لم يثبت مهلة كوفي عنان إلا أمراً واحداً، وهو أن المجتمع الدولي لايملك القرار في تحديد أمرٍ لم يبث به بعد اللجنة العامة للماسونية الدولية، الحامية للصهونية أو بالإختصارا المفيد لدولة إسرائيل .
دراسة منطقية للأمر وجدل بسيط في ربط الوقائع ببعضها، سنحصل على إستنتاج النتيجة الحتمية التي تثبت لنا الأمر الذي طرحته أعلاه، وحتى نكون على بينة من أمرنا لابد لنا من طرح بعض الأسئلة الضرورية في هذه الدراسة أو لنقل في هذه السفسطائية.
دراسة في تاريخ بعضٍ من الشخصيات القرن الماضي، قد تساعدنا في حل بعض من رموز الجدل الدائر بيننا أو كما قلت السفسطائية المملة بتاريخ المهل في حياة الثورة السورية!...
الماسونية أو الصهيونية العالمية، الكل يعلم القليل أو الكثير عن هذه المنظمة التي تعد اليد الطولى منذ آلاف السنيين لليهودية الخفية، طبعاً لا بد لي من التوضيح التالي، نحن عندما نتكلم عن اليهودية إنما نتكلم عن المجموعة التي تحكم وتتحكم في مصير المجتمعات البشرية والتي تقرر عنها في إختيار مستقبلها عنوة أو تحت أغطية غالباً قد تكون مقنعة على الرغم من قذارتها، وهذه تختلف كلياً عن المجتمع اليهودي الند للعرب بشكل خاص، وإن كانت تسييّر هي الأخرى من قبل الصهيونية العالمية أو الماسونية .
مصطفى كمال ( أتاتورك) لم يكن إلا من جهة أمه تركياً، مع ذلك أصبح أباً للشعب التركي وتقبلوا منه ذلك وهو في تلك المكانة لليوم حتى من قبل جماعة أردوغان ومن قبله أربكان المسلم.
حتى نتمكن من إستيعاب الأمر، لابد لنا أن نتذكر بأن السلاطين من آل عثمان كانوا من أشد خصوم الصهيونية العالمية، ليس لأنهم كانوا مسلمون حقاً، بل لأن مكانتهم كسلاطين إسلاميين كانت تتحكم في هكذا قرار، وأخرهم السلطان عبد الحميد الثاني .
في هكذا واقع كان لابد من إجاد البديل الذي يكره الإسلام ويحقق الحلم الصهيوني على ارض الميعاد، والواقع المذري للشعب التركي بعد إندحارهم أمام جيوش أوربا، فقط حتم عليهم إختيار مصطفى كمال
وهو الشخص الذي كان قد تم طرحه كبديل من قبل الماسونية العالمية، وقد طبل له بالشكل الذي مكنه أن يكون بنفس القوة التي كان يتمتع بها سلطان الديانة الإسلامية .
لنعد للشخصية الثانية الأكثر أهمية في تاريخ هذه المنطقة، وأقصد تاريخ منطقة الشرق الأوسط، وهو الولي الفقيه أية الله الخميني، الشخصية الكارزمية التي دارت الدنيا عليه، منذ عودته من منفاه ولم تقعد حتى بعد رحيله، وهو بهذا يشبه أتاتورك إلى حدٍ بعيد .
إلا أن نقطة التشابه العظمى بين هاتين الشخصيتين تتمثل فقط بالهدف الأسمى للماسونية العالمية، وهي الإبقاء على روح الصهيونية العالمية القاهر في هذه المنطقة، أتاتورك تمكن من السلطان كما كان مطلوب منه وإعترف بالكيان اليهودي في إسرائيل بالحال، وطلب من الخميني شئ آخر وإن كان الهدف هو نفسه،وهو الإبقاء على تلك الروح حية، أي روح الصهيونية العالمية، ذلك بتغير المسار الإسلام العربي من حربه ضد إسرائيل إلى خوفٍ قاتم للأنفاس قادم من جهة الخمينية أو فكرة التشييع الفارسي .
أي الأول الذي هو أتاتورك، ساهم في خلق إسرائيل، والثاني والذي هو الخميني، جاهد في أن تستمر في الحياة!..
العودة إلى مهلة كوفي عنان وإلى ثورة التغيير في سوريا، الحقيقية إن الأمر لايختصر بتلك الدرجة التي نتوهمها بشخصية كرتونية مثل بشار الوحش، بقدر ما هو عليه الواقع الذي نختصره بكلمة واحدة ( البديل) المختار من قبل الماسونية العالمية، أي بالمختصر المفيد، سيبقى إبن الضبع يقتل في الشعب السوري حتى اللحظة التي تعلن فيها الماسونية العالمية عن إختيارهم للبديل المقنع (لهم طبعاً) وسيبقى الموقفالتركي متذبذباً إلى اللحظة التي تظهر فيها الإشارة الخضراء من المعلم الأول للماسونية.
ولأن البحث عن البديل مايزال مستمراً ولم يحسم بعد، ستكون مهلة كوفي عنان كأخواتها خلبية، أي بغير نتيجة، ولأن البحث مايزال ولأن مهلة السيد عنان بارحت على نهايتها بدون أية نتيجة، فلا بد أن يكون هناك البديل، البديل عن عنان وليس عن بشارالوحش، وياخوفي أن يكون حرب التشييع الفارسي في كل دول الخليج من البحرين وحتى السعودية بديلاً لتلك المهل، بحيث تصبح الثورة السورية آخر إهتمامات تلك الدول التي هي الآن السند الوحيد للشعب السوري، على الأقل في المحافل المعلنة المكشوفة .