توفي السياسي الكوردي المعروف يشاركايا عن عمر يناهز 78 عاماً يوم الأربعاء الفائت في مدينة هه ولير عاصمة اقليم كوردستان العراق وبهذه المناسبة بعث رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان البارزاني برقية عزاء لذوي وأصدقاء الراحل عبر فيها عن بالغ حزنه لوفاة السياسي الكوردي يشار كايا، مقدماً التعازي لعائلة وذوي الفقيد.
وفيما يلي نص برقية التعزية:
ببالغ الأسى تلقينا نبأ وفاة السياسي يشار كايا، وبهذه المناسبة أتقدم بأحر التعازي لأهل الفقيد وأصدقائه وذويه، وأشاركهم هذا المصاب، متمنياً أن تكون خاتمة الأحزان، وأن يتغمد الله الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته.
لمحة عن حياة الراحل
ولد المثقف والسياسي والصحفي الكوردي في شمال كوردستان ناحية ديغور التابع لولاية قرس عام 1938 بعد دراسته الابتدائية والاعدادية درس كلية الاقتصاد في جامعة اسطنبول ونظراً لميوله وافكاره السياسية ودفاعه المستميت عن الشعب الكوردي وكفاحه من اجل نيل هذا الشعب حقوقه القومية ولا سيما في تركيا حيث كانت هناك ظروف استثنائية وفرض سياسة الصهر القومي وامحاء الشعب الكوردي من الوجود، اعتقل مع عدد من زملائه في الجامعة عام 1959 وزج في السجن، استمرت الدعوة المقدمة ضدهم لعشرة سنوات الى ان بت في الدعوة ومعروفة تلك الدعوة في تركيا بإسم دعوة 49 وخرجواتمم دراسته الجامعية وتخرج عام 1965، ونفي الى مدينة قونيا التركية عام 1968 لابعاده عن رفاقه ونضاله ولكنه استمر في نشاطاته الثقافية والسياسية وكان بمثابة المثل لجميع رفاقه وكان قدوة لهم في كافة المجالات حيث كان يحتل المرتبة الاولى في جميع الفعاليات الثقافية والسياسية آنذاك بالرغم من المنع المفروض على اللغة والثقافة الكوردية إلا انه لم يثنه من النضال والكفاح في سبيل الشعب الكوردي، حيث ناضل الى جانب شيخ الصحفيين الكورد موسى عنتر واصدر مجلة (DENG) أي الصوت كما كتب المئات من المقالات السياسية والثقافية ونشرها في العديد من المجلات والجرائد الكوردية في داخل الوطن وخارجه بالاضافة الى تأليفه العديد من الكتب السياسية والثقافية.
كما كان كايا السباق الى تأسيس المؤسسات الكوردية بعد فترة الانفتاح بعد اعوام التسعينيات في تركيا حيث اسس الى جانب بعض رفاقه وقف الثقافة الكوردية (Kürt-Kav)عام 1991 كما انه احد مؤسسي المعهد الكوردي في اسطنبول وهو أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي ( DEP) واصبح رئيساً للحزب وكان أول رئيس لحزب سياسي كوردي مرخص في تركيا ، كما انه كان صاحب ورئيس تحرير أول جريدة كوردية مرخصة (Özgür Gündem) التي كانت تصدر في اسطنبول باللغة التركية وتعني بالشأن السياسي الكوردي. بعد ذلك ونتيجة نضاله وكفاحه في سبيل القضية الكوردية في تركيا ونتيجة الضغوطات التي مورست عليه من قبل السلطات التركية اضطر للهجرة الى خارج البلاد حيث انتقل الى المانيا ونال اللجوء السياسي واستقر به المقام في مدينة بون ومارس فعالياته ونشاطاته هناك ايضاً الى ان عاد الى احضان الوطن بعد التغييرات التي طرأت على السياسة التركية اتجاه القضية الكوردية في تركيا حيث عاد واستقبل استقبال الابطال في مطار اسطنبول ودياربكر عام 2014 ونظراً لحبه الشديد لكوردستان وجميع مناطقه فضل العيش في هه ولير عاصمة اقليم كوردستان العراق واجريت له عمليتان في القلب ونطرأ لكبر سنه ومعاناته من المرض انتقل الى جوار ربه يوم الاربعاء الموافق 9 آذار 2016 في منزله في هه ولير ، وكان قد وصى أن يتم دفنه بجوار قبر والدته في منطقة قرس بكوردستان تركيا ولكن نظراً للظروف السياسية والامنية هناك حالت دون تحقيق وصيته ووارى الثرى يوم السبت 12 آذار في مقبرة الشهداء في هه ولير بحضور ممثلين عن حكومة اقليم كوردستان والاحزاب السياسية الكوردية وأهله وذويه واصدقائه .
هوزان أمين-التآخي