رحل الفنان الكردي ابن مدينة عامودا عن هذه الدنيا عن عمر ناهز 66 عاماً صباح الجمعة 14-تموز-2023 إثر نوبة قلبية مفاجئة في محله في مركز مدينة عامودا و في مراسيم و حضور متواضع دفن جثمان الفنان داوود عدواني في مقبرة عامودا .
ونحن بدورنا في مؤسسة سما للثقافة والفنون نقدم تعازينا الحارة الى ذوي المرحوم والى ابناء عامودا والشعب الكردي لان فقدان شخصية فنية هي خسارة للفن والتراث الكردي . هذا الفن الذي طالما خدمها الراحل عبر عقود من الزمن خلال مسيرته الفنية وترك خلفه ارثاً فنيا كبيراً يقدر بعشرات الكاسيتات الغنائية والمئات من أغاني الاعراس والعشرات من الاغاني السماعية والعاطفية ، ونؤكد على ان ميراث المرحوم الفني سيبقى خالداً في اذهاننا وسيتذكره الشعب الكردي الى الابد.
تغمده الله بواسع رحمته وجعل مثواه الجنة
وانا لله وانا اليه لراجعون
مؤسسة سما للثقافة والفنون – هه ولير
-------------
وننشر هنا مقاله تتناول جزء من حياة الراحل كان قد نشر سابقاً
داوود عدواني الفنان الكردي الذي يلفه الصمت واللامبالاة من قبل المجتمع الفني والسياسي الكردي.
الفنان الكردي القدير داوود عدواني الذي ينحدر من عائلة كردية عريقة هاجرت آبائه اثناء الحرب العالمية الأولى من قرية داري( Darê ) الذي لم يكن هناك حينذاك ما تسمى اليوم- سرخت وبنخت - الى قرية كليجة( Gulîca) ومنها إلى مدينة عامودا ومن ثم إلى أرياف منطقة سري كانيه ومن هنالك إتخذت العائلة لقب( العدواني ) أما بالأساس فهم من الكرد الأصلاح وبالأخير تسكن هذه العائلة الكردية في مدينة عامودا الذي تبعد مسافة ٢كم فقط من قرية داري(Darê) الكردية الأثرية التي تقع اليوم داخل باكوري كردستان والتي تسمى باللهجة الكردية المحلية باسم(Serxet) . ولد هذا الفنان الكردي الكبير في مدينة عامودا عام 1957 وعاش وترعرع فيها يتيما حيث توفي والده رحمه الله وهو مازال كان طفلا صغيرا وعندما بلغ في السابعة من العمر بدأ يظهر عليه هوايته وحبه وعشقه بالموسيقى الكردية ، ولما كبر الطفل داوود عدواني استطاع مع إخوانه ان يكون لأنفسهم مدرسة غنائية خاصة بهم في الفن الغنائي الكردي فاخوه الكبير عبد الرحمن كان يكتب له في البداية كلمات أغانيه اما شقيقه الثاني خضر هو أكبر منه ايضا فكان يساعده في التلحين ، وأكمل الفنان الكبير داوود عدو اني الذي كما أسلفنا آنفا من أصول كردية من قرية داري لأكثر من ثلاثين عاما وتوقف عن الغناء بعد ذلك وبالتحديد في عام 2003 وذلك بسبب المشاكل الصحية الذي حدث معه في حلقه ( الحبال الصوتية ) حيث كان بحاجة آنذاك الى عملية جراحية له في الحلق الا إن ظروفه المادية والإقتصادية حال دون إجراء ذلك العملية الضرورية حتى يتمكن للعودة إلى الغناء مرة أخرى الأمر الذي ادى به في نهاية المطاف الى ترك الغناء رغما عنه وهو بجلس اليوم في محله المتواضع لبيع الآلات الموسيقية في مدينة عامودا ومثله مثل أسلافه من الفنانين الكرد الكبار الذين أعطوا كثيرا من حياتهم في التاريخ الغناء الكردي دون مقابل وحياته ومسيرته الفنية يلفه الصمت واللامبالاة من قبل المجتمع السياسي والاقتصادي والفني الكردي ...سئل الفنان الكردي الكبير آرام تيكران هل تحب ان تكون كرديا ام ارمنيا؟ فأجاب قائلا : احب ان أكون ارمينيا أثناء فترة الحياة ولكن احب ان اكون كرديا بعد الممات.
من صفحة الإستاذ بشروج جوهري