"العمل الفني هو تجسيدٌ لدراما العقل"
آلبير كامو
من منطلق عظمة الفن أنه يشارك في كل شيء، نجد اليوم الفن التشكيلي المتفرع من الحركة الجمالية والتي جوهرها الرغبة في خلق الفن للفن ذاته والسعي وراء الجمال والتعبير عن الذات ليغدو بذلك؛ الفن حركة اجتماعية وأخلاقية وسياسية بارزة في مواجهة قبح العالم وحروبه الوضيعة.
الفنان التشكيلي عبد الرحيم حسين يعد واحداً من أشهر فناني الحركة في الفنون البصرية، الرسام المعروف باسم "رحيمو" المتجذر من مدينة عامودا/سوريا، تولد سنة 1962م. أبسط ما يمكن توصيفه به: أنه خلق فناً جديداً بريشته حيث التميز والاختلاف كما شاء، بواقعية وتعبيرٍ بسيط، إلا أنه يترك في كل لوحة فكرة جذرية للغاية. فهو لا يقلّد الواقع بقدر ما يبحث في فنه بلذة الألم عن ذاته ويتعمق فيها، بل في الذات الإنسانية عامة، فن ينشر الجمال لذاته.
يقول: " يأخذني الرسم بعيداً بعيداً حيث أنا وأسافر إلى عامودا و كردستان العراق"
ودون أن تنزلق الريشة من يده، بخياله الباهر وعلى بساط الريح تنتقل روحه إلى حيث طفولته والعوالم التي شكلت عالمه الفريد والمتفرد (جدته، صورة والده المخفية عنه، رفعت داري، مقتنيات والدته من الأدوات المنزلية والأشغال اليدوية، خليلي رش، حريق سينما عامودا وعوامل أخرى غيرها) خلقت لديه نوعاً من التراجيديا وانبثاق الرسم كموهبة متأصلة في ذاته هو، قبل أن ينتقل إلى دمشق ليتعلم أصول الفن التشكيلي تعليماً عالياً أكاديمياً حيث الميثولوجيا والشعر والتصوف الروحي والنقد البناء. كل هذا جعلت أصابعه تنز الجمال والسحر حتى وقبل تخرجه في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1991 قسم التصوير الفني الزيتي.
بعد مسيرةٍ شاقة من النضال السياسي إلى جانب ممارسة الفن وبسبب الملاحقة الأمنية أجبر على الهجرة حاملاً معه صرّة الألوان وأحلام الطفولة إلى بلجيكا ليستقر في بروكسل حيث بدأت رحلته الجديدة، رحلة تصوفٍ روحي في مواجهة نفسه بكبرياءٍ صامت؛ فكتب عنه الناقد والفنان غريب ملا زلال في مقاله المعنون "رحيم من خصوبة اللون إلى التمهيد لانبعاث جديد" : (يستخدم اللون والخط كانعكاس لعوالمه الخيالية والحلمية، بوصفها مادة تشكيلية جمالية للتصريح عن تناغمات القيمة الحيوية لمفرداته والتي بها يسعى إلى التحرر من عبء الوسائل التقليدية وتخطي الواقع بتحديد أطرٍ زخرفية لصياغاته التأليفية).
ومن المقتطف المذكور يمكنني أن أقول: أن الفنان رحيم يقرأ اللون ويفتعل لكل لونٍ دوراً وينفث في كل لوحة روحاً يوقد فيها شمساً صامتة ترتب القصيدة على سرير الحلم في وحشة غريبٍ يسكنها، يحيا فيها وعلى عتباتها يغفو سرب الكلام.
في اعترافٍ مني وأنا أمرر النظر في متصفحه الخاص؛ ليتكئ شرودي على شوق جناتٍ تخيلتها في صغري، فاكتشفت عدنَ بلا مآسي أو آلام. لتعيد كل امرأة وكل تفاحة الروح لصبوة العشق الأولى، لا سيما اللون الأزرق حيث سطوة العشق العذري الخالد.
لا تتوقف أعمال الفنان عند حدود المشهد البصري بل يتجاوزه إلى الشعر والإلهام؛ لطالما وجدتها تزين القصائد لتجعلها في عناق الحضور.
……….
للفنان التشكيلي عبد الرحيم حسين معارض فردية وجماعية نذكر منها:
المعارض الفردية المقامة في كل من:
ديرسدن الألمانية عام 2002 /مدينة لوفين _بلجيكا عام 2007 /معرض حرائق عامودة بلجيكا عام 2016 /صالة جيراف - بلجيكا عام 2017 /بلدية أتربيك- بروكسل عام 2019
-كما وشارك في معارض جماعية في دمشق، ألمانيا، بلجيكا، السويد وتركيا بين عامي 2002 و 2016
- مشاركة مع نخبة من الفنانين في سمبوزيوم/ السليمانية
-مشاركة مع نخبة من الفنانين في سمبوزيوم / كريفيلد-ألمانيا
- وقد حازت أعماله على عدد من الجوائز، منها الجائزة الثانية لفناني المهجر في بلجيكا سنة 2000
- اقام آخر معرض له في بلجيكا 22 شباط ولغاية 3 اذار ونال صدى واسع في الاوساط البلجيكية.
*مثال سليمان - موقع: رُوَاقُ الأَدَبِ