يعتبر الشعب الكردي في سوريا من اكثر المكونات التي دفعت ضريبة المشاريع العنصرية والأستقصايئة التي همشت حقوق ما يقارب ثلاثة ملايين مواطن كردي حرموا من ابسط حقوقهم ونتيجة لسياسة التهميش والتعريب وتجاهل كافة الحقوق والاحتقان الذي استمر لعقود طويلة جعل الكرد أول وأكثر من يثور على نظام البعث تجسد ذلك بانتفاضته العارمة في ربيع 2004 الذي زلزل كيان النظام بهذه الهبة الكرية المفاجئة التي لم يحسب لها النظام حسابا ولكن ثورة الكرد حوصرت بطريقة دموية وباعتقالات طالت مئات الآلاف من شباب الكرد
تأتي ثورة الكرامة التي عمت كل سوريا قبل ما يقارب الثلاثة أعوام وشارك فيها الكرد بعمق وبتحدي لافت وجابهوا النظام بتظاهرات عارمة عمت مختلف المدن الكردية وتكرر نفس السيناريو البعثي الإجرامي بمحاولة قمع التظاهرات واعتقالات طالت النشطاء وتم اغتيال رموز الكرد في الثورة كما الشهيد مشعل التمو رحمه الله الذي شكل فكره وخطابه الناري خطرا على النظام انتهى به الأمر شهيدا في عملية اغتيال قذرة من قبل النظام وأزلامه
اذن مشاركة الكرد بدت فاعلة منذ اندلاع الثورة حتى ان الكرد سبقوا بمشاركاتهم الفاعلة محافظات كبيرة بثقلها البشري كما دمشق وحلب.
ثمة بعد اساسي طرأ على مسار الثورة وحدد رؤية الكرد بشكل أكثر وضوحا جاء ذلك نتيجةفشل المعارضات السورية بتوحيد خطابها ورؤيتها لسوريا ما بعد الاسد وطرح مشروعها الديمقراطي بدمقرطة نظام الحكم والدولة واشكال العلاقات بين المكونات القومية والدينية بل وعدم تجاوز بعض اطراف تلك القوى حدود الموقف لدى السلطة الحاكمة الآيلة للسقوط وفكر البعث جعل من الكورد وبقية المكونات القومية والدينية للعودة الى خطاب هويتها بغرض توحيدها ومن ثم الحوار مع المعارضة كقوة لا يمكن تجاوزها كما يفعل البعض او اللجوء الى هندسة اللغة بدبلوماسية الخطاب العام للحقوق والواجبات لتلك الهويات لما بعد سقوط نظام الاسد.
وتطور آخر لافت طرأ على مسار التطورات وهي انتقال الحراك المسلح إلى مدن الكرد وظهور خلايا فاعلة ودموية تتبع للقاعدة الإرهابية مباشرة بأوامر من النظام وتمولها جهات إقليمية دخلت مدن الكرد الإمنة التي آمنت بسلمية الثورة لكن هذه القوى الظلامية منذ مايقارب السنة والنصف تشن هجمات دموية على الكرد الأمر الذي دفع بالكرد لتشكيل قوى تدافع عن نفسها في وجه هذه العصابات التي تسمي نفسها جيش حر وهي لا تمت للجيش الحر بصلة والأمر المستهجن في الموضوع وعلى خلفية دفاع الكرد عن أنفسهم هي ظهور اقلام عنصرية تتهم الكرد بالانفصاليين , وهذه الإتهامات في ظل هذه التطورات الغاية في الحساسية والدموية تعتبر سابقة غير محسوبة لضرب الاخوة الكردية العربية بعضها ببعض والتأثير على الحراك الثوري , متناسين حجم التضحيات التي قدمها الكرد في سبيل تحرر سورية مع الإشارة إلى أن تكرار هذه الاقاويل الشوفينية بحق الكرد من تهم الإنفصال والتمزق والمس بوحدة البلاد والتهديد بالويل والوعيد سيسبب ردة فعل غاضبة لن يتم السيطرة عليها لاحقا.
إذن على هذه العقول المريضة أن تعترف بخطأها بحق الكرد وبالمظالم التي مورست ضدهم وعليهم أن يطهروا عقولهم ويعترفوا بشرعية حقوقهم وأن الكرد كانوا ومايزالون أهلا للثورة وهم الوحدويين الحقيقيين الذين لم ولن يكونوا ذات يوم انفصاليين ودعاة تفرقة وتشرذم بين مكونات الشعب السوري , ولكنهم لن يقبلوا في سورية الجديدة التدليس عليهم باسم القيم الوحدوية وفي نفس الوقت يمارسون بحقهم بقايا قوانين البعث المجرم.