هدفٌ واحد ومكانٌ واحد جمعهم؛ ليبوحوا من خلاله بما يختلج في صدورهم من أفكارٍ ومواضيعٍ أتوا بها على متن لوحاتهم القماشية التي زُيّنت بألوانٍ رمادية حيناً وزاهية حيناً آخر لتعكس طبيعة البيئة الجزراوية، سبعة فنانين تشكيليين تكاتفوا في معرضٍ جماعي بمدينة قامشلو, بدعوةٍ من صوت المستقلين الكورد السوريين ومكتبة (جارجرا) للثقافة الكوردية، ليكون هذا الملتقى الفني فرصةً لتعرّف هؤلاء على تجربة بعضهم الآخر ويصبح تعاونهم بمثابة خطوة إيجابية للمضي بالفن التشكيلي نحو التألق.
موفد اتحاد الصحفيين الكورد تجوّل في المعرض والتقى مع الفنانين المُشاركين؛ البداية كانت مع "موفق أحمد" الذي تحدّث قائلاً: «شاركتُ بثلاثِ لوحات مختلفة؛ حاولتُ عبرها ترجمة بعض الأفكار من البيئة التي انطلقتُ منها؛ واتبعت في معظمها الأسلوب التجريدي الذي لا يُفصح عن المعنى الحقيقي للوحة؛ بل تحاكي ما يراود الفنان من أفكارٍ خلّاقة».
بينما تحدّث "غيفارا حسو" عن مُشاركته بالقول: «جاءت فكرة هذا المعرض بشكلٍ مفاجئ لذلك لم يتهيأ لي سوى المشاركة بـست لوحات واعتمدت فيها الأسلوب التجريدي, بالابتعاد عن النمطي وإظهار اللوحة بشكلٍ رموز وطلاسم؛ بحيث لا تبدو واضحة لكنها تُخبئ الكثير من المعاني المُبطنة، اليوم ومن خلال هذه اللوحات المعروضة صوّرتُ القلق والفوضى اللذان يمران به الفنان الكوردي من خلال استخدام ألوانٍ داكنة التي هي ليس إلا انعكاساً للحالة النفسية له».
أما "نجدت داوود" الذي اتبع الأسلوب الواقعي في لوحاته فقال: «شاركتُ بعددٍ من اللوحات تمثّل صوراً لشخصياتٍ ترمز للتراث الكوردي، مثل اللوحة التي تدل على وجه امرأة ترتدي الزي الكوردي المعروف؛ ولوحة أخرى مثّلت رجلاً كهلاً مرتدياً زياً يعكس أيضاً ما يرتديه سكان المناطق الكوردية، ولوحة أخرى هي لشخصية الفنان الكوردي محمد شيخو، وبرأيّ فإن هذا المعرض أفسح المجال أمام المُشاركين للتعرف على تجربة غيرهم بغض النظر عن مستواهم الفني».
فيما رأى "دُ رست داوود" أن هذا التجمع الشبابي, ليس سوى توحّدٍ للفكر الذي يحمله هؤلاء عبر ريشتهم لخدمة القضية الكوردية خاصةً في ظل الثورة التي تشهدها البلاد؛ وأضاف: «شاركتُ اليوم بسبع لوحات حاولتُ من خلالها أن أعكس طبيعة الحياة في مناطقنا الكوردية، وهي رسالة أردتُ إيصالها لغير الكورد للتعريف بهذا التراث الغني، من بين المواضيع التي تناولتها في لوحاتي هي صورة المرأة الكوردية وما تحمله من خصوصية؛ كذلك ظاهرة الهجرة التي عانى ولا يزال يعانيها الشعب الكوردي في مناطقه، وفي لوحةٍ أخرى حاولتُ تصوير حجم القسوة والعذاب الذي يتعرض له المعتقلون في السجون».
بدورهِ أشاد "محمد أمين عبدو" بهذا المعرض الذي ضم فنانين من مدارس مختلفة وعن مشاركته أردف قائلاً: «اقتصرتْ مشاركتي على ست لوحات ثلاث منها فانتازية والأخريات من المدرسة الواقعية، اتبعت في معظمها أسلوب الكولاج الذي يساعد اللوحة على البروز، هذا الأسلوب يمكن أن يوظّف بطرقٍ مختلفة مثل استعمال القماش، الرمل، القش والحجر».
كما تحدّث "أحمد زكي" عن مشاركته بالقول: «قدّمتُ أربع لوحات تحاكي بمجملها طبيعة الحياة لدى الشعب الكوردي بكل تفاصيلها البسيطة كالبيوت الطينية التي باتت منسيةً اليوم نتيجة التطور العمراني؛ فكانت العودة بالذاكرة للوراء قليلاً لاسترجاع بعض الرومانسية, التي بتنا نفتقدها هذه الأيام حيث ضجيج المدن طغى على كل شيء، في هذا المعرض شعرتُ بأن كل فنان مُشارك جاء ليقدم لبيئته الكوردية؛ إذ أن كل اللوحات الموجودة تُعبر بشكلٍ أو بآخر عن طبيعة العيش ضمن مناطقنا الكوردية, وهذه خطوة جيدة قد تكون فاتحة لخطواتٍ أخرى مستقبلاً».
يُذكر أن هذا المعرض يستمر لثلاثة أيامٍ متواصلة اعتباراً من تاريخ 24/6 ولغاية 26/6/2012م.
24-6-2012
- موفد مكتب قامشلو لـ اتحاد الصحفيين الكورد في سوريا
الايميل الرسمي للاتحاد: yrks2012@gmail.com
الصفحة الرسمية للاتحاد على الفيس بوك: https://www.facebook.com/yrks2012