Share |

حوار مع الشاعرة الكوردية السورية أفين شكاكي

(علينا أن نترجم حلمنا الى حقيقة فأنا لا أريد أن أملأ رفوف ذاكرتي بالاحلام )
الشاعرة الكوردية السورية أفين شكاكي
الشاعرة الكوردية السورية أفين شكاكي

 

اجرى الحوار : هوزان أمين-قيل الكثير عنها ، وانهمرت عليها امطار من المدائح وعلى ديوانها الاول " قوافل المطر" وتناول قصائدها العديد من النقاد والباحثين الكورد والعرب ، انها الشاعرة الكوردية السورية أفين شكاكي، من مدينة ديرك والوديعة الحالمة المتطلعة الى احتضان الشمال الكبير والجنوب الحر ،

الواقعة في المثلث الحدودي بين اجزاء كوردستان الثلاث ، نهلت من مياه دجلة قوة قصائدها ، واستنشقت من نسمات جبل جودي عبق والق كلماتها ، ومن مدينتها حب الابداع ، انهت دراستها الثانوية في مدينتها ، ثم أكملت دراستها في معهد إعداد المدرسين صدر لها ديوان باللغة العربية بعنوان " قوافل المطر" واحدث لفتة في عالم الشعر ، وقد ترجم الديوان االى اللغة الكوردية والتركية و الانكليزية .

صدر لها مؤخراً في شمال كوردستان  (انطلوجيا الشعر الكوردي الحديث ) والتي ضم بين طياته حياة وقصائد 70 شاعرة كوردية من مختلف ارجاء كوردستان وتعتبر هذه مساهمة منها في اغناء المكتبة الكوردية وتوثيقاً للاقلام النسائية وابداعاتهم، لها اسهامات واضحة ونشطة في مجال حقوق المرأة ، مشاركة في اغلب المحافل الثقافية ،  وكان آخر مشاركة لها في مهرجان الشعر القومي الكوردي في اربيل ، التقيناها في دهوك واجرينا معها الحوار التالي .

-          افين شكاكي اهلاً بك  ، بماذا تريدين ان نفتتح لقاءنا هذا ؟

بالحلم الذي يرواد كل انسان، بالوقوف أمام قامة القصيدة التي تحمل عني أعباء الحياة، وبالحروف التي تسكن مفاصل روحي، وتلامس مشاعري،  بالكلمة التي تعبر القلوب وتحمل بين طياتها حبي وعشقي للحياة والشعر بالموسيقا التي تستمع اليها القصيدة، بالفراشات التي ترافق الازهار إالى أروقة الحب حين أقول في قصيدة لي :

مكتظة أنا بك

على حافة صرخة أقف

في الجوار

 ثمة فراشات

 ترافق الأزهار

 في أروقة

 محاذية للحب

صوت يتسلق غيابي

 يتلمس شفاه نافذتي

 ويدخل

 حنين

 يتهادى على الأرصفة

 ينزع عني

ثوب الحلم

-          حسنناسنتناولقصتكمعالشعركونالقصيدة والشعر ، هما عالمك وحلمك الابدي ، ما قصتك مع المطر ، والقوافل ، والرحيل ، والحبق ، حبذا لو تومضي لنا بعضاً من ما سيعلنه قلبك من هطول للمطر؟

-          هو حقا هكذاأحس دائما ان قلبي في حالة هطول دائم، وفي حالة حب دائم للحياة، أعشق المطر بقدر ما يعشق المطر الأرض والحياة ، أحب متابعة هطوله وهمسه لزجاج نافذة غرفتي المطعمة بالتراتيل، أما الرحيل فهو الشي الذي يزيدني ألماً، أكره الرحيل بكل معانيه ومصطلحاته وكل أشكاله وزهرة الحبق التي اعشقها تلك الزهرة الحالمة والحساسة  أن ما يميز هذه الزهرة عن غيرها أنك لو مررت بها دون أن تلامسها وتحس بوجودها لن تمنحك عطرها ورائحتها بقدر ما تحس بها تمنحك الرائحة  لهذا أعشقها وتكون حاضرة في قصائدي.

 

-          هل بوسعك ان تعلني للقراء انك ما زلت تحلمين بغد افضل للقصيدة والشعر ، وهل مستقبلها واعد على الاقل بالنسبة لك ؟

 

-          نعم وبلا شك مازلت أحلم والحلم هو الشي الوحيد الذي يجعلنا نستمر بالحياة ، علينا أن نترجم حلمنا الى حقيقة فأنا لا أريد أن أملأ رفوف ذاكرتي بالاحلام  دون السعي لتحقيقها  بالنسبة لي الغد دائما أفضل من اليوم واليوم أفضل من البارحة  وهكذا أراه للقصيدة أيضا، فبقدر ما تمنح القصيدة  أنفاسك وروحك واحساسك  وحبك وهواجسك بصدق وموضوعية الشعر أيضاً يمنحك ألقه وسحره وجماله وروحه التي تحملك الى عوالم غير التي نعيشها ففيها من الأمل الشي الكثير ومن الحب ما يجعلك أن تتمسك وتعشق الحياة بعيون وقلوب أخرى.  

 

-          هل تلمست ذلك في مهرجان الشعر القومي الكوردي الذي نظم مؤخراً في هه ولير، والشعر الكوردي بصحة وعافية ، حيث حظي هذا المهرجان بنسبة حضور عدد كبير من الشعراء الكورد من مختلف الارجاء ، هل انت متفائلة بآداء الشعراء الكورد وابداعاتهم ، ام نحن متأخرين في ذلك ايضاً ، مثلما نحن متأخيرين في العديد من الامور ؟

 

-           بالنسبة لمهرجان الشعر القومي فقد حضر الشعر بقوة كانت هناك أسماء لامعة وكبيرة حضرت وأغنت المهرجان بقصائد رائعة مثل الدكتور بدرخان السندي ، شيركو بيكه س ، بركن به ره ، ناهد حسيني ، بهار حسيني ، جنار نامق ، كزال ابراهيم ، ديا جوان ، محسن قوجان ، بشير مزوري ، سلام بالاي ، دايكا داليا ، دلشا يوسف ، جنور نامق ، آويزان نوري ، هزرفان  وآخرون لا تسعفني الذاكرة  لذكر كل الاسماء ولكن أعتقد انه كان هناك ضعف بأداء بعض القصائد فآداء القصيدة  باحساس مرهف وبحرفية هي نصف القصيدة علينا أن نكون حريصين على أداء القصيدة ، علينا أن ندرك متى يكون  التوقف عند أي كلمة ما أو أي جملة ما ومتى تكون المتابعة والاستفهام والتعجب وكل هذه الامور علينا أن نعلم لأي موسيقى تستمع القصيدة ونعذف على هذا الوتر عموماً ربما نكون متأخرين في بعض الامور ولكن باعتقادي اننا لسنا متأخرين في الشعر .

 

-          المهرجان لم يلاقي استحسان الضيوف المشاركين ولا حتى المشاهدين من بعيد ، حسب ما لاحظنا وسمعنا من وراء الكواليس ، اين كانت نقاط الضعف والخلل ، لتلافي تكرارها في المهرجانات القادمة ؟

 

-          دائما في هكذا مهرجانات تكون هناك ملاحظات و تحفظات وعتاب من  المدعويين وحتى الذين لم يتم دعوتهم أو يكون هناك تقصير وتهميش لبعض المدعوين واقصائهم في برنامج المهرجان   فمثلا حضر شعراء ولم تكن لهم أسماء في برنامج المهرجان وقطعوا مسافات طويلة لكي يلقوا الشعر وبالمقابل كان هناك اسماء وموجودين في المهرجان ولم يلقوا ولم يحضروا حتى فقرة برنامجهم هذا بالنسبة لأمسيات الشهر بالنسبة للمحاضرات ايضا .ناهيك عن عدم تقيد بعض الشعراء للوقت المخصص لهم في الفقرات المخصصة لهم على حساب آخرين من زملائهم الشعراء .

 

-          لنأتي الى موضوع كتابك الاخير الذي صدر في مدينة دياربكر ، كيف خطرت الفكرة على بالك ، ومتى بدأت بالجمع والتوثيق الى ان تكلل بالطبع والصدور ، حدثينا عن هذا الامر لو سمحت ؟

 

-          بالنسبة لكتابي الأخير/fîxana pênûsên nazik// أنشودة الأقلام الناعمة/ انطولوجيا الشعر الكوردي الحديث الخاص بالشاعرات في أجزاء كوردستان الأربعة هو توثيق وارشفة حياة الشاعرات الكورد اللواتي يكتبن الشعر الكوردي الحديث ، وبعض قصائدهم وأعمالهم الادبية ونشاطاتهم  ، لكي يتعرف كل قارىء في كل جزء من أجزاء كوردستان على الشاعرات الموجودات في الاجزاء الاخرى ويتعرف على اسلوبهم في الكتابة ومفرداتهم ومصطلحاتهم واحساسهم وهمومهم التي يطرحونها من خلال نتاجهم الشعري ومن هنا بدأت فكرة أن أقوم بإعداد انطولوجيا كوننا لا نعرف شي عن شاعراتنا في شرق كوردستان  وحتى بعض اجزائها الاخرى ربما تكون لدينا فكرة عن بعضهم ولكننا لا نعرف اغلبهم الكتاب يقع في 525 صفحة ومقسم الى اربعة اجزاء وهي الجهات الاربع للقصيدة وهي /bakurê helbestê –başurê helbestê- rojavayê helbestê – rohelatê helbestê/ وفيمقدمةالكتابهناكبحثفيتاريخالشعرالكورديبشكلعام ابتداء من الشاعر بورا بوزا وحتى اليوم  ومراحلهوروادهو بعدها كتب للكتاب الشاعر بركن به ره مقدمة تحدث فيها عن أهمية الكتاب ثم يبدأ كل مدخل من مداخل الكتاب الاربعة ببحث عن تاريخ الشعر الكوردي الحديث ورواده في الاجزاء الاربعة ثم قراءة في قصائد الشاعرات . وقد استغرق الجمع والتوثيق أكثر من سنة ونصف وقد أشرف على  طباعة الكتاب مشكورا الاخ محمد روناهي /مطبعة روناهي/في دياربكر

 

-          هل تعتقدين ان للمرأة شعر خاص بها ، ام الشعر يبقى شعراً سواء كان للمرأة او للرجل او الشاب ، اي السؤال الذي يطرح نفسه ، هل للشعر جنس ام يبقى شعراً وقصيدة يكتبها المذكر والمؤنث؟

 

-          أعتقد أن الابداع ان كان شعرا أو أي جنس من أجناس الأدب هو ابداع إن كتب بأقلام نسوية أو كتب بقلم رجل يبقى الاحساس هو المختلف لكل انسان خصوصيته واسلوبه واحساسه في التعبير والكتابة والمرأة كونها أمرأة لها خصوصية تختلف عن الرجل ولكن هذا لا يعني أن نصنف الشعر أو الادب بشكل عام بين ما هو ادب نسوي تكتبه المرأة وما بين ماهو  أدب رجولي يكتبه الرجل فالابداع هو ابن ذاته رجلا كان أم أمرأة.نعم يبقى الشعر هو الشعر دون النظر الى من كتبه.

 

-          قدمت محاضرة من على قاعة اتحاد الادباء الكورد في دهوك ، واستشهدت بامثال للشاعرات الكورديات وابداعاتهم ، حبذا لو تشرحي لنا باختصار مغزي محاضرتك ، والغاية من ورائها ؟

 

-          هذا صحيح فقد ألقيت في اتحاد أدباء دهوك محاضرة بعنوان / المرأة والشعر/ تطرقت فيها الى الخصوصية لدى المرأة الشاعرة ومشاعرها واحساسها كونها أمرأة في كتابة الشعر انطلاقا من تجربة الولادة لديها حين تصبح أما ومشاعر الخوف والقلق على أولادها وحتى مشاعرها تجاه من تحب وقد أشرت الى المواضيع التي تطرحها المرأة الشاعرة في قصائدها بشواهد من قصائد لأكثر من شاعرة في اجزاء كوردستان الاربعة .

 

-          في الختام نود ان تعددي لنا اصداراتك ونتاجاتك الادبية ، ومشاريعك المستقبلية ؟

 

-          صدر لي في عام 2005 ديوان شعر باللغة العربية بعنوان قوافل المطر دار الزمان دمشق

-          أعيد طباعة الديوان للمرة الثانية عام 2006 من قبل مؤسسة سما للثقافة والفن – دبي الامارات

-           أنشودة الأقلام الناعمة أنطولوجيا الشعر الكوردي الحديث شاعرات كوردستان باجزائه الاربعة

وهناك ديوان جاهز للطبع باللغة العربية بعنوان / قاب صمت أو أكثر

وباللغة الكوردية ديوان /عيناك تثير شهية الجداول/ ترجمة الدكتور عارف حيتو

وديوان رابع سوف يطبع قريبا ان شاء الله بعنوان /lehiya sozên ji mijê/

 

-          مع الشكر الجزيل والمزيد من التقدم والازدهار في ظل ثورة تقترب يوم بعد آخر من الحرية ؟

الشكر الجزيل لك أخي هوزان وللقائمين على جريدة التآخي لكم جميعا كل الشكر والتوفيق والألق.

 

 جريدة التآخي - العدد والتاريخ: 6349 ، 2012-06-24