Share |

القيثارة والضباب ...هوشنك أوسي

هوشنك اوسي

الى الشهيدة روزا اليوسف

 

 

 

1

 

لا زلتِ تزنّرينَ الشّتاءَ بالصّيف، وحفيفُ شعركِ يُربكُ الجبالَ، ويعكس مساراتِ الزّمن، يا ابنةَ القمحِ والمطر.

 

من عسيرِ خيالِ الصّخرِ، ينداحُ صوتكِ الثّوري، مَخملاً يُبْكي ألفَ نايٍ مسحور، وألفَ كمانٍ ممهورٍ بحزنكِ الرّخيم.

 

بعنقكِ، رددتِ مخلبَ الليل، وبدمكِ اعدتِ "هولير" الى مصاحفِ الزنابق، وغسلتِ عنها دنسَ الغدر.

 

 

 

2

 

للجبالِ قلائد، وللمطرِ مدنٌ انهكها اليتمُ والتيه، ولك سبعُ سماواتٍ تنثرينها كل صباح على كردستان.

 

ما أن يتسرّبَ الضّبابُ الى أطيافِ السّنديان، ينسابُ البريقُ من بينِ اصابعكِ.

 

 

 

2

 

ضلّتِ الحرّيّةُ دروبها، وضاقَ الغدرُ بأصحابه، أمّا أنتِ، لا زلتِ تهدهدينَ حلماً شارفَ على البدد.

 

كقيثارةٍ من خشبِ الجوز، تطوينَ الضّباب أحاجياً وملاهيّاً لفراخ السّنونو.

 

 

 

3

 

لماذا بارحتِ قواميسَ السّلاح، وغاردتِ ذاكرةَ من باعَ الأمسَ بالغد؟... هكذا، يسائلكِ جدارُ حوشِ الدّارِ، وتلكَ السجّادةُ المعلّقة على حائطِ منزلكِ.

 

لماذا بارحتكِ سنونُ الكلامِ المدجّجِ، مذ نبتَ على كتفيكِ ريشُ البجع؟... هكذا، ساءلتِ النسائمُ أوتارَ قيثارتكِ.

 

لماذا لم يعدُ يرثيكِ الوطنً وتنعيكِ بندقيّتكِ مذْ جادلتِ طهاةِ النسيان؟... هكذا، ساءلتكِ الغيمةُ المارّةَ بضريحكِ.

 

 

 

4

 

أئمّةُ الماءِ يطوفون باسمكِ، يا عروسَ البراري، وقصيدَ المساء.

 

مرّي بكلِّ جراحنا، واردميها.

 

نحن آبارُ الحزنِ والخيبة... المعطوفونَ على مقلتنا المديد.

 

ردّينا إليكِ وردّي عنّا الجحودَ والتكفير... نحنُ ضحايا السّؤال.

 

امطرينا برذاذِ الصحو من الضّلال، يا من تزنّرينَ الصّيفَ بالشتاء، وتوشّحينَ الرّبيعَ بالخريف... نحن المنفيونَ من ثورتكِ الى كُتبِ التخوين التي يدوّنها فقهاءِ التلقين.

 

نشكوا إليكِ وجعَ الطعناتِ في ظهورنا، وما مِن خاسفٍ لآلامنا إلاّ صوتكِ.

 

 

 

18/12/2012

 

أوستند – بلجيكا