موقع سما كرد للثقافة والفنون بصدد إعداد ملفّ عن آراء وانطباعات الكتّاب والكاتبات العرب عن الثقافة الكردية المكتوبة باللغة العربية، الدعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في هذا الملف ,
فالمرجوّ من كتّابنا – كاتباتنا أنْ يشاركوا فيه كي يُصار إلى نشر آرائِهم في الموقع , وللعلم : لا ملاحظات لدينا على أيّ انطباعٍ مشارك في هذا الملفّ . فمَن يريد المشاركة والكتابة حول هذا الموضوع من أشقائنا وإخواننا العرب عليه أنْ يُرسلُ بمشاركته على هذا الإيميل المُدرَج أدناه وضمن مدّة زمنية لا تتجاوز الشهر اعتبارًا من تاريخ نشر هذا الإعلان .
مع الشكر و التقدير .
عبداللطيف الحسيني
.
ملفّ سما كرد عن الثقافة الكرديّة.
15 شباط, 2011 01:19:00
ننشرُ هذه الانطباعات القيّمة لهذه الكاتبات : سوسن حميدي : المغرب و نوّارة لحرش : الجزائر وفاطمة بوهراكة : المغرب . وبعض اللوحات هديّة للملفّ من الفنّانة رؤيا رؤوف . نجدّد شكرَنا لكلّ مَنْ أرسلَ مادتَه وسوف ننشرُها بكلّ محبّة , مادام أنّ الثقافة الكرديّة تحظى باهتمام الكثير من الكتاّب – الكاتبات العرب, وهذا دليلُ الاعتراف بالآخر (الكرديّ) من قِبل مَنْ كتبَ لنا في هذا الملفّ أو مَنْ احترمَه من خلال الرسائل الشخصيّة أو مِنْ قِبل الكثيرين الذين يتابعون ملفّنا لقراءَته مشكورين.
المُعدّ : عبداللطيف الحسيني .
خاصّ سما كرد .
سوسن حميدي – المغرب .
لمجمل الثقافات عديدُ صفات مشتركة، و دروب تتقاطع على مرّ السفر عبر تاريخ انتكاساتها ونهضتها وانتشارها، ما يجعل ذوبان بعضها ببعض أحيانا وشيكا، وأحيانا حتميا حين تتداخل الجغرافيا بالتاريخ أو التاريخ بالجغرافيا بأشياء أخرى...
و أجدُ الثقافة الكردية واحدة من هذه الثقافات : عادات، تقاليد، قيما، و تراثا ضاربا بعمق الجبال المحيطة والحامية لهمّ الثقافة الكردية. إذ على مر السنين الطويلة و باجتهاد كثير من المثقفين، تم اظهار الأوجه المختلفة و المتنوعة لحياة وثقافة الكردي. و خاصة الشعراء فقد رسموا بقصائدهم بشكل أوضح نمط حياته، لغته و فنيّاته و بالطبع همومه كما أحلامه. بدقة أكثر كل ما يميّزه.
حامل حزنك
بسويداء قلبك تتهادى
بتوجس بين الأزقة
ارفع رأسك لأن هؤلاء
لا أحلامهم
ولا رغباتهم
ولا أفكارهم تشبهك - كامران القاضي.
قراءة بسيطة لهذه الأبيات من قصيدة «نسينا العشق"، تشير إلى أن لا شيء منسيّ فعلا. لا شيء منسيّ هذا ما تقوله الرقصات الفلكلورية في كل المناسبات الكردية أعراسا كانت أو احتفالات بالربيع "النوروز" حيث تتلون الدبكة بآلاتها الموسيقية و تمتزج بأزياء النساء المزركشة بالزهور والخيوط اللامعة ، و كذا العمائم ، و حزام الخصر الطويل الذي يشدّ به الرجال تاريخ الجبال بظهورهم.
و من الأبيات الشعرية إلى الأبيات الشعرية سأتوقف عند الغصات التي لا تخلو من ذكرها قصيدة لشاعر كردي ، بحث مستمر...بحث في كل الحروف زهرة عن عين تنبع من فج عن شمس، عن ذكرى طريق قرية وعر مغبر ، لا تمحوها القمم البيضاء و لا خضرة الأشجار الوارفة الحاضنة لأبناء التراب.
المصابيح المشتعلة نهارا
و النور العكر في جوف البخار
تشبه رأسي و رأس الكورد
هاأنذا أبحث ببصري على الرصيف
انه يبحث
يتمشى و في غضون دقيقة واحدة يصعد من هناك
برفقة حسناء ترتدي السواد
و تحمل حقيبة بنفسجية- شيركو بيكه س .
نوّارة لحرش – الجزائر.
الثقافة الكردية سليلة الإنسان والكون
الثقافة الكردية لا يمكن فصلها أوعزلها عن بقية ثقافات العالم الأخرى بفنونها وآدابها وأساطيرها وموروثاتها وملاحمها، فهي واحدة من الثقافات الكونية والانسانية التي تمتمد على مدى المشهد الثقافي الكوني والإنساني بكل خصوصياتها وجيناتها وبصماتها، لأن الثقافة هي الميراث الأول لكل الشعوب، وهي الإرث والتراث والماضي والحاضر والمستقبل، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلغي ثقافة شعب بأكمله وتجاوزها وتجاهلها، لأنها تعد بالأساس محصلة تاريخية وحصيلة تراكمات تاريخية وانسانية بكل حساسياتها ومرجعياتها وجمالياتها، والثقافة الكردية قدمت الكثير فاستحقت التقدير والاعجاب، والأدب الكردي يعد من الآداب العالمية ذات الإبداعية المائزة، فقد قدمه كتابه بأحسن صورة وأجود تعبير وأرقى فن وبعاطفة جمالية تليق عادة بالآداب العظيمة في كل مكان، وبهذا يمكن القول أن الثقافة الكردية سليلة الإنسان والكون والكونية، لأنها ثقافة منذ البدء وهي تلامس الهموم والأحلام وتناصر الشعوب والحياة، وتحتفي بالإنسان ومشروعاته ومسيرته أينما كان وحيثما يكون.
فاطمة بوهراكة - المغرب .
مما لا شك فيه أن الحضارة الكردية حضارة ضاربة في الجذور والعراقة وقد أثرت لنا الحضارة العالمية الإنسانية بشكل أو بآخر من خلال سيرورة التاريخ القديم إلى الحديث وهذه الحضارة تشكلت بفضل ثقافة أصيلة حافظت على معالمها الرئيسية رغم بعض الحصار الذي وضع عليها من جهة أو أخرى , غير أنّا على الرغم من ذلك نرى تشبت الاخوة الكرد بحروفهم الكردية التي تشكل دعامة قوية لاستمرار هذه الثقافة من الضياع أو النسيان .
وما يمكنني القول عن هذه الثقافة التي قرأت بعضها معربا من خلال الترجمة أن لديها منحى رومانسيا جميلا في جانبه المضموني للسرد أو الشعر وكأن الشاعر الكردي لازال يناشد الزمن الجميل الذي ضاع منا وسط هذه العولمة اللعينة التي خطفت منا أشياء حميمية كثيرة .
ولعل هذا الأمر مشترك بينه وبين التراث الأمازيغي المهم الذي نتوفر عليه هنا بالمغرب الذي انفتح بحرف التيفيناغ ( اللغة الامازيغية ) إلى عوالم كثيرة بين الصحف الورقية و الاذاعات الأمازيغية وصولا بقنوات فضائية خاصة أيضا كنوع من المحافظة على هذه الثقافة أيضا والتي يجع تاريخها لأزيد من 2961 سنة .
الثقافة الكردية أيضا رافد من الروافد الثقافية الكونية التي يجب المحافظة عليها ضمن منظومة العولمة التي تكاد تقضي على كل ماهو خاص وشخصي حضاري أو ثقافي للفرد الذي يعيش ضمن رقعة جغرافية معينة.
وفي الأخير أرجو من المبدعين الأكراد أن يكثفوا جهود ترجمتهم للثقافة الكردية باتجاه اللغات الأخرى حتى يصل المبدع الكردي إلى المكانة التي يستحقها من بين أقرانه عبر العالم .
بعض اللوحات - الفنّانة رؤيا رؤوف
لا يجوزُ نشر هذه المادّة إلا بالإشارة إلى المصدر (سما كرد للثقافة والفنون )
18 كانون الثاني, 2011 04:00:00