صدر حديثا العدد الجديد ( 33) من مجلة سردم العربي، التي تصدر عن دار سردم للطباعة و النشر في السليمانية، و هي مجلة فصلية ثقافية عامة تُعنى بالتواصل الثقافي الكردي- العربي.
تضمن هذا العدد الجديد، بحلته الجديدة ( من ناحية المواضيع و الكتاب و التصميم الفني و الطباعي) دراسات تاريخية و أدبية و نقدية، ، و متابعات قرائية للإصدرات الجديدة، بالإضافة إلى ملف خاص بالشاعر المبدع شيركو بيكس.الذي شهدت كتاباته في الأعوام الأخيرة، ازدهاراً وانتشاراً واسعاً، تخطّت – وبقوة – الحدود القومية.
ولعلّ صدور دواوين هذا الشاعر في لبنان وسوريا ومصر وألمانيا والسويد، دليل على أنه ليس شاعراً للكرد فقط، بل شاعراً للإنسانية جمعاء، لما لهذه الكتابات الشعرية من استبدال لعناصر الظلم والقهر والاستعباد، بعناصر الحرية والعدالة والمساواة، من خلال صوت شعري متفرد ورافض ومتمرد منذ الستينيات من القرن الماضي وحتى تاريخه.
فالشاعر، ومنذ مجموعته الشعرية المعروفة ب "مضيق الفراشات"، في عام 1992، وهو يؤسس في كل مجموعة جديدة لأنموذج شعري شديد الخصوصية.
شارك في هذا الملف نخبة من النقاد الكرد والعراقيين والعرب، أمثال الناقد العراقي المعروف محمد صابر عبيد (قصيدة الومضة في التشكيل الشعري الحكائي)، الكاتب العراقي حسب الله يحيى (انبهارات: بشاعرية شيركو بيكس)، الناقد الفلسطيني يوسف يوسف (تراجيديا الشاعر والشعر السردي)، الكاتبة والناقدة الأردنية سناء الشعلان (الرؤية والتشكيل عبر الومضة الشعرية في قصائد سبعون نافذة منجولة لشيركو بيكس)، الكاتب والشاعر محمد ثامر يوسف (المكان الشعري وصورته)، الناقد الأردني سمير أحمد الشريف (ملامح الطبيعة في شعر بيكس)، الشاعر والناقد شاكر مجيد سيفو (تشعير البنيات السردية في شعر بيكس)، الشاعر والناقد هشام القيسي (كتاب الأيام والشجر في توحد الشاعر)، الشاعرة والمترجمة دلشا يوسف (مطر الشعر من الجنوب)، الكاتب حنون مجيد ( ملحمة كرسي عتيق)، الشاعر فتح الله حسيني (ملك الكلمات)، الناقد زهير الجبوري (البنية الدرامية في الكرسي)، دانا أحمد مصطفى ( نصنصة التاريخ و أرخنة النص)، و لقمان محمود (بيكس تجربة أساسية للشعرية الكردية).
جاء المحور الأول تحت عنوان ( دراسات تاريخية)، و أولى هذه الدراسات ( ذكر الكرد في تاريخ ابن خلدون) للكاتب هوشيار بكر عزيز، و فيها يشير الكاتب إلى ان اللغويين والمعجمين قد دونوا لفظة الكرد في معاجمهم بمفاهيم شتى، حيث جاء في الصفحة (35) من المحيط في اللغة: "الكرد جيل من الناس"، وفي المعجم الوسيط: "الكرد شعب يسكن في هضبة فسيحة في آسيا الوسطى، وبلادهم موزعة بين تركيا وايران والعراق وغيرها".
و كذلك دون ابن خلدون معلومات قيمة عن الدول والامارات الكردية وبعض قبائلها واعلامها، وغلبت على مروياته العديد من العناوين الصريحة المتعلقة بالدولة الحسنويهية في الدينور وهمدان ونهاوند والصامغان وشهرزور وبعض نواحي اذربيجان والدولة الايوبية في مصر والشام واليمن والمغرب ودولة بني مروان في الجزيرة وديار بكر – آمد، وكذلك الامارة الدوستكية وغيرها مع التعريف بروايات مميزة عن اعتداءات الترك والفرس والعرب على القرى والمدن الكردية وكيفية سلبهم ونهبهم لهما، بحيث يعطينا صورة حقيقية لبلاد الكرد.
كما نقرأ ( زرادشت من المنظور الكردي) للدكتور فرج وهاب زنكنة، (رسالة في الكشف عن حقيقة نوروز) للشاعر والمترجم جلال زنكابادي، (شهادات واشارات حول كردستانية خانقين) للكاتب ابراهيم باجلان، و(في هوية كردستانية خانقين) للكاتبة أمل باجلان.
كما يكتب رئيس التحرير دانا أحمد مصطفى بحثاً هاماً عن الكرد من خلال معطيات أدبية وفكرية وتاريخية، معززاً بحثه هذا بأدلة من أمهات الكتب الكردية والعربية والفارسية والتركية، بأسلوب أكاديمي وعلمي.
في محور دراسات وبحوث، نقرأ (مشكلات الدستور العراقي: جذوره كتابته، تفسيره، تعديلاته) للكاتب حكيم نديم الداوودي، (أسباب الاحتضان الروسي للنظام السوري) للكاتب خورشيد شوزي، (الكرد وحق تقرير المصير) للدكتور كاميران حاج عبدو.
أما محور الحوار، فقد ضم هذا العدد حواراً طويلاً مع الشاعر الكردي شيركو بيكس، أجرى هذا الحوار لقمان محمود.
في محور الوثائق، يكتب محمود أحمد عن أهمية مخطوطات العلماء الكرد.
أما محور الإبداع، فنقرأ فيه: (لا تعيقوا مسار التاريخ.. دعوا القيم تتجدد) للشاعر سواره قلادزيي، (تنبؤ) للقاصة شيرين. ك، وهي شاعرة وقاصة ومترجمة كردية، أصدرت حتى الآن وباللغة الكردية قبل أن يحل الظلام، حكايا الثلج، حافات الحلم، لن يأتي هذا المساء، وفصول وحروف.
في المحور الأخير، و الخاص بالمحطات الثقافية الهامة على الصعيدين الكردي والعربي، نقرأ فيه عرضاً مقتضباً للكاتب والصحفي جمال برواري، حول رواية (خه جا به رليني) للروائي الكردي حسن ابراهيم، كما نقرأ للمحرر لقمان محمود كلمة وداع في رحيل رائد من رواد الرواية الكردية.
نقرأ أيضاً (تشظيات الواقع الكردي في روايات سليم بركات) للدكتور عادل كرمياني، (الشاعر الكردية السورية دلشا يوسف ويقظة المكان في الزمن الأليم) للناقد هشام القيسي، (أحمد أمين، المقالي الحكيم) للدكتور فائق مصطفى.
جدير بالذكر أن مجلة "سردم العربي" تحمل بصمة نخبة من المبدعين، و يأتي في المقدمة شيركو بيكس ( رئيس مجلس الإدارة و المدير المسؤول)، دانا أحمد مصطفى ( رئيس التحرير)، لقمان محمود ( المحرر)، آرام علي ( تصميم الغلاف)، أوميد محمد ( المصمم المنفذ) و فرهاد رفيق ( المشرف على الطباعة).
lukmanmahmud@yahoo.de