24تموز 2012، يوم تاريخي استثنائي ، يوم لا أتذكر شبيه له بما يخص الكورد السوريين ، فأن يلتقي الكورد على طاولة حوار واحدة – مستديرة أم مستطيلة - فهذا أمر عهدناه ومللناه لرداءة نتائجه وقصر أمد تنفيذها على أرض الواقع ،
أما أن يلتقي الكورد بمختلف تجاذباتهم وإيديولوجياتهم وأطيافهم وألوانهم تحت سقف ومظلة سياسية واحدة ويخاطبون الأخر بإسم واحد فلعمري لهو حلم يتحقق ، وأمل تحول لحقيقة ، ومَنْ ليس هذا هو شعوره الآن فعليه مراجعة أصوله أو مراجعة عواطفه على أقل تقدير . هذا على الصعيد العاطفي هذا الصعيد الذي يأتي في الأولوية عند دراسة الشخصية الكوردية وبالتالي لابد من التطرق والتعرج عليه ، ولكن فلنحلل هذا الحدث على الصعيد الجيوسياسي وعلى صعيد الواقع بعيداً عن أي شعور عاطفي . الهيئة الكوردية العليا المشتركة تكونت كتنفيذ بند من بنود اتفاقية هولير في 11تموز 2012برعاية كوردستانية مشكورة ومعهودة ، وهذه الهيئة تتكون من قطبي السياسة الكوردية السورية المشكلتين في ظلال الثورة السورية : مجلس الشعب لغربي كوردستان والمجلس الوطني الكوردي السوري ، وتكونت الهيئة من 10أعضاء مناصفة بين المجلسين ، وكما لأي اتفاق فهناك ايجابيات وسلبيات ، أما الايجابيات فلن نتطرق إليها لأنها واجب على هذه الهيئة ولأنها حق للشعب لايستطيع احد التصدق أو التمنن بها، وأما السلبيات فسنتطرق إليها من باب النقد البناء ولمحاولة تلافيها في المستقبل وذلك بالقراءة والممارسة السياسية الحقيقية والتقرب من الشارع الكوردي إلى حد الالتصاق ووأد أي نزاع أو خلاف شخصياً كان أم تنظيمياً ، فالمرحلة لا تتحمل الخلافات الضيقة ، ومن أبرز النقاط التي لابد التطرق إليها المستنتجة من القراءة الأولية في تشكيلة الهيئة الكوردية العليا المشتركة هي مايلي :
- اعتمد المجلس الوطني الكوردي في تعيين أعضاءه الخمس في الهيئة على المحاصصة الحزبية .
- المجلس الوطني الكوردي همش المستقلين والشباب المنضوين تحت سقف المجلس .
- اعتمد مجلس الشعب لغربي كوردستان في تعيين أعضاءه الخمس في الهيئة على المحاصصة المناطقية .
- تباين حصتي المجلسين من خلال تمثيلهما للمرأة .
- تهميش الأطراف الكوردية البعيدة عن هذين المجلسين – على قلتهم أو كثرتهم ، فليس مهماً –
- غياب أي من المستقلين أو الشباب أو المثقفين .
- كلمة المشتركة من المنظور الديبلوماسي توحي بعلاقات سياسية واقتصادية بين دولتين صديقتين ، وليس بين فصيلين وطنيين ذوي تجربة قومية وطنية عتيدة ، لذلك وجود هذه الكلمة في اسم الهيئة يعطي انطباعاً سلبياً أكثر مما هو ايجابي وذلك عند القراءة المعمقة وليست السطحية .
- تكرار بعض الأسماء التي شكلت انطباعاً عند الشعب حول الترهل والانشقاق السياسيين ، وبالتالي عدم ضخ دماء قيادية جديدة .
كما أسلفنا فإن ذكر هذه النقاط يأتي من باب الحرص على عدم الوقوع في مطبات مستقبلية ومحاولة ردم الفجوات التي ستصادفها الهيئة قدر الإمكان ، وعلى الهيئة والمجلسين أيضاً أن يقفوا جدياً على هذه النقاط وأن يتلافوها وهم لازالوا في أول الطريق وتلك ليست بالمهمة المستحيلة أبداً. ولن تمنع هذه النقاط من تفاؤل وآمال الشعب الكوردي بهذه الهيئة وبأي محاولة كوردية وحدوية ، أما للإجابة على السؤال الذي هو عنوان المقال فأجيب : الهيئة الكوردية العليا المشتركة لا تمثلني كشخص ، باعتباري لا أنتمي إلى أي من المجلسين بصفة شخصية ، ولكنها تمثلني ككوردي متطلع للحرية وللوحدة ، وبالتالي سأكون أول من يكون في مظاهرة الدعم يوم الأحد تحت شعار الهيئة الكوردية العليا تمثلني ، وهذا يجب أن يكون لسان حال كل كوردي ، فلطالما ولازالت وحدة الصف الكوردي هو أمل كل كوردي ولطالما كان ذلك الحل الوحيد لحل كل المشاكل الكوردية القومية والوطنية ، فقوتنا في وحدتنا ، ووحدتنا صارت بالباب ، فلنفتح جميعاً الباب .
25 – 7 – 2012
Facebook : dilyar amed