الشاعر والباحث الفلكلوري الكردي صالح حيدو، من مدينة الحسكة في روجافاي كوردستان، يقول عن سبب عزوفه عن الهجرة، إن "الذي يهاجر لمكان بعيد، يبتعد عن روح التراث واللغة والثقافة الكردية ويبقى مجرد غلاف فارغ" ويضيف "لا يستطيع الإنسان العيش بدون الحب وإذا لم تحب وطنك لن تستطيع الكتابة".
صالح حيدو، الذي يعرف بين أهالي غرب كوردستان بمحرك البحث الكردي، ألّف 75 كتاباً طبع 44 منها، وجمع سبعة آلاف صورة للزي الكردي من أجزاء كوردستان الأربعة، وله عشرة دواوين جميعها قومية، اجتماعية وتربوية، وقصائده تتحدث عن القيم والكوردايتي وعن الانسانية، إلا اثنين من دواوينه، فهما عن الحب.
ولد صالح حيدو في قرية حسي اوسو التابعة لمدينة عامودا عام 1957. منذ طفولته لديه شغف خاص بالتراث وباللغة الكردية، كتب أولى قصيدة شعر وهو في الثانية عشر من عمره.
وقال صالح حيدو لشبكة رووداو الإعلامية: "عندما بدأت بالكتابة كنت في الصف السادس الابتدائي كانت القصيدة قومية".
وأوضح حيدو لرووداو: "كتبت ديوانين عن الحب من أصل 10 دواوين شعر، والبقية جميعها قومية، اجتماعية وتربوية، وقصائد عن القيم والكوردايتي وعن الانسانية.. فقط ديوانين عن الحب فالإنسان لا يستطيع العيش بدون الحب وإذا لم تحب وطنك لن تستطيع الكتابة".
وعن حبه للزي الكردي وتعلقه به، قال حيدو: "أحب الزي الكردي فكل قومية تُعرف بزيها. هذا الزي الذي أرتديه خاص بمنطقة السليمانية يطلقون عليها اسم "مرادخاني"، حيث يوجد في السلميانية ثلاثة أنواع من الزي الكردي هورامي - مرادخاني وستارخاني"، لكنه يفضل زي منطقة بوطان لأنه "جميل وقديم وراق".
حبه للزي الكردي جعل منه رحالاً يتنقل بين قرى ومدن كوردستان بأجزائها الأربعة ليجمع سبعة آلاف صورة يحدثنا من خلالها عن خصوصية الزي الكردي لكل منطقة، وجمع الأغاني الأمثال والقصص الفلكورية، وجمع أربعة آلاف مثل كوردي، ضمها في كتاب يقول إنه سيطبعه "في الوقت المناسب.. سأطبعهم الواحد تلو الآخر بالتسلسل.. لدي 32 كتاباً لم يطبع بعد".
ويبين حيدو: "أي شي يتعلق بالكوردايتي والتاريخ والتراث الكردي كان محط اهتمامي وعملي لقد جمعت أسماء جبال كوردستان بأجزائها الأربعة.. فضلاً عن أسماء المدن والقرى التي استطعت الوصول اليها، وكذلك أسماء العشائر والتراث الكردي في الأجزاء الأخرى من كوردستان".
صالح حيدو متعلق بالحسكة ومهما زار من أماكن لا بد له أن يعود إلى الحسكة حيث يرى أن مستقر المثقف هو بين شعبه وأهله، ويقول: "أحب الحسكة كثيراً لانني تربيت وترعرعت هنا.. قريتي تابعة لمنطقة عامودا لكنني عشت في الحسكة وعملي ومعارفي هنا.. أهل الحسكة وطنيون".
وعن المثقفين الذين هاجروا بعد العام 2011 وعزوفه عن الهجرة وبقائه في الحسكة ورسالته للمثقف الذي هاجر ولم يعد ليعيش بين شعبه، قال حيدو: "عندما أقول الوطن وقضية الوطن، ولن أترك ترابي وسأسشتهد من أجلها وأحمل السلاح يجب أن أكون بحجم المسوولية.. عندما أترك الوطن وأهاجر لن تبقى لي قيمة ولا شخصية ولن أكون وفياً لوطني ولشعبي و لثقافتي.. الذي يهاجر لمكان بعيد، يبتعد عن روح التراث واللغة والثقافة الكردية ويبقى مجرد غلاف فارغ".
رووداو ديجيتال