اليوم حسب التقويم الشمسي ولهما نفس الأبعاد الدلالية من حيث اعتبارهما اليوم الأول من العام الجديد وبداية فصل الربيع.

يتزامن نوروز هذا العام ذكرى مرور (2717) سنة على قيام ثورة كاوه الحداد للقضاء على أكبر رمز من رموز الظلم والاضطهاد في تلك الفترة لانهاء حكم الطاغية ضحاك فالتاريخ الكوردي يبدأ من عام 700 قبل الميلاد حين تأسست إمبراطورية ميديا الكوردية على يد دياكو الذي تم انتخابه كما يؤكد المؤرخون لإشتهاره بالحكمة و العدل في إجتماع عشائري في مدينة أكباتان (همدان الحالية ) بشرقي كوردستان ..

واستطاع “دياكو” توحيد العشائر الكوردية تحت حكم الدولة الميدية، و نجح في ضمّ أغلب مناطق شرقي كوردستان الحالية إضافة كركوك و السليمانية الحاليتين و جزء من شمالي كوردستان إلى مملكته الكوردية المتسعة (كما جاء في الموسوعة العالمية "ويكيبيديا" )  .

وفتّش دياكو عن حلفاء إقليميين، يقفون معه في وجه الهيمنة الآشورية، وتكون لهم مصلحة في ذلك، فوقع اختياره على دولة أورارتو، وتحالف دياكو مع دولة أورارتو وقاد الثورة على الإمبراطورية الآشورية، وأعلن استقلال ميديا، لكن لم تسر الأمور كما شاء لها دياكو وقادة أورارتو، فإن الإمبراطورية الآشورية كانت ما تزال في أوج قوتها وغطرستها، وسرعان ما قاد الملك الآشوري سرجون الثالث جيشه إلى ميديا، فحطّم الحلف الميدي الأورارتي، وقضى على الثورة، وأسر دياكو سنة (715 ق.م)، ونفاه إلى مدينة حماه في سوريا مع أسرته وحاشيته الملكية، وبعد فترة من الوقت أفرج الآشوريون عن دياكو، فعاد إلى موطنه ميديا، ولا توجد أخبار عن نشاطه بعد الإفراج عنه، ولا ريب أنه اضطر إلى التبعية للسلطات الآشورية ( بحسب دراسة للدكتور أحمد خليل في كتاب (مشاهير الكرد في التاريخ).

واستلم “خشتاريتي” مكانه ملكاً على ميديا الذي وسع مملكته و ضم مناطق فارس إلى مملكته أيضاً و تقدم شمالاً ليساعد أبناء جلدته الأورارتيين الذين أنهكهم الملك الآشوري سرجون، وهاجم نينوى عاصمة الآشوريين و توفي أثناء محاصرتها و فشل هجوم الميدين الساعي لإسقاط الاحتلال الآشوري و تحرير باقي أراضي كوردستان و ضمها إلى إمبراطوريتهم .

وجاء بعده “كيخسرو (كياخسار) حفيد دياكو مؤسس ميديا، ليستلم الحكم من بعده، وتمكن من ضم الشباب الميدي و تعزيز جيشه، و أقام علاقات متينة مع البابليين و هاجم الجيشان الميدي و البابلي عاصمة الآشوريين نينوى سنة 612 ق.م و تمكنوا من إسقاطها في يوم نوروز و تحرير بقية الأراضي الكوردية لتمتد إمبراطورية ميديا على جميع تراب كوردستان حتى البحر الأسود و المتوسط و آسيا الصغرى .

كاوا الحداد اسطورة نوروز

ويعتبر «كاوا» البطل الذي ثار على الملك الظالم ضحاك احد أهم رموز نوروز الذي ترأس مجموعة من الثوار والأقوياء وقادهم إلى قصر الملك، حيث قاموا بقتل الملك وإنهاء عصر الظلم (حسبما يقال في الاسطورة). وكدلالة لانتصارهم الذي حدث يوم 21 آذار، قاموا بإشعال النيران على قمم جبال كوردستان ليعلنوا على الملأ أجمع أن «اليوم الجديد» قادم، يوم الحرية والتخلص من العبودية والظلم. ومنذ ذلك الحين أصبحت ذكرى يوم نوروز، عيدا قوميا لدى بعض الشعوب الآسيوية، يرمز إلى التخلص من الظلم والاستغلال.

نوروز عند الفرس

تعود تقاليد الفرس في ايران في الاحتفال بقدوم فصل الربيع إلى العصر الساساني وظل المجتمع الايراني محتفظا بتقاليده وعاداته التى كان يسير عليها الإيرانيون منذ آلاف السنين، ومنذ اللحظة التي يتساوى فيها الليل بالنهار يوم 21 مارس من كل عام اعتاد الإيرانيون استقبال الربيع بعدّة طقوس منذ عصور غابرة ولغاية اليوم حيث تعطل الدوائر الرسمية في العشرين من آذار لغاية خمسة عشرة يوماً تختتم بنزهة عامة في الطبيعة ويكون الفرح والسرور السمة البادية على وجوه المحتفلين، حيث تقوم الاسر الايرانية قبل ذلك بحملة تجديد المنزل وإعادة ترتيب وتأثيث محل السكن والعمل على تنظيفه، والاستغناء عن الأشياء البالية، وغسل السجاد والستائر أو استبدالها، مع طلاء الجدران بألوان جديدة، وفي الغالب يتم اختيار مشتقات اللون الأخضر تناغماً مع اخضرار الأرض في الربيع ويتبادل الناس الزيارات فيما بينهم وتبادلون التهاني والتبريكات بهذه المناسبة.

ويتم اعداد مائدة خاصة بهذه المناسبة تسمى بمائدة "هفت سين" (أي السينات السبع)، وتضم 7 مواد يبدأ اسمها بحرف "السين"، وهي: "سبزي (خضروات)، سيب (تفاح)، سنجد (تمر)، سير (ثوم)، سكة (قطعة نقد معدنية)، سركه (خلّ)، وسمنو (بعض الحبوب مثل الذرة والقمح والأرز)" وتتوسط المائدة نسخة من القرآن الكريم ويبتهلون الى الله ويدعون لتحسين احوالهم وليغفر الله لهم ذنوبهم وتحسين اوضاعهم كما يتم اشعال النيران ويقفزون فوقها اعتقاداً وطلبناً لـ "حرق ذنوبهم".

ملحمة العشق الكوردية مم و زين

أن ملحمة العشق الكوردية التي جمعت مم الشاب الشجاع الوسيم والفقير من عامة الناس في نفس الوقت وزين شقيقة الامير زين الدين حاكم جزيرة بوطان فقد اينع هذا الحب في يوم نوروز، حيث تعرف الشاب "مَم" الى الاميرة "زين" في احتفال عيد نوروز حيث كان الناس قد خرجوا الى البراري للاحتفال بالعيد، وبقي الامر سرا الى ان كشفه الخبيث والمعروف بـ" بكو " الخادم في قصر الامير زين الدين والذي كان يدبر المكائد للايقاع ب"مَم" وقتله ، فافشى الامر الى شقيق الاميرة ، ولانه امير منطقة "بوطان " ، ولان النسب الاجتماعي ل"مَم " ما كان يناسب نسب الامارة التي تنتمي اليه "زين" – حسب التقاليد في تلك الايام – فقد امر الامير بسجن الشاب "مَم" في احد ابراج القلعة، وقد اعتبر الواشي "بكو" رمزا للخيانة في الاثار الادبية الكوردية ، وقتل فيما بعد على يد " تاج الدين " احد اصدقاء "مم" المخلصين والذي دافع عنه بكل قوة والى اخر لحظة، وبقيت "زين" وفية لحبها ولعشقها ، فذهبت هذه القصة بين اهل الجبل نموذجا للعشق الطاهر والمحبة النقية.

وجاءت في الحكاية التي نسجها الشاعر الكوردي الكلاسيكي أحمد خاني شعراً قبل اكثر من ثلاثمائة عام بحلول عيد “النوروز”، يخرج الناس من بيوتهم متوجهين إلى المروج والبساتين احتفالًا، أمّا مَم وتاجدين فتنكّرا بزيّ الفتيات، وخرجا واختلطا بالجموع، وصادف رؤيتهما لفتاتين جميلتين الا وهما زين الاخت الصغرى للامير زين الدين وستي الاخت الكبرى له متنكرتان في لباس الرجال، مما اتاح لهما التعرف ب( تاج الدين ) و ( مم ) في عيد النوروز ويتبادلا الخواتم بعد ذلك …. لقد اختار خاني هذا اليوم لما له من أهمية لدى الشعب الكوردي، لأنه عيد الربيع وولادة يوم جديد بعد الخلاص من الظلم والاضطهاد.

تقع هذه الملحمة التي صاغها احمد خاني، في ألفين وستمائة وواحد وستين بيتا من الشعر الموزون ويعتبر هذا الديوان دراً ثميناً للادب الكوردي الكلاسيكي وترجم الى لغات عالمية عديدة، كانت خاتمة هذه الحكاية محزناً شاءت الاقدار ان يموت مم من شدة الوهن والضعف في سجن الامير زين الدين الى ان عفى عنه زين الدين ولبست زين اجمل ثيابها للقاء حبيبها إلا ان الوقت كان قد فات. مات مم عند استقبال حبيبته زين ولحقته زين الى مصيره، واصبحت هذه القصة مثالاً للنبل والطهارة والتضحية واستطاع أحمد خاني ان يستعين بالتاريخ وادراج الأسطورة والخيال في الحكاية واصبحت ميراثاً وادباً حياً وقصة واقعية حولها  ملحمة شعرية رائعة .

نوروز عيد اخوة الشعوب

لعلنا نتذكر من خلال هذا الموضوع ان هذا العيد اصبح رمزاً ودليلاً على اخوة الشعوب في منطقة الشرق الاوسط فشعوب كثيرة تحتفل به من كورد وفرس وعرب وتركمان وسريان وصابئة ويزيدية وفيلية، وغيرهم.   كل فئة تحتفل به، بتسمية معينة وحجة دينية وتاريخية مختلفة وخاصة بها، ولكن الجميع يحتفلون بهذه الفترة بانبثاق الخضرة والربيع وانتشار الخصب بمعانيه البيئية والروحية فالايرانيون يحتفلون به ويجعلونها فرصة مناسبة لحرق الذنوب وطلب المغفرة مع بداية السنة الجديدة والأفغان يعتبرونه بداية الربيع، اما الأكراد يعتبرونه "خلاصاً للإنسانية من العبودية" وعيداً وطنياً .

ففي العراق يحتفل به منذ عصور غابرة حيث اعتبر العباسيون هذا اليوم بعيد الربيع واصبح عيدا رسميا بإسمه المعروف لدى الكورد والفرس نوروز (نو) الجديد ( روز) اليوم اي اليوم الجديد وأصبح الاحتفال بهذا العيد أمرا شائعا ورسميا في بغداد منذ العهد العباسي .

وتؤكد العديد من الابحاث والدراسات القديمة على ان هذا اليوم بدأ الاحتفال به على أرض العراق قبل اكثر من 5000 آلاف عام لدى الشعوب السومرية القديمة حيث تدل الابحاث والالواح المكتشفة ان عيد النوروز كان يسمى (زكموك) ويعود عيد نوروز إلى العصر السومري أسطورة (عشتار و تموز) ، كما سماه البابليون (أجيتو) لن يلغي ما استقر في ثقافة الشعوب الآرية. النوروز عيداً للشعوب الآرية منذ القدم الى يومنا هذا.

أما التركمان يحتفلون بالربيع ويشعلون النار وعادة القفز فوق النار التي تمارسها في الكثير من الطقوس التي تجري في عشية يوم نوروز تدل على الميلاد والتجدد. النار هي اداة التطهر والنقاء، والقفز عليها يعني بداية حياة جديدة خالية من آثام الماضي حسب معتقداتهم.

بحلول فصل الربيع الذي يعتبر فصل الخصب و تجدّد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب هو العيد الذي يعكس العلاقة بين الإنسان والطبيعة حيث تُكمّل الأرض دورتها حول الشمس، ولكن على الرغم من احتفال شعوب وأمم كثيرة بهذا العيد الذي جرت احداثه قبل الميلاد بسبعمائة عام، تبقى الخصوصية الكوردية ملتصقة بهذا اليوم لأن الكورد قاموا بثورة ضد الظلم والاستبداد والعبودية، في أول ثورة لربيع الحرية التي ناضلت من أجلها أغلب شعوب العالم، واصبح ميراثاً ومثالاً لشعوب كثيرة حتى تم تسجيل عيد النوروز في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2009.

وفي ختام هذا الموضوع الذي تناولنا فيه نوروز ومعانيه ودلالاته الرمزية بالنسبة للكورد وشعوب آخرى وسردنا نبذة تاريخية عن مجريات هذا العيد، هنا لا بد من الاشارة الى ان موضوع نوروز اصبح مادة خصبة للكثير من الكتاب والمثقفين الكورد والعرب وكتبوا قصائد جميلة حول هذه المناسبة وطبيعة كوردستان والبطولات والتضحيات التي قدمت في سبيل الحرية التي يرمز اليها نوروز.

ففي الأدب العربي الحديث استخدم بعض الشعراء مناسبة نوروز، رمزاً للنضال والتحرر من الاستعمار . ومن هؤلاء الشاعر بدر شاكر السياب في قصيدته "وحي النيروز"، داعيا إلى تكاتف الشعبين الكوردي والعربي ضد المخططات الاستعمارية في منطقة الشرق الاوسط .

نشرت هذه القصيدة في جريدة السلام العراقية في العدد 19 آذار 1948 وقدمتها بقولها: "القصيدة العصماء التي ألقاها الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب في الحفلة التأبينية التي أقامتها الشبيبة الكوردية في مقهى الجواهري يوم الجمعة 16/3/1948".

ونذكر منها بعض الابيات

طيف تحدى به البارود والنار          ما حاك طاغ وما استبناه جبار

ذكرى من الثورة الحمراء وشحها    بالنور والقاني المسفوك اذار

مرت على القمة البضاء صاهرة     عنها الجليد ، فملء السفح انهار

في كل نهر ترى ظل تحف به        اشبح (كاوا ) ويزهو حوله الغار

يا شعب (كاوا ) سل الحداد كيف هوى     صرح على الساعد المفتول ينهار

وكيف اهوت على الطاغي يد نفضت      عنها الغبار وكيف نقض ثوار

والجاعل ( الكير ) يوم الهول مشعلة       تنصب منه على الافاق انوار

 

التآخي -العدد والتاريخ: 7323 ، 2017-03-19