عندما نتحدث عن السينما الكوردية، بدون شك نتذكر سينمائيين ومخرجين ساهموا في تطوير هذا الفن في كوردستان، ولا بد لنا حينها من ذكر مانو خليل الذي اشتهر كمخرج سينمائي كوردي سوري واشترك ونال جوائز عديدة في مهرجانات عالمية.
ولد في مدينة القامشلي عام 1964 وانهى دراسته الابتدائية والثانوية هناك، ثم انتقل الى جامعة دمشق لدراسة التاريخ والحقوق، ولكن لحبه وشغفه بالسينما ذهب عام 1986 الى جيكوسلوفاكيا ودرس في اكاديمية السينما قسم الاخراج وتخرج منها.
اخرج اول فيلم قصير عام 1988، ومداوم على عمله حتى اليوم حيث اخر عمل له فيلم " النحال، العم ابرام" اخرج وانتج بالتعاون مع التلفزيون السويسري العديد من الافلام واهمها" دافيد تولهلدان، والأنفال بإسم الله، البعث وصدام، جنة عدن...الخ
يتناول في افلامه قضايا شعبه المحروم من ابسط حقوقه الانسانية، ويحاكي ذاكرة الكورد في المعاناة والبعد والحرمان والحدود والتفرقة، الى الانفال والتهجير القسري، مروراً بالغربة والالم، الارتباط بالوطن والجذور.
واحدى اعماله التي لاقت اعجاباً ولفتت انظار العالم اليه فيلم ( دافيد تولهلدان) حيث يحكي عن حياة شاب سويسري، اسمه دافيد رويللر وينتمي إلى عائلة مرموقة، كان والده رئيس المحكمة الفدرالية السويسرية سابقاً، حيث ترك ملذات الحياة والعيش في بلد الاحلام سويسرا وجاء الى قمم جبال كوردستان ليصبح محارباً بين صفوف حزب العمال الكوردستاني، وكاد ان يخلق ذلك الفيلم ازمة دبلوماسية بين الامارات وتركيا حينما تدخلت تركيا لسحبالفيلم من مهرجان الإمارات للسينما.
اسس شركة سينمائية لانتاج الافلام بإسم“Frame Film” في مدينة بيرن السويسرية التي يقيم فيها اليوم، لمعرفة المزيد عنه وعن اعماله طرحنا عليه بعض الاسئلة التي اجاب عليها بود.
- سؤالنا الاول يتعلق بمشاركتك في مهرجان دهوك السينمائي2، كيف تصف لنا ذلك؟
نعم في الحقيقة شاركت بفيلم (النحال) الذي انتجه التلفزيون الرسمي السويسري ARTE، وعرض في مهرجان دهوك السينمائي2، ونال جائزة افضل فيلم وثائقي في المهرجان، وهو محل اعتزاز وفخر لي ان انال تلك الجائزة في دهوك وعلى ارض كوردستان، هذا الفيلم شارك في 6 مهرجانات ونال 5 جوائز.
- كما نعلم نلت جوائز عديدة، ايهما ترك اثراً كبيراً عليك؟
نعم الجائزة التي احبها كثيراً هي اول جائزة نلتها في مهرجان اوغسبورغ بألمانيا عام 1993، عن فيلمي "حيث ينام الله". التي تعبت كثيراً في تصويرها بسرية تامة، على الحدود بين كوردستان سوريا وتركيا.
- كيف تقيّم السينما الكوردية ومستواه ؟
في الحقيقة عندما بدأت بدراسة السينما عام 1986 استطيع القول ان قلة قليلة كانت تعمل في ذلك المجال او تكاد تكون معدومة، ربما كان يوجد بعض الهواة، ولكن مع بداية التسعينيات وتشكيل اقليم كوردستان، بدأ الافلام الكوردية تبرز رويداً رويداً وتنال الدعم، وخرج شباب كورد من كوردستان ايران وبدعم حكومة اقليم كوردستان، بإخراج بعض الافلام، وكذلك نسمع بانتاج العديد من الافلام في السنوات الاخيرة، ولكن بالرغم من كل ذلك لانستطيع الادعاء بأنه قد اسست سينما كوردية خاصة، فالسينما روح وثقافة الشعوب، ولكن حينما يكون الشعب غير حر، وعندما نفتقد صالات عرض سينمائية في مدن كوردية، حينها نفتقد سينما كوردية ايضاً، فالسينما لا تنشأ بإقامة مهرجانات فقط، او ان ينال فيلم كوردي في مهرجان ما جائزة.
- ألا تفكر في فيلم يتناول اوضاع غرب كوردستان، بما ان الفرصة مؤاتية اليوم؟
في الحقيقة كتبت سيناريو لفيلمين، احداها بإسم "قامشلو"، والآخر " احلام ضائعة" وانتظر الفرصة المؤاتية للذهاب الى هناك، والبدء بالتصوير هناك، ولكن للاسف افتقد جهة ممولة ومنتجة لهذه الافلام، واوكد هنا انني منذ بداية تحقق حلمي بدراسة السينما وتركي لجامعة دمشق كان بهدف ان اصنع سينما كوردية في غرب كوردستان وليس في اوربا.
- ما الذي بين ايديكم اليوم، وهل انت راضي عن اعمالك ؟
انا بصدد التحضير لفيلم روائي طويل بإسم ( السنونو) حيث سأبدأ تصويرها في سويسرا واقليم كوردستان العراق مع بداية العام ، اما بصدد سؤالك الذي اعتبره مهماً جداً بالنسبة لي، وهي هل انا راضي عن اعمالي، ام لا، بالفعل ان اي عمل سينمائي لي اعتبره بمثابة ولد من اولادي مهما يكن، احياناً يقف في وجهي مصاعب جمه، ولكن في اغلب الاوقات اواجهها واتغلب عليها، ولم اتلقى اي دعم من حكومة اقليم كوردستان، وحتى لم يسألني اي حزب سياسي كوردي عن ما يلزمني، ومع ذلك انا فخور بأعمالي، مع تقديري واحترامي لكم.
المصدر التآخي -العدد والتاريخ: 6752 ، 2014-01-07