سيعرض هيئة حماية الآثار والسياحة بمقاطعة الجزيرة فيلماً وثائقياً يحاكي تاريخ موقع أوركيش “تل موزان” الأثري، ويعتبر هذا الفلم الأول من نوعه التي أعدتها الهيئة وتهدف إلى التعريف بالأهمية التاريخية للموقع.
ومدة الفلم الذي استغرق إعداده أكثر من ستة أشهر عشرون دقيقة، يرصد الفلم إبراز الكثير من الجوانب الهامة لموقع أوركيش الأثري، ويهدف الفلم إلى تعريف وإيلاء الأهمية للجانب التاريخي لحضارة أوركيش التي تعتبر من الحضارات القديمة في حوض الخابور العلوي، والتي تحتوي على الكثير من الأوابد التاريخية التي تعود بتاريخها إلى العصر الحجري الحديث” النيوليتي”.
وعمل على إعداد هذا الفلم أربعة أشخاص من هيئة حماية الآثار، واستندوا في إخراج الفلم على المعلومات التاريخية حول الموقع الأثري والمعتمد بشكل أساسي على المعلومات الأركيولوجيا التي حصل عليها المنقبون والبعثات الأجنبية التي جرت في الموقع والتي بدأت من عام 1984 لتتوقف في عام 2010،و أيضا الجانب المرئي من التصوير وإعداد الفلم من الناحية الإخراجية بالإضافة إلى الجانب الفوتوغرافي والمونتاج.
الفلم بمضمونه يتناول الأهمية الجغرافية للموقع، عمليات التنقيب التي جرت في الموقع من بدايتها وحتى المرحلة الأخيرة التي توصلوا لها، والعديد من النقاط المميزة التي اشتهرت بها أوركيش.
كما يهدف الفلم إلى عرض جانب من حضارات الخابور العلوي حيث يوجد فيه الكثير من المواقع الأثرية “كتل بيدر، تل حلف، تل ليلان وتل براك” التي تميزت ببنيتها الطينية، ولكن أوركيش كان المميز من تلك الحضارات حيث شُيدت أجزاء كبيرة منها بالحجارة والتي ساعدت في بقاء معالمها شاهدة إلى الوقت الراهن، فمتحفها القديم الذي يميزها عن باقي الحضارات ودور العبادة والانطواء على النفس في التواصل مع الآلهة والعبادة والبلاط الملكي، والتي تعود أغلبها إلى حقبة وعصر البرونز قبل الميلاد.
ويركز الفلم بشكل كبير على الطوابع والمهور والتي تعود كل منها إلى حقبة معينة من الزمن في عهد الحضارة الهورية، حيث حملت أسماء الملكات النساء اللواتي حكمن تلك العصور في أوركيش واللواتي لعبن دوراً كبيراً ومميزا ً أمثال” خويتوم، كاراما أكات وزامينا”.
ومن ناحية أخرى يسعى القائمون على الفلم إلى إظهار النقاط التي بقيت خافية على الجميع وبشكل خاص تاريخ وثقافة الشعب الذي عاش وحكم أوركيش، فموقع أوركيش الأثري بني على يد القبائل الهورية والتي تعتبر من المدن او المواقع التي صمدت ولم تقع بيد أي شعب او غزو سوى شعبها الأساسي الأصلي وهم الهوريون أنفسهم، وهذا ما ميزها عن باقي الحضارات في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب نائب رئاسة هيئة السياحة والآثار رستم عبدو سيتم عرض هذا الفلم في الأكاديميات والمراكز التعليمية ومراكز الإدارة الذاتية
الديمقراطية ليتعرف الجميع على أهمية حضارة أوركيش في المنطقة.
ونوه عبدو أن هذا فلم يعتبر تجربة فريدة وجديدة من نوعها ووصفها بالإيجابية حيث تم إحراز نجاح كبيرة فيها، وبيّن أنهم يسعون لتوثيق كافة المعالم والمواقع الأثرية الأخرى كتل حلف وتل بيدر في المستقبل.
وتجدر الإشارة أن الفلم سيعرض في الـ28 من أيلول/ سبتمبر الجاري في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو.
نور حسن ANHA