عامودةَ الشعراءِ والعشاقِ .. بيني وبينَكِ جمرةُ الأشواقِ
بيني وبينَكِ ذكرياتٌ حلوةٌ .. هيَ لم تزلْ في القلبِ والأحداق
كمْ في ربوعِكِ من قصائدَ صغتُها .. وتركتُها في ذمَّةِ الأوراقِ
في غربتي أشتاقُ وجهكِ طالعاً .. كالنورِ.. كالأمطارِ من أعماقي
أنا أينما وجَّهتُ وجْهي راحلاً .. كنتِ الحبيبةَ.. كنتِ كلَّ رفاقي
ما زلتِ في قلبي حكايةَ عاشقٍ.. لا يرتوي من نبعكِ الدفَّاقِ
جودي عليَّ بنظرةٍ بعدَ النوى .. إنّي أجودُ بكلِّ عمري الباقي
عشرونَ عاماً والحياةُ مريرةٌ.. فمتى اللقاءُ على كؤوسِ السَّاقي ؟
ظهري تحدَّبَ والعيونُ كليلةٌ.. وحياتيَ الدنيا بغيرِ مذاقِ
الكونُ.. كلُّ الكونِ خاوٍ عرشُهُ .. لاقيتُ كلَّ عذابهِ وألاقي
الحبُّ فيما بينَنا لم ينتهِ.. مهما طغَى وبغَى ملوكُ فراقِ
يا أيُّها الشَّوقُ المؤجَّجُ في دمي.. رفقاً بهِ وبنبضِهِ الخفَّاقِ
يا أيُّها الغدُ هلْ لديكَ بشارةٌ.. فالصدرُ ضاقَ بقهرِهِ المُهراقِ
مالي أرى الأيَّامَ تُطعمُني الصّدى .. لا صوتَ يصدمُ آخرَ الآفاقِ
أينَ السَّنا.. بل أينَ مشْكاتي التي.. كانتْ تؤرِّخُ عالمَ الإشراقِ
الأرضُ لا تكفي لقلبي بلْسماً.. هيَ وحْدَها عامودةٌ ترياقي
هيَ وحدَها جنّاتُ عدنٍ كلها.. هيَ ملتقى القبلاتِ بالأعناقِ
إن القصيدةَ في رباها طائرٌ.. يلهو وينقرُ سلسبيلَ سواقِ
لا بدَّ أنْ أحيا فقطْ لأضمَّها.. ضمَّ الحبيبِ أصيلةَ الأعراقِ
عامودةٌ فوقَ الخيالِ وظلِّهِ.. من ذاقَها هوَ سيِّدُ الأذواقِ
هيَ نجمةٌ لا نرتوي من ضوئِها.. مهما تمادَتْ عصبةُ "الوقواقِ"
هيَ غيمةٌ والأرضُ ملءُ يمينِها.. هيَ ثورةُ الدنيا على السُّراقِ