إكتظت القاعة الرئيسية في فندق الكابيتول في هولير مساء يوم الجمعة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٩م بأعداد كبيرة من الفنانين والشعراء والكتاب والاعلاميين ونخبة من المهتمين من مختلف أجزاء كوردستان وبحضور بعض المهتمين من فرنسا والمانيا وبعض الدول الاوروبية ، والجميع بأنتظار الأمسية الشعرية و الغنائية الأولى من نوعها ، حيث سيتم إلقاء عدة قصائد مختارة من أشعار الشاعر الكوردي الصوفي “ملايي جزيري ” وبعضها بشكل غنائي وذلك تحت عنوان ” يلمومي عشق ” .
بتنظيم من مؤسسة سما للثقافة والفنون وفندق الكابيتول بأربيل ، بدأت الامسية في تمام الساعة السادسة والنصف حيث رحب الكاتب والاعلامي “خالد جميل محمد “ بالحضور وتحدث عن الملا الجزيري وعن أشعاره وصوفيته وروحانيته وكيف فتح المجال واسعاً لبقية الشعراء الذي أتوا بعده وبخصوص هذه الأمسية وفكرتها تحدث الاستاذ خالد لموقعنا وقال :” بأقتراح من صديقي ريدي مشو والشاعر مناف محمد ومشاركتي قدمنا اليوم أمسية عن الملا الجزيري من أجل التعريف به و بشعره و مقولاته وفنه وروحية القصيدة لديه ثم قدم الفنان ريدي مشو مجموعة من قصائد مغناة للشاعر الجزيري مع القاء الشاعر مناف محمد وقد زينت لوحة للشاعر الكوردي الكبير الجزيري قاعة الامسية وهي من أبداعات الفنان التشكيلي جواد مراد ؛ وبسبب هذا الصدى الكبير الذي وجدناه سنحيي أمسيات أخرى في مناطق أخرى وفي مخيمات اللاجئين“.
وكان وفد من اتحاد الكتاب الكورد فرع دهوك مدعواً إلى هذه الامسية برئاسة الاستاذ حسن سليفاني رئيس الاتحاد الذي أعجب بالامسية وعبر لموقعنا عن سعادته وقال :” الملا الجزيري يمثل مدرسة كبيرة في القصيدة الكوردية ، حيث قام بتوريثنا العديد من المعارف والمعلومات عبر قصائده وعن الخالق والمخلوق ووحدة الوجود ، نحن نرى بأنه شيء مهم أن تقوم مؤسسة سما للثقافة والفنون بهذا العمل و نشكرها على هذا العمل ، فاليوم في العاصمة هولير سمعنا الكلمة الكوردية التي صدحت في السماء ونحن سعداء وبخاصة اننا قدمنا من دهوك إلى هولير من أجل هذه الأمسية الرائعة “.
وبخصوص رغبة اتحاد الكتاب فرع دهوك بإقامة هكذا أمسية في دهوك قال الاستاذ سليفاني :” نعم بكل تأكيد وقد قمنا بالتواصل مع الاستاذ عارف رمضان مدير مؤسسة سما ومع الاستاذ خالد جميل والفنان ريدي مشو والشاعر مناف محمد وأعتقد أنه سيكون لها صدى كبير في دهوك “.
من جهته شكر الاستاذ عارف رمضان مدير مؤسسة سما وصاحب فندق الكابيتول ، الحضور الاعلامي لموقع المجلس الوطني الكوردي وبخصوص مستوى الأمسية والحضور عبر عن رضاه وقال :” نحن سعداء جداً فالجميع لم يتوانوا عن تقديم أفضل ما لديهم ونحن في مؤسسة سما نعمل جاهدين على تقديم وتطوير الفن الكوردي وأخراج تراثنا و موروثنا القديم و أتمنى أن نستمر في ذلك ، حتى أن الجو في صالة الأمسية كان حاراً جداً رغم برودة الطقس في الخارج وذلك بسبب حرارة والحضور و تفاعلهم مع الامسية مما أضطرنا لتشغيل اجهزة التبريد ، نعم الملا الجزيري كان يتحدث ويتكلم عن وحدة الله ويتوجب علينا أن نحب الله كما كان يحبه الجزري وأن يوحدنا هذا الحب “.
الفنان الموهوب ريدي مشو تحدث بدوره لموقعنا عن أمسية اليوم وأجاب عن تساؤل مراسلنا عن سبب اختياره لشعر الملا الجزيري وقال :” هذا هو اصلنا وتاريخنا ، لقد أصبح لي ٢٢ سنة وأنا اقرأ للجزيري ولي ١٢ سنة وأنا أعمل على قصائده من أجل تلحينها وهو اطول عمل لي حيث كنت سابقاً اغني بالعربية من اشعار ادونيس ورياض صالح حسين وهي الحفلة الاولى لي بالكوردية و سأستمر أن شاء الله “.
وفيما يتعلق باختياره للون الصوفي الكلاسيكي قال :” ربما لأن مزاجي الشخصي هو صوفي صحيح أنني لست متديناً ولكنني قريب من الصوفية وهي حفلتي الاولى في كوردستان وسعيد بسعادة الناس “.
أما الشاعر مناف محمد ، الذي له باع طويل في القاء الشعر بالعربية وكانت هذه التجربة الاولى له باللغة الكوردية ، فقال لموقعنا بخصوص ذلك :” الملا الجزيري يعتبر أول شاعر صوفي كتب بالكوردية ، رغم أن التاريخ يزخر بالعديد من الكتاب والشعراء والمؤرخين الكورد ولكن جلهم كتبوا بالعربية ولكن الشاعر الجزيري غير هذا المسار ، حيث كان سائداً في العصر الأموي وبعده بأن لسان أهل الجنة هو عربي ولكن الجزيري فهم بالعرفانية بأن الله سيدخل الناس الجنة لو كانوا صالحين من أي لغة وأن كنت كوردياً واكتب بالكوردية سأدخل الجنة ، هذا الفهم العميق للجزيري كان فيه سباقاً ، وهذا ما قاله الشاعر هجار عن الجزيري ، فنحن بالنهاية ككورد مديونون للجزيري وألف باء الكوردية جلها من قصائده ، نعم هذه هي الأمسية الأولى لي ولريدي ومن المقرر أن نقرأ لـ ملا يي باتيي و لفقي تيرا وبابا طاهر وبالنهاية هدفنا أن نسعد الناس “.
من الجدير بالذكر أن الفنان ريدي خليل مشو من مدينة قامشلو بدأ في مجال الفن منذ سنة ٢٠٠٤م وهو صيدلي حاصل على شهادة الصيدلة من جامعة حلب وعلى الماجستير من جامعة دمشق .
الشاعر مناف محمد من مدينة تربسبي ، حاصل على شهادة الكيمياء من جامعة دمشق ، كان من أعضاء بيت القصيد في دمشق وله باع طويل وأسلوب مميز في القاء القصائد الشعرية باللغة العربية وهذه هي التجربة الأولى له باللغة الكوردية .
إعلام ENKSإقليم كوردستان
هولير .. رائد محمد