الأحد 30/9/2012، ما أن اقترب عقارب الساعة لتُشير إلى تخطيها النصف الأول من الساعة الواحدة ظهراً متجهة إلى النصف الثاني لتدخل في وقت الذروة لمغادرة الموظفين وطلبة المدارس؟! ورجوع الجميع إلى بيوتهم لتناول وجبة الغداء التي باتت تفتقر إلى أبسط مقومات الوجبة البسيطة لأسباب يعلمها الجميع،
لكن الرغبة الدنيئة للجهة المتبنية لهذه العملية الجبانة، الانفجار، آبت ألا أن تُعيدَ ترسيم الحزن على وجوه الطيف الجزراوي مجدداً، وأن كنا نُردد دوماً تراتيل الخلاص لسورية أرضاً وشعباً، ألا أن مثل هكذا عمليات لا تُزيد الأمر ألا مزيدً من السوء والضغط وخروج الأمور من السيطرة، ولو تم حِساب العملية على قاعدة الفائدة والخسارة، لوجدنا أن خسائرها وأضرارها تحملان المرء منا على الاستحياء من ذكر فوائدها...
فمدينة قامشلو كانت على الدوام الحاضن الاجتماعي للمجتمع السوري، كانت بمثابة الحامل الوطني للقضية الكوردية الوطنية في سوريا، ناهيك اليوم عن استقبالها واحتضانها لآلاف العوائل النازحة من شتى المحافظات السورية، أحتموا في محافظة الحسكة عموماً ومدينة قامشلو خصوصاً، لتشكل لهم خيمة آمنة بإمكاناتها المتواضعة، لكن هذه العملية الانتحارية، والتي اصف حالتها الانتحارية بالجبانة، وأختصر وصف الجبان على توصيف الحالة والطريقة التي تمت بها العملية، فلو كان الهدف كما زُعمَ، هو تصفية أطراف معينة في مدينة قامشلو، كان بمقدورهم القيام بذلك بطريقة أخرى خاصة، تبتعد عن المضرة وعشوائية الضحاية، وبتصوري من يُقدم على هذه الخطوة سيبتعد عن مضرة المدنيين والآمنين، إلا أن العملية برمتها لا تزال مكتنفة الغموض من جهة، ومن جهة أخرى فإن الوضع في قامشلو يُراد له الاشتعال شأنا أم أبينا، وهناك تيارات عديدة تجد في الهدوء النسبي المتمتع بها قامشلو كنغصة لديهم، يبذلون ما في وسعهم لإشعالها، ويقدمون جل طاقاتهم لجر الشعب الكوردي إلى مستنقع مصالحهم، ولو تتبعنا خط سير تصريحات جزء من المعارضة العربية في سوريا لوجدنا أن التيار الإسلامي السلفي المتشدد، يعمل جاهداً ليل نهار على توتير الأجواء في المنطقة الكوردية، وجُل همهم سماع دوي الانفجار وإطلاق الرصاص الحي الى صدور الشعب الكوردي، متناسيين أن الكورد لم يعودوا بنادق مجانية على أكتاف أحد. أن الانفجار الحاصل وشدته واستشهاد شاب كوردي وإصابة عدد أخر في حصيلة مؤكدة غير نهائية، وطريقته وكيفيته وتوقيته، كُلها تدعونا إلى الالتفاف حول بعضنا البعض والتيقن جيداً أن لا أحد يرغب في مصلحة الشعب الكوردي ويجره الى الموت والحريق، وأخص بالذكر منهم أبطال الكيبورد الذين يرددون كالببغاء ما يطُلب منهم وما يؤمرون به من لدن حثالة لا تستحق أن نخسر لأجل عقدهم النفسية، أظفر كورديُ واحد، والسؤال البارز...لماذا هذا التعتيم على الانفجار وبهذه السرعة...
Shivan46@gmail.com