المرور قليلاً ..كثيراً .... جميل داري
سأمر قليلا على الشعر
سأمر قليلا على الفجر
آخذه من يديه
سأمر قليلا علي
لأخرجني مني إليه
سأمر بشعري الضليل
أقول له :
سأمر بكل الطيور لأسمعهن
كما يسمع الهارب المبتلى أصغريه
سأمر بقلبي
أضمده بالكلام العضال الذي
غاب عن ضفتيه
وأذرف دمعي من مقلتيه
وحده يقرر شأني
بحرف يرقرق في شفتيه
هادئ أنا
لا شيء يحرقني غير ألسنة العاصفه
والهدوء رسول القصيدة للعاطفه
حين ينكسر القلب
حتى أقاصي الألم
أتخيل نفسي فزاعة في حقول العدم
كيف أرمي الهواء بأحجار شكي اللعين
كيف أقنع أرضيتي
بهواي المضمخ بالياسمين
كيف أحيا وثمة من يستفيض بحزن دفين
سألم شتاتي... أبصرني من جديد
سوف أنهي طلاسم حرفي
أعلقها في مشاجب أمس
وأفتش عن حصتي من ترانيم شمس
لن أسامح نفسي
لن أؤجج ذاكرتي بحريق الكلام
لن أهز جذوع السماء
بحرفي الزؤام
لن أبارك هذا الخراب
سأرفو سمائي الأخيرة...
ثم أنام
هل يسامحني الرب حين أشذب قافيتي
حين أركض في داخلي لأرى غيمة
تتسكع في مهجتي اللاهبه..؟
هل يسامحني الشعر
حين أقشر عن قلمي
فأرى ألمي
هل يسامحني الوقت
حين أكشر عن بجعي
فأرى وجعي
سأمر على آخر الكون كي أتملى السماوات وحدي
ولأسمع صوت النجوم
وأصداء وجدي
القصيدة خاوية دونه
والحديقة فارغة دون ورد
ولهذا أمر كثيرا كثيرا
لأوقظ موتي المريرا
وأرش عليه حلاوة شهد
كيف قلت للريح: واطئة أنت.. أنت..؟
كنتني قاب موتين..
ما بين موت وموت
كيف غامرت بالنطق بعد جلالة صمتي..؟
كيف لي أن أؤجج روحي بنارالكلام
كيف لي أن أسافر بين الغمام
لا تدوسي على عشب هذا الفضاء الجميل
لا تدوسي على قلبه المستحيل
لا حروف تناسب حجم اعتذاري
لا تخوم تقدر بعد فراري
لا جنون يشردني من هزيمة روحي حتى انتصاري
فلماذا أنا خائف..؟
فسيبقى على رغم كل الصدوع جداري
ولماذا أنا زاحف..؟
ولدي هنا كل أجنحة الحلم..
كل النهار
سأمر على غيرة العاشقين..
أقول لها:
لا تمسي بسوء الطوية تيجان غار
لا تهزي هنا مهدها المطري
ولا تسكبي قط في وجهها كلمات اعتذار
احتفظ بوجودك في ظلها
عاشقا أبديا على خط نار
السماوات غاضبة
آه ...أيتها الأرض
ما لك من ملجأ وفرار
كن لها الآن قوس قزح
وعلى وجهها رش ماء الفرح
كن لها الآن تفاحة
أنت في لهب الأرض
والسماء في مائها..
لا مفر..
فلذلك خض حضنها
وإلى آخر الكون سر
كان طعم الفجيعة والندم
يتغلغل في هيجان دمي
كان نار القصيدة يجتاح هشيمي
كان حلمي البعيد يصوغ رميمي
آه ......كم أنت لينة
لم حرفك قاس..؟
لم طيفك يجتثني من أساسي..؟
سأكون على موعد مع رائحة الليل عند التعب
سأكسر نافذة الصمت دون سبب
حتى أقاصي اللهب
آه..
تبا لقلبك هذا
وتب....
جريدة - القلم الجديد - Pênûsa nû
- قرأت 3905 مرات
