لا أعرفُ كيف ستحضنني عامودا
حيًّا أم ميْتاً
ما زلتُ مع الصدفةِ موعودا
قد لا تعرفني
قد تحضنني
قد تطردني
منفيًّا مطرودا
أمِّي ما زالت تنتظر الولدَ الضَّالْ
وأبي يشعلُ سيكارته..يطفئها
ويصلي الفجرَ قياماً وقعودا
وصديقي الباقي ما عادَ يرى ليلاً
ما عادَ يزورُ المقبرةَ الكبرى
فقدَ الحلمَ الباقي والعيدا
مدرستي
هل ما زالت مدرسةً
أم صارتْ ملجأَ أيتامٍ
تحكي قصةَ شعبٍ
كانَ قديماً موجودا
كتبي المنسيّةُ
قصاصاتُ الأوراقِ
رسائل حبي
هل سُرقتْ
هل بقيتْ تنتظرُ اليومَ المشهودا
وأذان الفجرِ أما زالَ يهزُّ الصمتَ
ويدعو الناسِ إلى الحبِّ
ركوعاً وسجودا
وكنيسةُ حارتنا
هل ما زالتْ ملأى بالناقوسِ
أم الناقوسُ أُبيدا؟
الأطفالُ.. أما زالوا أطفالاً
أم صاروا آباءً وجدودا
والدربُ إلى الحسكهْ
مفتوحٌ للخابورِ
أم الخابورُ تحوَّلَ دمعاً ودماً
وشهيدا
نوروزُ الأخضرُ
ما قصّتهُ
وشذاهُ أصبحَ بارودا
أأعودُ إلى بلدي
وأنا ما عدتُ أطيقُ الكونَ الضيِّقَ
ما عدتُ لشيخِ الحلمِ مريدا