عمت الاحتفالات والمظاهرات العفوية اغلب المحافظات الكوردية في شمال كوردستان بعد صدور النتائج الاولية لانتخابات البرلمان التركي التي جرت في السابع من هذا الشهر،
حيث كانت النتائج مفرحة للكورد بفوزهم بـ80 مقعداً من أصل 550 مقعداً يشكله البرلمان التركي، و يعتبر هذا الفوز عظيماً بالنسبة للكورد في تركيا كونهم يدقون ابواب البرلمان هذه المرة بزخم وقوة كبيرة كما انها تعتبر المرة الأولى في التاريخ الكوردي في تركيا يدخلون البرلمان عبر سياسي وهو حزب الشعوب الديمقراطية HDP حيث غامر هذا الحزب بخوض الانتخابات رغم وجود حاجز ال 10% بحيث لا يمكن لاي حزب سياسي في تركيا أن يدخل البرلمان إلا اذا جمع نسبة 10% من عموم الاصوات على صعيد تركيا، وهذا ما كان يخشاه السياسيين الاكراد واحزابهم في الدورات السابقة ولم يكونوا يتجرأؤن على خوض الانتخابات بإسم كيان سياسي بل عبر شخصيات مستقلة، وتعتبر هذه سابقة قد تغير من طبيعة السياسة التركية الداخلية في السنوات القادمة وتؤثر ايجابياً في ايجاد حل سلمي عادل للقضية الكوردية في تركيا.
وقد كان السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح قبل الانتخابات هل سيتمكن حزب الشعوب الديقراطية الكوردية من تجاوز حاجز العشرة بالمئة ام لا؟ وبقي هذا السؤال محل أخذ ورد و محل شك وريبة، الى ظهور النتائج الاولية والتي كانت مخيبة للآمال بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والمنفرد بتشكيل الحكومة طوال ثلاث دورات سابقة، حيث لم يقدر على نيل نسبة الخمسين بالمئة من نسبة الاصوات والتي تؤهله للبقاء في السلطة وتشكيل حكومة انفرادية ويمرر عبرها قرارات وسياسات تخدم حزبه .
اما بالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطية فقد كانت النتائج مبهرة ومفرحة وفاقت حتى التصورات حيث تجاوز حاجز العشرة في المئة ونال نسبة أصوات عالية في كوردستان وحتى في المحافظات التركية.
عقب ظهور النتائج الغير الرسمية للانتخابات صرح زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش لوسائل الاعلام حيث أشاد بإجتياز حزبه وللمرة الأولى الحاجز الانتخابي (10%) الذي يؤهله لدخول البرلمان، وأصفاً ذلك بالنصر الكبير”.
وقال دميرتاش في مؤتمره الصحفي ” لقد حققنا نحن المضطهدون، والفقراء، ومناصروا العدل، والسلام، والحرية، نجاحاً ونصرا عظيماً، وأبارك بالمناسبة جميع أعضاء حزبنا وكل تركيا”.
بيان فخامة الرئيس البارزاني:
بارك فخامة الرئيس مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان في بيان له الشعوب في التركي على نتائج الانتخابات التركية وأعرب عن فرحه بنتائج هذه الانتخابات والتي أدت الى فوز حزب سياسي كوردي بنسبة مقاعد عالية.
وجاء في البيان" بمناسبة انتهاء انتخابات البرلمان التركي بنجاح، اتقدم بالتبريكات الى كافة الشعوب في تركيا وجميع الاحزاب المشاركة في الانتخابات، وهذه الانتخابات دلالة على مدى تقدم الديمقراطية في تركيا"
وأضاف فخامته" لقد استطاع الاكراد في هذه الاجواء الديمقراطية ان يدخلوا البرلمان تحت اطار حزب سياسي، وهذا سيدفع بعملية السلام والدمقراطية الى الامام، وبهذه المناسبة ابارك قيادة وأعضاء حزب الشعوب الديمقراطية "
وأضاف فخامته " أننا كما السابق حيث كنا ندعم مشروع السلام والديمقراطية في تركيا سنظل بعد الآن مستمرين في الدعم واتمنى ان تصبح هذه الانتخابات عامل في ترسيخ السلام والتآخي في تركيا "
نتائج الانتخابات بالارقام:
أعلنت الهيئة العليا للانتخابات التركية هذه النتائج من نسبة المشاركة وأستحواز كل حزب فائز بهذه النسبة من الاصوات.
حسب الهيئة العليا انه يحق ل 56608817 من عموم سكان تركيا بإدلاء أصواتهم وقد جاءت نسبة المشاركة 83.92% ويعتبر هذه النسبة عالية جداً مقارنة مع الدورات السابقة.
حيث شارك 47507389 شخص بالانتخابات وأدلى بصوته، رفض منها 346340 صوت.
والاصوات التي تم قبولها أدت الى تجاوز أربعة أحزاب نسبة العشرة بالمئة ودخولهم البرلمان والاحزاب ونسبة الاصوات التي حازت عليها كانت على الشكل التالي من الاكثر الى الاقل.
حزب العدالة والتمنية نال نسبة 40.87 % من عموم الاصوات ونال 18863832 صوت، أهلته للفوز بـ 258 مقعداً في البرلمان.
حزب الشعب الجمهوري نال 24.95% من الاصوات ونال 11518404 صوت ، أهلته للفوز 132 مقعداً في البرلمان.
حزب الحركة القومية حاز على نسبة 16.29% ونال 7519103 صوت اهلته للفوز بـ 80 مقعداً.
حزب الشعوب الديمقراطية حاز على نسبة 13.12 % من الاصوات ونال 658150 صوت أهلته للفوز بـ 80 مقعداً في البرلمان.
وكذلك توزعت أصوات الناخبين على مجموعة 30 حزباً سياسياً لم يستطيعوا تجاوز حاجز العشرة بالمئة سوى أربعة أحزاب.
بعد نشر نتائج الانتخابات التركية التي تُبين بأن حزب العدالة والتنمية لن يستطيع تأسيس حكومة بمفرده وقد دخل في دوامة المشاورات والمباحثات لتحديد استراتيجية جديدة في العهد الجديد لاجل تشكيل حكومة ائتلافية وكذلك أبدى الاحزاب الثلاثة الاخرى بآرائهم حول مشاركتهم في حكومة مستقبلية يقودها حزب العدالة والتنمية حيث نرى بأن هناك صعوبة كبيرة في مشاركة الاحزاب الأخرى الى جانب حزب العدالة والتنمية ونجدهم مستائون من ممارسات حزب العدالة والتنمية طوال السنوات والدورات السابقة والتي قادت تركيا نحو مصير مجهول حسب رأيهم ولكن تبقى كل الاحتمالات مفتوحة وسنرى هل ستلقى المباحثات والمشاورات في الفترة القريبة القادمة الآذان الصاغية من الاحزاب الأخرى ام لا، او لربما سيقود عدم التفاهم بينهم وبين الاحزاب الاخرى الى تأسيس حكومة أقلية عن طريق دعمها بشخصيات من خارج البرلمان تكون مرموقة ومقنعة للأحزاب الأخرى وهذا ايضاً من الصعب تحقيقه حسب وجهات النظر والمراقبين الى ذلك الحين تبقى جميع تفاصيل خارطة الطريق وأساسياتها مبهمة الى حين انتهاء أحمد داود أوغلو رئيس حزب العدالة والتنمية من المشاورات التي سيجريها مع أعضاء ونواب حزبه وزعماء الأحزاب الأخرى.
تاريخ النشر – 18-6-2015