Share |

الفنان بافي صلاح ( الطعم الذي كنا نتذوقه من الغناء والموسيقى في السابق نفتقده اليوم)

 الفنان بافي صلاح

حاوره : هوزان أمين- اسمه الحقيقي عبدالرحمن عمر، ولكنه لقب بـ بافي صلاح ( ابو صلاح) واشتهر به، ولد عام 1952 في قرية كوردا بمنطقة جندريس في غرب كوردستان، تعلم الغناء منذ نعومة اظافره،

حينما كان في عمر السبع او ثماني سنوات من خلال سماعه لاغاني الفولكلور الكوردي من أمه الراحلة وكذلك من بعض المطربين المحليين في المنطقة مثل أحمد آغا، وسليمان آحو و آخرين، خلال غنائهم في الدوواين والمناسبات ، وهو احد تلامذة الفنان والعازف الكوردي الراحل آديك نجار، ولا ينسى فضل الفنان الكبير المرحوم جميل هورو الذي كان يخشى الغناء امامه ويخجل منه كثيراً كونه قامة كبيرة في الغناء الكوردي الاصيل، يتمتع بصوت جميل من الطبقة العالية ويقول اثناء شبابي كان يصل صوتي الى ثلاث او اربع كيلومترات، ابو صلاح فنان مشهور في منطقة عفرين بل تجاوزها الى الكثير من المناطق الكوردية، اقام العديد من الحفلات الفنية في سوريا ولبنان والكثير من الدول الاوربية، كما كان له حضور في اقليم كوردستان حيث اجرت  كبار الفضائيات الكوردية لقاءات فنية معه، التقيته واجريت معه الحوار التالي .

حبذا تحدثنا عن تجربتك في فرقة آرمانج الفنية ؟

نعم تأسست فرقة آرمانج عام 1984، وكنت المسؤول عن القسم الفولكلوري فيها، وقمت بتسجيل الملاحم الكوردية مثل مم وزين و ودرويش عبدي و طاهر بكي ضمنها، والغاية منها حفظ التراث الشعبي والفلكلوري للشعب الكوردي واحياء المناسبات القومية الكوردية، والفرقة كانت مؤلفة من اناس مختصين بالموسيقى والغناء لهذا ذاع صيتها في المنطقة .

كما سمعنا انكم اسستهم مؤسسة فنية هل بامكانك ان تتحدث لنا عن تلك المؤسسة ؟

نعم هذا صحيح المؤسسة اسمها ( بستا جرا ) ولدينا قرابة 100 عضو ممثل فيها، ولكننا نعاني من شح الامكانيات وقلة الموارد الاقتصادية، والغاية منها حفظ الغناء والفولكلوري الشفاهي الكوردي وارشفتها خوفاً عليها من الضياع والاندثار، لانني اعلم ان الكثير من الاشياء الفولكلورية القديمة قد ضاعت وماتت من حافظيها ودفنت معهم، اننا نطمح الى ان نحفظ تراثنا من الضياع ولكن ينقصنا الامكانيات، بالرغم من حفظنا الكثير منها ولكن رغم ذلك بقي الكثير يجب حمايته وحفظه، ونعلم اننا لسنا الاوائل في هذا الامر وسبقنا اليه الكثير من الكتاب والمهتمين امثال جليلي جليل والعائلة البدرخانية وجمعية كاوا الثقافية، وقمنا ببعض النشاطات في لبنان وتعرفنا على العديد من الشخصيات الفنية، والاطراف الكوردية تريد جرنا الى طرفها ولكننا مستقلين وحياديين، لاننا نخدم ثقافتنا والثقافة والادب الكوردي هما ملك الشعب .

حبذا لو تتحدث لنا عن نشاطات وحضورك الفني ؟

نعم بعد الثورة التي قامت في سوريا ولا زالت مستمرة، وطرأت بوادر وامكانية التعليم في المدارس، قمت بمادرة شخصية وطوعية بتعليم طلاب المدارس الابتدائية في قريتنا الموسيقى والغناء حسب النوطة، هذه من ناحية اما الناحية الاخرى من نشاطاتي فقد زرت العديد من دول العالم لاجل الغناء، ومن بين اهم تلك الزيارات قيامي بصحبة فرقة آرمانج بالمشاركة في المهرجان العالمي جانريك، الى جانب العديد من الفرق الفنية العالمية القادمة من فرنسا والمانيا والعديد من دول العالم، كما اقمت حفلة فنية للجالية الكوردية في الاردن، وقمت بزيارة واقامة الحفلات في جميع الدول الاسكندنافية، وفي الامارات و روسيا وفي اقليم كوردستان العراق.

بالنسبة للمقابلات التلفزيونية معك ؟

نعم اجرت معي قناة خبات قبل ان تتحول الى دهوك اليوم مقابلة معي وكذلك فضائية كوردستان وكوردسات، وتلفزيوم هريم في اربيل، وخاك في السليمانية وفضائية روج في اوربا ...الخ، كما شاركت في برنامج على التلفزيون السوري .

ما هي الجواز والشهادات التي نلتها خلال مسيرتك الفنية ؟

نعم نلت جائزه من اللجنة المشرفة على مهرجان حلب للثقافة الاسلامية الى جانب فنانيين كبيرين آخرين، وشاركت مع فرقة تيريج عفرين وفي اجزائها الاربعة، ونلت شهادات تقديرية بالاضافة الى مشاركتي في العديد من المشاريع الفنية في المنطقة .

ماهي عدد الاغاني التي سجلتها لغاية اليوم ؟

قمت بتسجيل سبعة كاسيتات مع فرقة آرمانج، وكذلك سجلت عشرات الساعات لاجل الارشيف في التلفزيونات التي قابلت معي، بالاضافة الى تسجيلي واخراجي ل سبعة كاسيتات خاصة بي واحداها خاصة بأغاني الاطفال، كما قمت بجمع الاطفال في فرق وبأمكاناتي الذاتية دربتهم وعلمتهم الغناء، وعلمتهم حب الطبيعة والانسانية والجمال، كما قمت بإعطاء الاغاني للعديد من الفنانين، وقمت بصحبة الكاتب بير رستم بجمع وارشفة وتسجيل الاغاني الكوردية وكتابة نصوصها واخراجها على شكل كتاب .

هل بمقدرورك ان تصف لنا وضع الموسيقى الكوردية في منطقتكم عفرين؟

نعم لقد اقيم وعبر السنوات الماضية وضع اسس للموسيقا والغناء الكوردي في منطقتنا، ولكن الوضع العام المعاش اليوم لا يعطي الفرصة للتقدم اكثر، ونجد ظاهرة بروز فنانين جدد، حيث يتعلم العزف والغناء ويذهب للغناء في الاعراس، ونجد آخر يتعلم الاورغ ويذهب الى الحفلات، هذا لا يجوز عندما كنت صغيراً كان يوجد في كل قرى عفرين والبالغة عددها 366 قرية العديد من العازفين والمطربين، كان يوجد تنوع في الموسيقى آنذاك، حيث كان يوجد الطبل والزرنة ( المزمار) وكان يوجد الطنبور بالاضافة الى آلات الايقاع الكثيرة، وحتى الكمان ايضاَ كان يعزف، وبالرغم من الامكانيات التكنيكية الضعيفة آنذاك كان الشعب يتقبل تلك الاغاني ويحبها بشكل اكبر من اليوم، والطعم الذي كنا نأخذه من الموسيقا والغناء آنذاك لا نجده اليوم ولا نتذوقه، علينا تنظيم الجيل الجديد من الفنانين اليوم وتعليمهم لانهم فرقاء وبعيدين عن بعضهم البعض.

نعلم انك حبست وعذبت في السجون السورية ، هل تريد ان تتحدث عن ذلك الامر في هذا اللقاء؟

لما لا (بحسرة) لقد اعتقلت قرابة 25 مرة من قبل الاجهزة الامنية الاربعة، حيث كانوا يجرون التحقيقات والتحري عني ويخشون مني، وفي احدى تلك المرات مكثت اربعون يوماً في السجن، وعذبت مع ابني الذي اعتقل معي كثيراً، وبعض الاحيان الاخرى بقيت لايام، حيث كانوا يتهمونني بتنظيم فرقة آرمانج وتشكيل مجموعات، والاتهامات المفبركة الجاهزة التي لا اساس لها من الصحة .

وفي نهاية اللقاء شكر جريدة التآخي على هذا اللقاء الذي تمنى ان يكون ممتعاً للقراء.

 

جريدة التآخي :العدد والتاريخ: 6629 ، 2013-07-22