يقول المثل الشعبي، لا أحد يلومك لأنك صغير!..
وبالمقابل يقال أيضاً، ألومك لأنك الكبير!...
والتاريخ يثبت لنا أن البرازانيين لم يكونوا صغاراً أبداً، بل قاماتاهم كانت تعلوا ذرى جبال كردستان، تاريخ ملئه التضحية بالنفس قبل النفيس، جيل بعد جيل، وكأن قدرهم أن يكتب أسمائهم على كل سبيل يؤدي إلى تحرير الكرد وتحرير تراب كردستان .
حتى لا أدخل في سرد تاريخٍ يعلمه الصغير منا قبل الكبير، طبعاً أقصد تاريخ آل البرازاني سأكتفي بالسنة الأخيرة من حياة بما يسمى بالثورة السورية،والواقع الكردي ضمن مجريات الأمور من بعض النواحي التي كان للسيد مسعود البرازاني يد فيها أو كان من المفروض أن يكون له يدٌ فيها .
الكل يعلم عن الدور الإجابي الذي لعبه السيد مسعود البرازاني في السنوات الخمس الأخيرة من القضايا التي كانت تهم الشعب الكردي، بل يمكننا القول وبدون تحفظ، بأنه كل ماقام به حتى اللحظة كان مشرِّفاً كآصالة دمه .
والكل يعلم حجم الضغوطات التي كانت لها أن تقصم ظهر أشد الرجال بأساً، إلا إنه لم يطأطأ رأساً ولم يخذل شعبه قط، بل وقف وأعلن في كل مناسبة عن تضحيته بكل شئ في سبيل شعبه الآبي ....وهنا للذكرى، رفضه القاطع بالوقوف إلى جانب الجيش التركي الغاشم للهجوم على جبل قنديل في السنوات الأخيرة .
اليوم يعيش الشعب الكردي في القسم الجنوب الغربي من كردستان، أي القسم المحتل من سوريا، وضعاً مأساوياً وحرجاً للغاية، وأي خطأ مهما كان بسيطاً قد يكلف شعبنا هناك دماً عزيزاً، والكل يعلم ذلك، لذلك وللظرف الدقيق الذي يمر به المسؤول الأول عن الهدوء النسبي في تلك المنطقة، حزب الإتحاد الديمقراطي، نجد من يشحذ عقله ومهارته لخلق أتفه الأسباب في سبيل تدمير ما تمكن منه هذا الحزب حتى اللحظة.
والغريب في أمر بعضٍ من هؤلاء، أنهم يتمتعون بالنعيم وهم بحضن الأقليم الذي يترأسه هذا الرجل، وبدون أن يدركوا أو أنهم لا يرغبون أن يدركوا،بأن الذي هم بأحضانه لم ولن يسمح لهم بأي أمرٍ مخالف تكون الضحية فردٍ من الشعب الكردي الذي أعطاه أغلى مايملكه.
البارحة قدم لهذا الشعب فرصة ثانية، وهي محاولة نبيلة للحد من التشرذم بين الأحزاب والقيادات وأشباهها، ولإبعاد خطرالإقتتال بين الأخوة، وهم يعلمون كما هو يعلم بأن الرابح الأكبر هم أعداء هذه الأمة، والخاسر الأكبرهو الذي ستحل به لعنة التاريخ إلى الابد، إن لم تتكلل مهامه بالنجاح كما نرجوا.