للكرد , وكردستان علاقة أزلية مع النار , حيث كان في معتقداتهم قبل الإسلام (الزردشتية , والإيزيدية) يستوحون من النار ((النور)) رموز عباداتهم ((الطهارة , ونور الدنيا , وعذاب الآخرة)) !!.
بعد آلاف السنيين جاءت الديانات السماوية ( اليهودية , والمسيحية , والإسلام )لتحمل رسالة الله سبحانه تعالى إلى البشرية ( الثواب , والعقاب )مشددة على طهارة ( الروح , واليد , والفرج , واللسان )ومن هنا نجد أن مبدأ الطهارة هو ذاته في الديانة ( الزردشتية , والإيزيدية )التي اتخذت من النار رمزاً للطهارة لأن النار معروفةٌ بتعقيمها لكل ملوث !! وبالوقت ذاته كانت نار جهنم العقاب لكل منحرف , ومجرم , وكافر حسب النصوص الدينية المنقولة عنهم .
فكما كانت النار رمزاً للسلام , والانتصار لجدنا إبراهيم الخليل , قال تعالى :(( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ )) .فهي أيضاً رمزاً للسلام , والانتصار لنا , لانتصار الحق على الباطل عندما أنتصر كاوا الحداد على طاغية عصره , وأوقد النار لإخبار القوم بالنصر لأن النار أشارةٌ لنصر المظلوم على الظالم ؟
في 21 آذار 612 ق . م كانت انتفاضة كاوا الحداد على الضحاك فسال دم الجلاد في نوروز , فأشعلت قناديل النور على يد البطل الكردي كاوا مبدداً الظلام بإشعال النيران في الجبال وإعلان عيد نوروز عيداً قومياً في كردستان .
نوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية الجديدة في (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق أسيا وهو في نفس الوقت من الاعياد القديمة التي يحتفل بها (الاكراد , والفرس , والإزيديين) , والذي يصادف التحول الطبيعي في المناخ , ودخول فصل الربيع الخصب الذي تتجدد فيه عناصر الحياة .
إن هذا اليوم من أول أيام الربيع مرتبط بأسطورة البطل الكردي كاوا الحداد الذي قاد ثورةٌ ضد الملك الظالمْ ضحاك , وبعد أن أستطاع قتلهُ قام بإشعال النار على أبراج قصره ابتهاجاً بالنصر حيث كان آخرون ينتظرون أشارة النصر (النار) من اعالي الجبال فعندما شاهدوا (النار) ادركوا أن كاوا قد انتصر على الضحاك فشبوا النيران على قمم الجبال , وكان يوماً جديداً على كردستان , وبهذا أصبحت النار رمزاً لعيد نوروز , ونوروز عيداً لكردستان لأنه يحمل بعداً قومياً مرتبط بالتحرير من الظلم , والانتصار على الظالم الذي كان متجبراً يستنزف دماء أطفال الكرد وفق خرافات أقتنع بها , لعلاج غروره وتجبره بدماغ طفلين كرديين يومياً !!.
اليوم الشعب يُقتل في سوريا ودمائهُ تسيل على يد جلاد العصر (بشار الأسد) ليبقى الاستبداد جاثماً فوق صدور السوريين فهل من كاوا يعيد اضاءة قناديل الحرية مرة أخرى ؟.
متى سيرحل الجلاد الجاثمٌ في وطني الحزين لتبدأ براعم الربيع فيه تتفتقُ وتزدهرُ , وتبعثُ إلينا بعطرِها الزكي , والينابيع ستتدفق عبر الوديان , والسهولوالطيور تبني أعشاشها فوق أغصان الشجر دون خوفٍ , أو كللي .
نــعم الربيـــعُ قـــد حان أوانـــهُ
فكيف لنا بنوروزِ أن نبتهجُ
وطنــــي جنــــة اللـه في الدنيا
القتل والدمار قد حل بديارنا
الماء لونه في الأنهار قد أحمرَ
الزنابق بدماءِ الشــهداءِ توردتْ
تنفحُ شذاها على الشعبِ المعذبُ
كيــــــف لنا بنـــوروز أن نبتــهــــجُ
والجــلاد فـي وطنـي يدمــرُ ويذبـحُ
sts-kurdish@hotmail.com
.