Share |

طه خليل لأبنته الشهيدة” “Halebça حلبجة

فوق طعنات الدم..!

اجلسي يا ابنتي كي أحدثك قليلا عنك.!

اجلسي ـ حلبجتي الصغيرة ـ لا تخافي..

اجلسي بالقرب مني.. لا تخافي.!

فانا قد نجوت من مكائد النهار ودسائس الموتى..

سوف أحرث لك الكلام كله.. وأتلو عليك النهب صلاة.!

منذ السفينة الراسية على صباحنا..كان الحزن فينا يجرف الشمال..!

منذ الجهات المنحنية.. كانت الأصابع تمتد صوبك مدافع..!

ويكتشف الطغاة خوفهم من شمال..!

يا ابنتي.!

لم يك أبونا سوى طاووس.. يداري ألوانه نسيجا لملهاة..!

رجالك خلفوا ثغورهم، ثم بنوا الينابيع..

لم يبق في الجبل سوى أحصنة تخونها القوائم.. وبعض ارتطام يذوي في ارتطام.!

***

يا حلبجتي الصغيرة.!

لا تنامي .. لا تنامي..! ولا ترفعي الأرض من رجليك.!

للأرض طعم الحناء.. وفيك وخز عروس.!

وديان روحك أينعت بالرعاة والماعز..

وراع نظر في الثلج حتى هبطت رفوف الحجل تنقر تيهها..

راع من أجنحة..ونار.. فكان الأولون..!

وكان جلجامش يتعرى في ظلك.!

إييييييييييه يا جلجامش.! لمن أعطيت أسهم مدينتنا..؟

***

صعب وجهك ـ بعد اليوم ـ وصعب خوفك..

حجلك.. جبلك.. شعبك.. نشيدك.. كل سهل فيك صعب ـ بعد اليوم ـ..!

ويا حلبجة..

الصعبة.. العصية الشوكة في كعب..

والله ما صنع فاشي قنبلة، إلا وكانت لنا حصة من القتلى.!

والآن..!

الآن يا صغيرتي سأموت قليلا .. ثم أعود

أموت لأسأل الشهداء عن وصاياهم..

وأنت..!

انت يا حلبجتي نامي..!

ناااامي فشوارعك خاوية، وقطعان الكيمياء تستميل الملهاة..

نااااامي

نااااااااااااااااااااااام ي..!

ضعي أشياءك حيث القتلى..

ضعي راسك على صدر زيوه ونامي..

فلا نامت عيون الطغاة