هوزان أمين- التآخي
بعد 3 سنوات من اختصار الاحتفالات بعيد " الاربعاء الاحمر" على اشعال الشموع والقناديل والدعاء وطلب الخير والامان حزناً على ما حل بالايزيدين الكورد من ويلات تعرضوا لها في منطقة جبل شنكال (سنجار) منذ العام 2014 وبعد القتل والتهجير الذي حل بهم على يد تنظيم داعش الارهابي و حالت دون احتفال الإيزيديين برأس السنة الإيزيدية في الاعوام السابقة وبناء على قرار المجلس الروحاني الايزيدي في العراق عادت الاحتفالات وعمت البهجة بين الايزيديون في كوردستان العراق ورزآفا ومناطق تواجد الايزيدين في كوردستان والعالم في هذه المناسبة وعودة مناسك هذا العيد الذي يعتبر رأس السنة يوم يعم فيه الخير والبركة بين الناس ويعتبر هذا العيد الأكبر لدى الايزيديين الاكراد وباللباس الأبيض وشعلات النار المضيئة وتراتيل دينية بأصوات رجال الدين بدأت الاحتفالت في معبد لالش بمنطقة شيخان في محافظة دهوك .
وخرج الايزيديون هذا العام باعداد كبيرة ومن جميع الاعمار شباب بنات صغار كبار الى البراري والطبيعة الخلابة وجمعون الورود الحمراء زهرة نيسان، كما ان هناك طقوس خاصة بهذه المناسبة في معبد لالش حيث يقوم السادن باشعال 365 شعلة بعدد ايام السنة ، ومغزاها ليكون ايام السنة القادمة مضيئة مليئة بالخير والبركة والسلام لجميع العالم حيث ان للنار اهمية ومغزى كبير في الديانة الايزيدية وهو مقدس جداً بالنسبة لهم وقاموا بتهنئة بعضهم البعض وقاموا بزيارة بابا شيخ الايزيدين وكذلك زيارة المير تحسين بك أمير الايزيديين في العالم بعد ان غاب سنوات للمعالجة في المانيا وقدم قبل فترة الى اقليم كوردستان وعمت البهجة والسرور داعين الله الى فك اسر جميع الايزيديين الباقين بيد داعش وعودة الخير والطأنينة الى منطقتهم شنكال وعودتهم الى ديارهم.
كما احتفل الايزيديون الاكراد في مناطق روزآفا كوردستان بهذا اليوم وتبادلوا الزيارات واقاموا الاحتفالات بين اجواء الربيع والطبيعة في كل من مناطق عامودا وتربسبية وعفرين.
أهمية عيد الاربعاء الاحمر ودلالاته .
كلمة نيسان لدى الأيزيديين تنقسم إلى كلمتين "ني" أي الجديد، و"سان" أي الولادة. ويصادف عيد رأس السنة الايزيدية في أول اربعاء وفق التقويم الشرقي ويصادف ما بين 15 الى 20 من شهر نيسان حسب التقويم الغربي ، فهذا العيد حسب فلسفة الديانة الايزيدية هو عيد التكوين ولها اسامي اخرى مثل عيد طاؤوس ملك وعيد الاربعاء الاحمر وايضاً عيد رأس السنة ، وان لهذا العيد جذور تاريخية يحتفل بها الاقوام القديمة في ميزوبوتاميا مثل السومريون وكان يسمى عندهم ( زاك موك ) اي الولادة الجديدة وايضاً لدى البابليين كان يسمى آكيتو ويحتفل بها الاشوريين الى اليوم في 1 نيسان وفلسفة هذا العيد لدى جميع الاقوام هي بداية السنة الجديدة.
والطقوس الدينية المصاحبة لهذا العيد تبدأ المراسيم من صبيحة يوم الثلاثاء الى مساء يوم الاربعاء، حيث تقوم النسوة الايزيديات بزيارة المقابر، وطهي اطعمة خاصة بهذه المناسبة وخاصة الكوليجة حيث يقوم كل بيت ايزيدي باعداد هذه الحلوى ويتم توزيعها على الاهل والجيران لتقوية الالفة والمحبة فيما بينهم، وفي اليوم الثاني اي الاربعاء يتم ممارسة طقوس إجتماعية وإحتفالات وذبح القرابين وتوزيع الطعام على العوائل الفقيرة، وكذلك يتم تزيين أبواب المنازل بزهور شقائق النعمان (زهرة نيسان) التي تتفتح في هذا الشهر وتوزيع أرغفة الخبز والحلويات.
كما يتم سلق البيض وتلوينه بألوان الطبيعة الجميلة كدلالة رمزية في هذا العيد حيث يقوم جميع الأسر بتقديم البيض المسلوق للضيوف كتعبير على تجدد الحياة، ويتم رش قشور البيض على الأراضي الزراعية لجلب البركة إلى مواسمهم، وفي صبيحة العيد يقومون بغسل وجوههم بقطرات الندى علامة على التطهر، ثم يقومون بزيارة بعضهم البعض وزيارة موتاهم، وبعد الظهر يقوم الفلاحين بالذهاب الى اراضيهم وينشرون قشور البيض على اراضيهم لجلب الخير والبركة، حيث ان في هذا اليوم وحسب اعتقادهم ينزل طاؤوس الملك (رئيس الملائكة) الى الارض ويزداد الخير، ويدعون الله بان يزيد رزقهم، كما يمتنعون عن حلب الابقار والاغنام لاشباع العجول والحملان.
ومن الجدير بالذكر وبحسب الميثولوجيا الإيزيدية فإن "الله خلق الكون والكواكب في هذا الشهر، وانتهى منها يوم الأربعاء، وخلق الطبيعة وما فيها من أرواح تسكنها أيضاً في هذا الشهر المقدس بالنسبة لهم، لهذا تقام مراسيم وطقوس دينية في معبد لالش وعموم مناطق التواجد الإيزيدي،التي تقدر اعداد الايزيدين بحسب مصادر غير رسمية، إلى أكثر من مليون نسمة موزعين على إقليم كوردستان ومحافظة نينوى وشمال كوردستان (تركيا) وروزآفا كوردستان(سوريا) كما يتواجدون كذلك في دول مثل روسيا و أذربيجان وأرمينيا وجورجيا وجالية كبيرة في أوروبا خاصة في المانيا .