كوباني سقطت، كوباني ستسقط، كوباني مسألة وقت عبارات، كلمات وجمل ترددت كثيراً في الشارع الكردي حتى بعض الشوارع العالمية والإقليمية، كلماتها كان يسمعها حتى الأعمى في كل زاوية من روج افا، كوباني ستكون نهاية حزب الاتحاد الديمقراطي كانت من ألفاظ الدارجة وأكثرها شيوعاً في المنطقة من قبل بعض الشخصيات التي كانت تخمن لنفسها ولأعداء الأمة الإنسانية هذه الفكرة، وبالمقابل كان يتردد في الشارع كوباني القلعة الصامدة، شعلة الحرية كوباني أذهلت العالم ببطولاتها وتضحياتها، كوباني ملهمة الشعراء موطن الإبطال،
كوباني عين كردستان كوباني منتصرة وستنتصر لم يتخلَ من كان على يقين بأن وحدات حماية الشعب والمرأة لن تنهزم ولن تستسلم حتى تحقيق النصر وتحرير كوباني، هذا كان إيمان الشعب الذي كان مؤمن بروح مقاومة كوباني وشعبه الصامد المقاوم الذي اثبت للعالم تمسك الشعب الكردي بأرضه وفلسفته وهدفه في بناء مجتمع ديمقراطي حر المبني على دماء شهداءه.
تضاربت المعادلات والموازين بين أبناء الشعب الواحد من أجل شعارات وشخصيات حاولت إنكار وجود الكردي وضياع دماء شهدائه واللعب على الشعب في سبيل مصالحه الشخصية، وليكتسب بعض الرضى من مسؤوليه، الشعب الكردي الذي كان متمسكا بروح مقاومة ارين ميركان الفتاة البطلة التي أذهلت العالم وعلمته وأعطته دروساً في المقاومة وأن المعارك والاشتباكات التي كانت تخوضها القوات الكردية والتي لم تكن تملك الأسلحة والمعدات الثقيلة إلا إيمانه وصبره بأن النصر سيكون حليفهم لأن الشعب الذي لا يملك الحقد حتى لأعدائه سينتصر وأن من جعل الشعراء والأدباء يتغنون ببطولاتهم وتضحياتهم دمائهم لن تذهب سدى.
كوباني شكلت نقطة تحول في المعارك ضد "داعش" وأحدثت تغيراً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كوباني وحدت بين جميع المكونات السورية، بعد كل هذه الانجازات والتطورات يأتي من ليس له الحق حتى التكلم ويتفلسف على حساب دماء الشهداء ويعتبر نفسه المنقذ، ولكن النصر الذي حققته كوباني كان جواباً شافيًا وكافياً لجميع الأسئلة التي كانت تخطر في بال الجميع، وهنا توقف كل شيء ولم يعد للذين اعتبروا كوباني موطن الارهابين وستكون عاصمتهم، وإنها نهاية الكرد مجالاً، ومع ذلك لم يكتفوا بل بادروا الى إعلان بيانات وتصاريح تشوه هذا التحرير، مدعين أن الوطن يهمهم وأن هدفهم تحقيق العدالة والحفاظ على الوطن. للأسف لم يكتفوا ولم يستسلموا بالإشاعات التي تعترض طريق الحرية والنصر بل طبقوا فعلياً وعملياً ذلك وشاركوا في الهجمات ضد إخوانهم وعملوا واختلقوا الفتنة والقصص الملفقة إلا أن أحلامهم وأفكارهم كانت مجرد أوهام، ولم يكن يدعمهم إلا أمثالهم من أعداء، ومن كان متمسكاً بكرامته وفكره وفلسفة القائد عبدالله أوجلان آمن بانتصار كوباني وقوة شعبه وصموده، فبعد الليالي والأيام المرعبة والصعبة والمعاناة التي عاشها الشعب الكردي لمع بريق النصر والتحرير وزرعت كوباني الأمل والسعادة داخل جميع المواطنين حتى الأطفال الصغار كانت لهم حصة، وأعادت رونق الحياة في جميع المناطق الكردية والشعب لم يكن مكتوف اليدين أمام هذه البطولات والانتصارات العظيمة انحنى بأجمعه أمام عظمة الانتصار وخلق المعجزات التي جعلت نصر كوباني عرساً أذهلت العالم وأبدى فرحته بتحرير قلب كردستان واعتبره وسماً ونبراساً لكي يقتدوا به، واقترحوا وبادروا إلى الإبقاء على كوباني لكي تبقى متحفاً ومسجداً يقتدي إليه الناس في كل سنة انتصاره، وعدم التغير من ملامحها المرسومة بدماء شهداءها، هنا بطولات الشعب الكردي، هنا الشعب الذي علَّم العالم معنى التسامح والإنسانية.