" عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسَْتحِقُّ الحَيَاة " موقعُ سما أوّلُ موقع ٍ مِنْ بين كلّ المواقع ِالكرديّة ، والعربيّة دعا إلى فتح ِملفّ عن الشاعر ( محمود درويش ) في ذكرى وفاتِهِ الأولى ،
و لم يكنْ مِنَ المستغرَبِ أنْ يستقبلَ مُعدُّ الملفّ الكثيرَ جدا من الموادّ ، طلبَ أصحابُها المشاركةَ في هذا الملفّ ، ولأنه ضخمٌ جدا ، ارتأى محرّرُ سما :( هوزان أمين ) - متفقاً مع المُعدّ - أنْ ينشرَه على أجزاء ، و بحسب ورود المُشارَكات إلى الموقع ، باسم مدير مؤسسة سما كرد (الأستاذ عارف رمضان) - وكلّ العاملين في المؤسسة - نقدّمُ الشكرَ لكلّ الأدباءِ والفنانين الذينَ شاركوا في هذا الملفّ ، متمنيّاً قراءة مُمتعة لكلِّ قرّاء ، ومتصفحي الموقع ، و الشكرُ موصولٌ لكلّ المواقع العربية ، والكردية التي نشرتْ إعلانَ الملف.
و مشاركاتُ هذا الجزء لكلٍّ مِنْ : ( أسماء غريب (إيطاليا )- نائلة الخطيب ( فلسطين )- د. ميرا جميل ( نيقوسيا) - ياسين حسين ( سوريا) - فاطمة إسبر ( سوريا)- سمر محفوض ( سوريا )- رجاء بكريّة ( فلسطين )- عايدة النوباني (.....) فدوى كيلاني ( دبي)- - فرات إسبر ( نيوزيلندا) .
ومن التنويه لقرّاء العربيّة : تمّتْ ترجمة الكثير من قصائد محمود درويش إلى اللغة الكردية من قبل بعض شعراء الأكراد .
المُعدّ : عبداللطيف الحسيني
(1) الطيورُ برام الله ما زالتْ تذكركَ يا محمود
(أسماء غريب) إيطاليا
كانتْ و لاتزالُ تنشدُ أروعَ الترانيم ، تشدو بأسمى التسابيح ، تسجدُ عندَ كلِّ فجرٍ للخالق الباري ، تدعو بالفرج للمظلومين ، تصلي كي ينفّسَ المعبود كربَ المقهورين ، ويفكّ أسرَ الناس منْ أنفسهم ، وأسر مَن تردى في غيابات الأعداء المقنّعة في كلّ زمن ، وعصر بلون وشكل و اسم ، إنها طيورُ رام الله يا محمود ، فهلْ تذكرُها؟
هي لم تنسك يوما مذ أعلنَ ملاكُ الكلمة و الحرف عن ميلاد أسطورتك بالجليل ، وباركك يومَ ألقيْتَ و أنت صغير "أخي العبري" أمامَ معلميك و زملائك و أقرانك بمدارس الطفولة.
تذكرك لأنها كانتْ تسمعُ أنينك ، وأنت طفل غرير ، و تأتي إليك كي تمسحَ الدمعَ عن عينيك ، وعيني الآلاف من الأطفال مثلك ممّن فقدوا الأرضَ و البيتَ و الأهلَ و تحمل لك بينَ مناقيرها حروفا من نور و نار ، من مسك و عنبر ، من حبّ و سلام ، من برتقال و زيتون و من زهر و لوز... فهي هكذا الطيور برام الله ، مقدسة طاهرة و راعية لمشاعل الألم ، والحزن في قلوب المرهفة أحاسيسهم ، ترفرف عالية فوقَ رؤوس أبناء فلسطين أينما كانوا و حيثما حلوا ، بل و تتبعهم حتى في المهاجر و تحتَ الخيام و بينَ الخنادق و تشدو لهم حتى إن واراهم الثرى. فطوبى لمَنْ تعشقه طيورُ رام الله ، لأنها بقدسية الإله تسعى جاهدة كي تحمله بعدَ موته إلى تراب هذه الأرض المباركة ، وقد رأى العالم كله كيف أنك من الجليل خرجتَ ، وجُبت بعدَ ذلك العالم ’ وحينما عُدت ، عُدت إلى رام الله حيث الطيورُ تشدو حروفا ’ و أبياتا تصير خبزا للجائعين و دفئا للمشرّدين و سكينة للمفزوعين و سندا لمَنْ خلا به الزمانُ و خانه الإخوة و الخلان.
و قلوبنا يا محمود ستذكرك كما طيور رام الله ، و شفاهنا سترددُ كلماتك و تجعلُ منها ضمادا للجراح و أغصانَ زيتون فوقَ بيوتنا و مناديل تجفف بها الأمهاتُ دموعَ الفقد و الحرمان من فلذات أكبادهنّ و أحبة قلوبهن و سنجعلُ من أشعارك حكمة ندخرها لذاك اليوم الذي سيعودُ فيه كلُّ شيء إلى نصابه و ينالُ كلُّ ذي حق حقه و يرجع المهجّرون إلى بيوتهم و يسترد المظلوم أرضه و ماءه و ترابه و نور عينيه و روح الوطن التي أذابتها في يوم مضى زوابعُ النفوس الجشعة و العقول الغافلة ، فلا تخفْ يا محمودا بين الخلق إبداعه و درويشا بين مَنْ اكتفى عبر الكلمة بالغنى و الثراء و زبد الدنيا و حطامها ، لا تخفْ فلنْ ننساك بينَ زحمة الأسماء و لن تنامَ في قلوبنا لأنك ستظلُّ جرحا نازفا بينَ أضلاعنا ، داميا ، أحمرَ قانيا إلى أنْ يقضي الله أمرا كانَ مفعولا و تجد طيور رام الله محمودا آخر يُبعث طيّبا من الأراضي المباركة كي تحملَ إليه جذوة من كلام و حروف و بهاء و شعرا يحيا إلى الأبد كما كانتْ تحمله إليك في يوم من الأيام .
إيطاليا في 24 تموز 2009
محررة موقع نوستالجيا .
==============================
( 2 ) روحُ الميّت تتذكر.
نائلة الخطيب – فلسطين .
هزمتك يا موت الفنون جميعا.....(محمود درويش )
إلى جبلٍ تصدّعَ من تفتح عشبه...
منبعثا من الرماد. ليشربّ نبيذه العابرون... غائبا في ممر البياض....
ها قد انطفأ الماءُ ، وتقوّس غصنُ القرنفل ، على الطريق عاصفة مشلولة الملامح و المسافات غريبة ً ومزدحمة ً ، والآه تهمسُ تحت شجر البرتقال.
نامي ....عيون الله نائمة عنا ، وأسرابُ الشحارير ، وضمادُ جرحك زهرة ذابلة ٌ!
في مسرب في السفح مهجور ، لكن عين أخيك مُغمضة ٌ خلف الضباب ، ووحشة السور
، وفؤادُه ملقى على جسد ينهدُّ كالأطلال ،
ويداه تمسكُ - ملهوفتين - بترابه..أعاصيرَ !
تلك الآهة الهائلة ، لا زلتُ أسمعها ، تتردد أصداؤها في عوالمي ، أتخيلك متسكعا بانتظار وصول السفينة ، ضحكتك ، أعظم الضحكات ، رويدك ، رويدك ، أينما ذهبت..........فقد اقتنعت بأنك مضيت مع حبيبتك ، أجمل نساء الأرض ، إلى آخر الأرض .
لم يبق لنا إلا التأملُ في تجاعيد البحيرة
نصغي إلى وجع الملح والجرح
لصوت خبزك الشهي
كنتَ الغريب
في الزمنُ الذي لم ينتظر...
هل نحن أحسنُ حالا؟
وكانَ غدٌ عابرٌ بانتظارك ......
وحاضر لا يزال ......محتضرا
آه يا أختي: قلتَ
أورثوني بحة الذكرى على حجرٍ ....على وداع
لم أجدْ ليلا لهودجك المكللّ بنا و بالسراب .
ما حاجتي لاسمي دونكَ؟
أحبكَ حبّين : لا شمسَ ولا قمر عليّ حين غادرت عند مفترق النشيد الملحمي
وقد امتلأتَ بكلّ الرحيل .
إنه المكانُ الذي لا تحمل فيه تصريحك معك ، لن يسألك الجنودُ عن الحدود ، عن فصيلة الدم ، عن الهوية والبندقية ، لن يفتش أحدٌ أقلامك ، وأنت عار في حجرة معتمة بمكان قصي ، لم يكن الموتُ غريبا أبدا...
قالوا: لماذا كتبت القصيدة بيضاءَ والأرضُ سوداءُ .
أجبت: لأنّ ثلاثين بحرا يصبُّ بقلبي
قالوا: لماذا تحبُّ النبيذ الفرنسي؟
قلت: لأني جدير بأجمل امرأة
كيف تطلبُ موتك؟
أزرقَ مثل نجوم تسيل من السقف
هل تطلبون المزيدَ من الخمر؟
يحبونني ميتا
هكذا قلتَ .
لطالما غفر للموت مزاحه الثقيل ، لطالما خاطبه في حجرته الأكثر صخبا كلما قرع الباب وجد أنواره مضاءة ً ، وزجاجاته طافحة بكلّ أسباب الحياة ، على الصفحات المثابرة والعنيده ، يزحف بتؤدة....
طرقت كلّ الأبواب ، وسرعان ما صدقت كالجميع ، لكنّ ظلك يلكزني على صدري ، لقد نسيتُ أنْ تأخذ لون الشمس ، ورائحة الأرض ، والمفتاح.......
لقد انتهى زمنُ الرجال التي تقرض أنصال السيوف ، وتحقن الأفق بالهواء الملتهب ، قد ولدنا نعم ، هكذا قالوا ، وهكذا كتب في الهوية......وسجلنا :
تملكني السأمُ.
لقد انطفأ الماء ، ممتزجا بالحقيقة التي كانت توجهنا ، كيف يكون المرءُ منا مغمورا وغائرا في داخله ، ها نحن نتقولب في ويل جديد ، حشرجات ثقافة تحتضر ، متخمون بالهزيمة والإنهاك المحموم والمأزوم في الذاكرة المتيبسة المضمخة بالخوف وملامح الرعب.
كم تفسخ اللهبُ الضئيل في قنديل صغير حتى فرغ من الزيت ، كم انقبضَ خافقا بلهفة يائسة في الزرقة التي لم تعثر عليه أبدا....
قناديلنا حزينة ، أتخيلها ستنفجر باجهاشات هستيريه.
============================
( 3) الامبراطورية لا تستجيب للنداء
د. ميرا جميل . نيقوسيا
في زيارتي الخاطفة الأخيرة للوطن في أواخر أيار 2009 ، للقاء " سري " مع أخت لي تسكن في حيفا ـ هي كل ما تبقى لي من علاقات مع عائلة تفتخر بأصولها ، جمعت الكثير من الصحف العربية، وخاصة أعداد صحيفة "الاتحاد" التي كانت في فترة من حياتي، الصحيفة التي لا يمكن أن أتناول فنجان قهوة الصبح دون أن أقرأ أبو الشمقمق وجهينة وسالم جبران وصليبا خميس وإميل توما وعلي عاشور وآخرين أثروا الثقافة والفكر والصمود والكرامة العربية .
أدخلتني "الاتحاد" بنوستالجيا من مجرد رؤيتي لها وملامستي لصفحاتها ، وكيف لا وهي الصحيفة التي شكلت قناعاتي الأولى ، ووجدت فيها في شبابي الباكر ، الأجوبة عن الأسئلة المصيرية التي كانت تشغل بال تلك الصبية اليافعة المتمردة على القيود الاجتماعية ،وخطط الزواج المبكر لعقلية "البنت لابن عمها وهو يتولى أمرها " ، وأعطتني الاتحاد القوة والرؤية لأختار مصيري عكس التيار العائلي المتزمت والذي يرى بنا نحن الفتيات ضلعا قاصرا وعقلا ناقصا قد نوقع شرف العائلة بالعار إذا لم نلجم ونراقب ونقيد ونضب بزواج يرضي القبيلة وينهي قلقها .
ولكن الاتحاد فتحت أمامي أبوابا من المعرفة والوعي الإنساني.. فتمردت على القبيلة ، لأكون انسانة مستقلة ومسؤولة عن مصيري ودراستي وعلاقاتي ، حيث تعرفت على زوجي اليوناني ، ولم يكن أمامنا من خيار إلا مغادرة الوطن الذي أشتاق لكل حبة رمل وتراب فيه ، وللمساهمة بحياته الاجتماعية والثقافية والسياسية من داخله وباسمي الكامل ، وليس من الغربة وعبر الإنترنت .. وأسم جديد ، حتى لا تصاب القبيلة بالجزع وتسن السكاكين .وأعترف أني غير نادمة على خياراتي ، رغم اضطراري لتغيير أسمي إخفاء لهويتي حتى في الغربة، وقمع شوقي لأخوتي وصديقات طفولتي ، ولحسن حظي ، وحظ أختي بالتأكيد ، أنها تزوجت من إنسان متنور ، ابن لعالمنا الواسع والحضاري ، فصار بيتهما ملاذي ، والعصب الوحيد الذي يربطني بعائلتي وأخبار أهلي الذين أحبهم بكل جوارحي وأتمنى أن أعانقهم فردا فردا ، وخاصة أمي التي هزمها المرض ورحلت دون أم أودعها ، وكان آخر ما همست به لأختي أن لا تقطع علاقاتها معي . ولكنها حكاية أخرى قد تكون فصلا في كتاب سيرة ذاتية لصبية تمردت ضد تقييدها بزواج مبكر ، وحياة لا تريدها ، واختارت العلم طريقا ، ووصلت إلى مبتغاها في العلم والحياة ، حتى صارت اليوم ابنة للعالم الكبير ، وكاتبة معروفة باسمها الذي اختارته ، ليبقى أمنها ، وشرف قبيلتها .. بكامل الخير .
ما صدمني بقوة كان هزالة "الاتحاد" ، ليس بحجمها .. إنما بفراغ فكرها وترهل نصوصها وفقر مهنيتها . بحثت بين صفحاتها عن "الاتحاد" التي شكلت عالمي الإنساني ووعيي الثقافي وشكلت شخصيتي المتمردة ، وساهمت بتشكيل خياراتي المصيرية ... لم أجد " اتحادي " التي صنعت مني تلك الإنسانة المستقلة المقاتلة التي أخذت مصيرها بيديها ضد كل ما كان يبدو مستحيلا وبعيدا عن قدرات فتاة هزيلة الجسم تسبح ضد عشرات التيارات والمخاطر !!
ونعود إلى " الاتحاد " ...
في عدد الثلاثاء 26 أيار 2009 لفت انتباهي مقال للشاعر سميح القاسم، المحرر الفخري لصحيفة "كل العرب" يدعو اصدقاء "الاتحاد" إلى الاتحاد "!!" ويشتكي بصراحة من وضع الاتحاد الذي لا يرضي محبيها في هذه الأيام. وكم كان لطيفا ومجاملا كعادته في هذا التعبير ( لا يرضي ) في وصف "الموت السريري " لتاريخ صحفي وفكري وليس لمجرد صحيفة .. وقد سمعت من شيوعي حيفاوي قديم ، جار لأختي ،يقول إن توفيق طوبي ، من جيل الطلائعيين الشيوعيين العرب ( المحرر المسئول ) ، منزعج جدا من حال "الاتحاد" ، وبسبب حالته الصحية وعدم قدرته على النطق ، كتب على قصاصة ورق ، معبرا بألم عن انزعاجه من حالة الاتحاد الهزيلة . . وانها ليست الاتحاد التي يعرفها . وآمل أني نقلت المعنى الدقيق .
كنت أتوقع من الشاعر، المحرر السابق في الاتحاد، أن يطرح رؤية للخروج بصحيفة الاتحاد من النفق المظلم الذي تاهت بتشعباته ، بعد أن فقدت بوصلتها الفكرية والسياسية، وصارت منصة لكتابات هزيلة، وتحرير بدائي، واقرب شيء إلى نشرة حزبية هزيلة تزعج حتى رفاقها وصاحب امتيازها الذي امتد به العمر ليرى مأساة المشروع الصحفي الشيوعي بعد سقوط المشروع الشيوعي الأهم ، ويبدو أن المأساة هي مأساة حزب الاتحاد أيضا المستسلم أمام هذا التفكك والانهيار للإمبرطورية ، والتشرذم والقيادة التي يصدق عليها المثل : من قلة الخيل " ................ " !! .
حسناً، كانت دائماً صوت الحزب الشيوعي، ولكن هل صوت اميل توما واميل حبيبي وسالم جبران ومحمود درويش وصليبا خميس وعلي عاشور وعصام العباسي ومحمد خاص وآخرين تفوتني أسماؤهم شكلوا العهد الذهبي للامبراطورية الصحفية النضالية التثقيفية المعرفية ، هو نفسه الصوت المخنوق والمتلعثم، الذي بالكاد يسمع اليوم؟
هل الصوت المدوي للاتحاد خاصة في فترة جهينة – اميل حبيبي وأميل توما وسالم جبران ، رؤساء تحرير الإتحاد ووضوح طروحاتهم الفكرية، هو نفس الصوت الخافت، المأزوم، الذي صار يرى بالولي الفقيه الشيخ حسن نصر الله "ماركسية القرن الواحد والعشرين"؟! وربما يرى بأحمدي نجاد مؤسس الاتحاد السوفييتي الجديد ؟!
أين اختفت "الطهارة الثورية" ، التي يدعيها سميح القاسم أيضا والتي نشأ أبناء جيلي في أحضانها ؟!
الم يترك سميح القاسم العمل في الاتحاد ويذهب ليعمل محرراً لصحيفة "هذا العالم"؟ التي يقول في مقاله انه تركها خلافاً حول شخصية جزائرية مدحت اسرائيل، ورفض صاحب الجريدة أوري أفنيري أن ينشره؟! لماذا تجاهل القاسم عن ذكر ان بداية عمله الصحفي كان في الاتحاد،بعد أن طرد من التعليم مثل آخرين من المعلمين الشرفاء ، حتى جاء أميل حبيبي بمشروعة الثقافي – السياسي الكبير لجعل الحزب الدفيئة للثقافة والمثقفين العرب فاستوعب محمود درويش في رأس مجلة "الجديد" الثقافية ، ثم سميح القاسم في الاتحاد وعشرات المثقفين في صفوف الحزب .. واليوم بالكاد نجد مثقفا يشار اليه بالبنان داخل صفوف الحزب الشيوعي .
معلوماتي الواضحة، إن سميح القاسم لم يشتغل إطلاقا بمجلة "الغد" واستلم تحرير الجديد في بداية 1970 بعد سفر محمود درويش إلى موسكو للدراسة، وقد تدهور مستوى المجلة الثقافي والفكري في وقته بشكل مؤلم... وكثيرا ما تجادلنا مع زملائنا الشيوعيين حول مستوى الجديد بعد سفر محمود ، ولا أذكر أن أحدا منهم أنكر صحة ملاحظاتنا .
الذي لفت انتباهي في مقال سميح القاسم ليس سطحيته فقط ، إنما إرفاقه بصور من لم يكن لهم يداً في رفع الاتحاد وجعلها صحيفة الجماهير العربية.
مثلا محمد علي طه ، ما دوره في الاتحاد ؟ الم يكن لامعا وبارزا في صحيفة مكتب رئيس الحكومة "اليوم " ووريثتها "الأنباء" صحيفتي مثقفي السلطة العرب في اسرائيل ؟! وهل ننسى رعب محمد علي طه من نشر إحدى قصصه في "الاتحاد" نقلا عن مجموعة قصصية أصدرها وقتها ، احتراما له ككاتب قصة ، فارتعب وأعلن من صفحات جريدة مكتب رئيس الحكومة رفضه وغضبه من نشر قصة له دون اذنه ؟ هل صار من أعمدة مؤسسة الاتحاد ومؤسسي ثقافتها الثورية ؟ أم استفاد برفع أسهمه في حزب وزير المعارف وقتها – الحزب الديني القومي اليهودي ( المفدال ) الذي كان حرفها الانتخابي ال " ب " يضيء من على سطح بيته في كابول في مواسم الانتخابات ، وهو اللاجئ من ميعار ؟! وبالمناسبة لم اصدق أن محمود درويش كان يرتبط ، أو يقبل أن يرتبط بأمثال محمد علي طه ، وقد حدثني مفكر بارز ، طلب عدم كشف اسمه ، إن محمود لم يكن على علاقة إطلاقا مع محمد علي طه ، ابن صفه في ثانوية كفرياسيف والذي اختلفت طريقهما بعد الثانوية .. محمود انضم للحزب الشيوعي محررا لمجلة الجديد ومحمد للمفدال طمعا بوظيفة معلم !!
المزعج أن الشاعر الذي نحبه، سميح القاسم يريد أن يبيعنا أمواج البحر، بجعل تاريخ الاتحاد وقفاً على أسماء لم تساهم في العمل الصحفي... وعاشت كأجسام طفيلية على جسم الامبراطورية !!
لماذا أغفلت يا أستاذ، او يا محرر ، عن صورة الصحفي والمفكر والشاعر المبدع سالم جبران ، نائب رئيس تحرير الاتحاد لمدة ست سنين ورئيس تحرير الاتحاد في فترتها الذهبية ، هل صورة سالم جبران مخيفة لهذه الدرجة... وهل تظنون أن صور الطفيليين تسد الفجوة وتجعل الكذبة تاريخا ؟!
كيف تريد أن يتوحد أصدقاء الاتحاد، إذا كانت الاتحاد الحالية تعيش منعزلة فقيرة فكرياً ومهنياً وتخاف من تاريخها ومن بعض الشخصيات التي صنعت مجد تاريخها ؟
كنت أتوقع منك يا شاعر العروبة، ويا رئيس التحرير الفخري لصحيفة "كل العرب" أن تطرح رؤية مهنية تخرج الاتحاد من عزلتها وموتها السريري . رؤية تطرح الحقائق حول تاريخ الاتحاد وصانعي امبراطوريتها .
إن أزمة الاتحاد يا شاعر العروبة، هي أزمة الحزب وفكر الحزب وتنظيم الحزب، هي أزمة فقدان الحزب لكوادر المثقفين والقادرين على العطاء الصحفي والفكري.
لا أرى أن ذلك يقلقكم .. هل سيقلق الواصلين إلى برلمان إسرائيل . هل سيؤثر على مستوى حياتهم وتقاعدهم في المستقبل ؟ هل سيؤثر على حساباتهم البنكية ؟ ذهب جيل الطليعة وتخلصتم من مواصلي دربهم الطبيعيين .. وظلت لديكم قشور الفكر والشعارات الجعجاعة والعجز الفكري والترهل السياسي ، وكان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على الامبراطورية الصحفية - الاتحاد !!
باستطاعتك يا سميح القاسم ، او باستطاعة محرري الاتحاد الهزيلة والمأساوية في حالتها اليوم .. أن تتجاهلوا صور صانعي مجد الاتحاد. مبروك عليكم محمد علي طه ، أليس هو نفسه رئيس اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين في اسرائيل الوهمي الفارغ من الكتاب ومن الثقافة ومن النشاط الثقافي ومن المؤسسات ورئيس حتى الممات ؟! أليست حالة اتحاد الكتاب من حالة صحيفة الكتاب الغائبين عنها أيضا ؟! هل محمد علي طه كان بتاريخه وما قدمه للإتحاد أهم من اميل توما وصليبا خميس وسالم جبران ومحمد خاص وعصام العباسي ، أو حتى من أسماء عشرات المثقفين ، حنا ابراهيم مثلا وليس حصرا ؟ عشنا وشفنا محمد علي طه صار منارة الاتحاد في زمن الكذب وفقدان شرش الحياء"!!
سنظل نحبك يا سميح ... وننتظر كلمة حق أكثر وضوحا !!
==============================
4) ترجمة ( قصيدة ريتا ) إلى اللغة الكردية الشاعر الكرديّ
ياسين حسين . سوريا
Mehmûd Derwîş
Di navbera Rîta û çavên min de …tivingeke
Û ê ku Rîta nas dike
Bejna xwe di tewîne
û li mêj dike
ji yezdanekî di çavên hunguvînî de
û dema Rîta biçûk bû…min ew ramûsand
û tê bîra min çawa xwe bi min girt
û piyê min bi guliyekî xweşik nixumand
û ez Rîta tînim bîra xwe
mîna çivîkek delavê di bîra xwe de bîne
hê...
Rîta…
Di navbera min û te de
Melyon çivîkin û wêneyeke
Û gelek sozên ku tivingê agir berdabûyê
Navê Rîta cejnek bû di devê min de
Laşê Rîta zemawendek bû di xwîna min de
Û ez bi Rîta re du sala wenda bûm
Û wê du sala li ser piyê min xew kir
Û me soz da hev li ser xweştirîn peyal
Û em şewitîn di meya lêvan de
Û em du caran ji dayikbûn
Hê..
Rîta…
Ew çi tişt bû ku çavê te ji çavê min derxist
Ji bilî du xilmaşbûna
Û ewrin hunguvînî
Berî vê tivingê…
Hebû …tunebû
Ey bêdengiya êvarê
Heyva min di sibeha koçî dûr bû
Di çavên hunguvînî de
Û bajar
Hemû dengbêj û Rîta rêş kirin…
Di nevbera Rîta û çavên min de tivingeke…
Wegerandin ji Erebî:Yasîn Hisên
===================================
(5) ما الذي يجعل الأرض تبكي ؟
فاطمة إسبر( سوريا)
تنظرُ إلينا من قمتك الجديدة ، تراقب ما يجري في العالم الذي غادرته تلبية للقلب الذي أرهقه الرفض لهذا الواقع البائس المستسلم المنتظر فتاتاً ، صدقة من كنوز استولى عليها لصوص، وصاروا أصحابها بمعونة المتآمرين الذين يخدرون ضمائرهم وتهون عليهم الأوطان، وما أكثر هؤلاء ،وما أرخص أثمانهم ، وما الذي يجعل الأرض تبكي ويجف ماؤها ويذبل عشبها غير إحساسها بمن يمشي عليها.
يوم دخلوا بيتك ومزقوا الكتب والدفاتر والأوراق ، وتناثرت الكلمات الحبلى بآلامك ، آلام الأرض المقهورة
والوطن المغتصب المباع، آلام الآمال التي لم يسمح لها أن تنمو على أرض أحلامك، كنت أتخيّل كل ورقة تطير شبحاً يمسك بأذرعه أولئك القتلة وكل كلمة قيداً تربط بها أيديهم ، كنت آمل بالأشباح تحمل القيود وتضع حداً لمهزلة الصبر ، لأنني لا أثق بقدرتي، لا أثق بأولئك المتلونين مع الفصول ، لا أثق بكلمة يبدؤون بإخراجها من أفواههم حتى يقلبوها خزياً قبل انتهاء لفظها
ماذا أقول ! وذاكرتنا لا تريد أن تستعيد شيئاً من القهر الذي غلف قلوبنا ونحن نشاهد أطفال الانتفاضة كبف يستخرجونهم أشلاء ، كيف مات محمد الدرة ! وماذا سأخبرك عن حرائق غزة وعن الأطفال الذين يصرخون من الحرق والقطع وبقايا أشلائهم تحت الأنقاض .. وأبطال العروبة يسدون المعابر حتى في طريق الدواء ... ماذا أخبرك يا شاعر القضية !!
كم ناديت بأعلى أصوات قهرك : (على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) لكن يبدو أن الذلة أخذت طريقها لاصقاً لا يريد مغادرة الكراسي ، ومن أراد البقاء عليها عليه أن يكون قلباً من رضوخ واستسلام، وأن يختزل الوطن بمساحة كرسي .
كم غنيت : ( حبيبتي تنهض من نومها ) كم وعدونا يا شاعر القضية وكم تخيلنا فلسطين الحبيبة تنهض من الرماد وحولها أحبتها الذين أيقظوها وأرواح الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا وهي نائمة ، آه ما أجمل هذا الحلم ، كم دغدغ حنايا قلبك ، كم يدغدغ حنايا قلوبنا، هل حقاً كنت تراها تنهض؟ أم كنت تعرف أنها مستغرقة في نوم التخدير وأنها تعرف أن الذين يموتون يرحلون والباقون الذين تخفق قلوبهم لنهوضها تتسع لهم السجون من القريب ومن العدو ، ما أقسى أن يؤدي القريب دور العدو ، ما أقسى أن يكون عدوّك في ثوب أخيك. السجون لا تمتلئ: بالأمس عشرة واليوم عشرون وغداً يتزايد العدد ولا يتناقص ، نهم لا يشبع ولا يرتوي ، وقلوب خنعت وسكنت انتظاراً للفتات .
تقول ( إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي ) من كنت تخاطب ؟ تاء ذاتك أم تاء الضمير لكل أنا عربية ؟ لمن كنت تصرخ بصوتك ؟ وإلى أين كنت تحسب أن صدى كلماتك سيصل ؟ لقد خدعتك الرؤى وخانك الحلم، صاروا يطعمون لحمنا لأعدائك أعدائنا.
الآن انقلبت المفاهيم وتغيرت الشروط لم يعد العدو عدواً، صار الصديق والسند هو العدو ، أما قتلة الأطفال مغتصبو الأرض، قاطعو الشجر ، هادمو البيوت وسارقو الماء لم يعودوا أعداءً.
أما الأطفال ياشاعر القضية الأطفال هل رأيتهم ممددين على الأرض على صدور أمهاتهم المكفنات بالشهادة بالحروق التي تحرق قلوب الموتى، بالأيدي المقطعة، بالوجوه التي أذبلها القتل ، ولم تحرك كرسياً ، هل رأيتهم ممدين في كل مكان ، في قلبي
الذي فرش لهم وعداً بأن يكون معهم في كل موقف وأن يجمعهم تحت ( النخلة التي فيأت مريم ) لتلطف بدموعها آلامهم وستأتي ( المئْذنة التي اشتراها الغريب ) تسكب دموعها فوق آلامهم .
لم تعد تتجه عيوننا نحو ( معتصم ) أو خالد أو طارق لم يعد بيننا أمثالهم، وحين يوجد على غفلة من المتهالكين وعلى ندرة في الزمان فهؤلاء يصنفون أعداءً أما قتلة الأطفال مدمرو البيوت فأصدقاء.
نعم، لم يعد أمام أعيننا معتصم نستجده ، لكن مازال هناك( النخلة الباكية ) ( والمئذنة الغاضبة) وأشلاء الأطفال المزروعة في التراب المروّى بالدم ، ما زال هناك ( ليمون يافا الذي ينجب ) لذلك أنا يا شاعر القضية لست يائسة وإن وصلك صوتي حزيناً فأنا لست يائسة لأن هؤلاء هم البرق الساطع في عقول من تبقى من ( عصافير الجليل ) والقادمين من أبناء أمتك أمتي .
================================
(6) بك افتقاد الضوء الذي نحب
سمر محفوض ( سوريا )
هي الصرخةَ الأبديةَ في خبرٍ
عاجلٍ، لم يعد خبراً عاجلاً
لم أمتصّ بعد صدمة غياب محمود درويش لأكتبَ عنه أو له ، أنا هنا لا أرثي أو أؤبن ببساطة لأنّ الكبار لا يموتون هم فقط يرحلون، ينتقلون إلى الشاسع لأنّ الفراغ يضيق والحيز يتآكل لا يبقى ما يتسع لهم فيغادرون، حين تضييق الفسحة يرحل الكبار يرتقون إلى الأرحب.
محمود درويش أشهر صلد قلبه على مدى حياته كانت الصخور تنزف عبر أوردته والكلمة الواحة أيضا تتشكلُ ، وهو ينسل من غصن توقه ثمرا مقدسا ورجع صدى زلفى ، نفسٌ تنكر نفسها لتشعل بألمها الغضب الهادئ بمواجهة التدني، تقضُّ مضاجع السكون بجواب هام كلمة سهر ، قيمتها الجمال ، وسمتها الحقُّ دون كثير تعقيد ، أو استسهال ..
قلبه لم يخذله، وكأخر طائر يتوجسُّ وجوه العابرين بدأ ينأى.. حتى مغيب الذاكرة، حفنة زهر تائقة إلى النور
ودمه لم يخن، بل احتشى بقلبه حزنا وفقدا ويأساً وحبا أيضا توقف احتجاجا لدم مسفوح
دم في النخيل، دمٌ في السحاب
فقرر أن يعلو أن يطير به الصوتُ أعلى وأَبعد من
شاطئ الوقت، حطم جسده فانكسر خط الزمن ، وأجج عطش الحروف... لا لم يخنه نبضه بل ترفق به .. فمضى محتجا بخفقته ، أمَا تراه بتجرده يشي بوهجه ، ويساكن المدى
لهذا لا يحتاج رثاءً ولا تأبينا ..
لأنه لم يمتْ. تموتُ الأجسادُ ربما الصرخات الهامشية ، أما المبدعون لا يموتون. هم فقط يغيبون قليلا كما حضروا
قليلا بيننا.... بعيدا عن التقويم والسنين...... وله مبدع سرير الغريبة، أحنى الموت متنه وزين حصانه لم يتركه هذه المرة وحيدا لأحد بل رفعه بجلال إلى فوق لأنه من مادة الفوق، ونحن كنا مدعوين إلى قلب الفرق، إلى تسلق النخلة العظيمة لنشيده، الذي لامس كبوتنا لنكونَ قارئين متبرئين من السخيف والمعاد والمكرر بضيافة جداريته....الشخص الذي لازمه الضوء ليصنع من الوجع والفرح والحب أدوات نبله الجميلة.
الفوق ليس هينا ، لكنْ معه تقصينا مراراً على موج شاعريته أسرار كون يولد هو وحده القادر على بلوغه لتصبح الكلمة شكر، وهدية قلب تبقى فينا
على قلبي مشيتُ، كأنَّ قلبي
طريقٌ، أو رصيفٌ، أو هواءُ
فقال القلبُ: أتعبَنِي التماهي
مع الأشياء، وانكسر الفضاءُ
وأَتعبني سؤالُكَ: أين نمضي
ولا أرضٌ هنا... ولا سماءُ
كأنه في سعيه لم يكن يكتبُ الشعر،بل كان يخترعه فنعتصم به
سجل... أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألف
وأطفالي ثمانية
وتاسعهم سيأتي بعد صيف
لم يكتب عن الحياة فقط
بل في أحيانا كثيرة كتب حياتنا، كمن يتلمس ربيع الجهد وعناد القلب وشقاء الروح، هو المدمن على مطاردة الحياة بالأفعال وبالأحلام البسيطة المهلكة بأية لغة يعيد للكلمات أفعالها لاينسبها ، بل يعيدها إلى نسبها الأول إلى الهيولى إلى الغمر الماء. فيجعله مقدساً معه لم يبق من فوق إلا ودشن بمشيئة الشعر.
هو المتورط بالنبض لم يترك لنا ما نخشاه، وما نحلم به مع ذلك أحببناه ، ولأجل ذلك نحبه، نحبه لشعره نستعين به على الخوف وعلى الحزن وعلى السلبية وعلى الحياة و الموت أيضا وأيضا بالشعر ومع الشعر... لم يترك محمود درويش مخيلة لم يترجمها.
معه مامن باب ينفتح على يقين بل على تيه محتمل تاركاً لنا نحن أنْ نبلغ القلب .
كان محمود درويش
واحدا من سلالة الكبار غادر إلى الأوسع والأكبر
لتغدو السماء صغيرة بمقياس تطلعاته
لا شيء يحدث لي!
ليتني حجرٌ – قلتُ – يا ليتني
حجرٌ ما ليصقُلَني الماءُ
أخضرُّ، أصفرُّ... أُوضَعُ في حُجْرةٍ
مثل منحوتةٍ، أو تمارينَ في النحت...
أو مادةً لانبثاق الضروريِّ
من عبث اللاضروريِّ...
ما قبل محمود درويش.. ما بعد..أفق يفقد اسمه بفقدان
حضوره بيننا تعاريف لكلمات .. فقدت بداهتها
ونحن
بمقياس أحلامنا كل أحلامنا، نرفع نشيدنا تحية له واحتراما بالصيحة التي تتلاقى بفضاء السماء تتلامس مع محبة الله وحفيده الحالم حيث نتلو قليلا من الشعر كي تتهيئ عصافير الروح، تغني على صورته شجرا أخضرَ عاما بعد عام السماء بعيدة لدم لا يحققه ليل
خبر عاجل عنك أنت أيها اليوسف الأحب بوركت بقدر ما باركتنا
....
بورك مرورك بنا
ارفع شكري وغصتي وعرفاني وتموج دمعتي التي ستنفطر بعد قليل قرب بركة نبلك وتنقطع ظلال المارة بهذا الفراغ المترع بعبث الاتجاهات وكلماتنا التي ليست الا وحشة قابضة، حاول الكينونة مرة أخرى بين السماء وزرقتها سحبا محملا بالحب ممتلئا بالنعمة ....
لا تحتاج إلى تأبين ولا إلى،حزن مررت بنا قليلا كغيمة عابقة بأصداء المنتظر وذاك التألق الذي في تجليه يصل حد الموت مابين كينونة الصدى ..والتلاشي رهافة توق.
نحن كنا ضيوفا على نكهة الفوق التي تمازجت بشوقك فكانت عالم من رحابة الضوء..والمكان توق إلى اشتعال العشب باللون والكائنات على حدك ينكسر الضوء ويتوقف عدو الحصان.
مررت بنا لتسجل انا عربي، لا يليق بك الحزن اعرف لذا سأغص بحرفي وأنت بمرورك العالي تعديت الفردي والشخصي إلى الرمزي فكنت وطنا للكلمات الجميلة كنت رسالة للحب بمفهومة الشامل انتصرت بالموت على الموت ضمن ضي اخرس يشج الفراغ الأصم لترشح مسامات الأشياء
مجازاً أقول: خسرتُ...
ويمتدُّ وادٍ سحيقٌ أمامي
وأَمتدُّ في ما تبقى من السنديانْ...
وثمَّة زيتونتان
تَلُمّانني من جهاتٍ ثلاثٍ
ويحملني طائرانْ
إلى الجهة الخاليةْ
من الأوج والهاويةْ
لئلاَّ أقول: انتصرتُ
لئلاَّ أقول: خسرتُ الرهانْ!
إليك نرفع الرنين والأجراس والقلب ليصبح بحضرتك ضيفاً على مائدة النعمة الاشمل لعل عنقودا من عنب الرب يقارب كأسنا بالنشيد ويمامة المطر تغسل أنحاء شرودها برذاذ الضوء نرتفع بالذكريات إلى ارض الكلام صلاة الحروف صلاة واقفة. تبتهل إلى فوق وتتطلع إلى فوق... إلى فوق
رسالة الغد الذي أردته برسالتك شعرا آمنا لكل المخلوقات للعصافير وللجهات وللحلم بعالم يسوده السلام ترنو إلى الأزرق السماوي والى الأخضر الممتد والى الفراشة وأنت عبرت
بنا واضحا كجرح
رهيفا كالفراشة
أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
======================================
(7) حين مرّ بينَنَا عطرَ صورْ
رجاء بكريّة . فلسطين .
... طار ورد الكرمل فراشا بأجنحة بيضاء، وتلفّتَ حواليه شوقا حين جاء. ولم أعثر على فرح أجمل من رقص الزّهر على كتفيه حين نهضت كلماته موج سماء. هكذا أتذكّره حين جعل أرصفَةَ الكرمل كروم ضباب، وشاراتِها عيونِ ضِباء.
ومحمود الّذي نستذكره اليوم لا علاقة لمراثينا البائسة به. لقد دروشته مشاويره اليوميّة إلى الأبديّة.عبر المفردة يسافر ويشرع قلبه نوافذَ لصهيل الحبر. لا أذكر أنّه انتظر أن يَعتذر عنه لمدن تركَها وراح خلاف وفودِ الجراح. للنّاس الّذين أحبَّهم بعيدا عن أفكارنا الدّبقة. ولا لم ينتظر أن يقولوا مات شاعر عملاقٌ أو خلاّقٌ، أو رائدُ حركة لتحرير الشّعر .
أحبّ أن يُقالَ عنه كاسرُ موج لمدن لم تنهض بعد، وناثرٌ بارع لحكاية زهرة تناوِرُهُ خلف غيمة، وقائدٌ رائع لفرقة أوركسترا تحرّر أبدان الفقراءِ منَ القَهر. أحبَّ أن نقُولَ أنّه عاشقُ الوردِ والنّساء، الخيولِ والجبال، ورقِِ الطيّونِ وزهرِ الكستناء. وأنّه مَكَرَ مَكْرَ سَنَابلَ آب مع عنينِ النَّحلِ، وقلّدَ إبحَارَ السّندِبَاد خلفَ أسطورةِ التِّبرِ، وَأَرادَ أن يَقَالَ عنْهُ فَلَكِيٌّ مُغَامِر مَكَانَ جنديٌّ مُقَاوِم لأنَّهُ أحبَّ أن يقاوِمَ الإختِلاف. فتنته لعبة علي بابا مع الأربعين حرامي. ذهب منتش بالنّصر على الأربعين حرامي الّذين انتظروه على باب المغارة وخذل كلمة السّر. سلك طريقا آخر إلى مغارة أقلّ حرقة من كحل الدّمع.
هذا رجل تؤرّخه أساطير أماكن لن نعرفها لأنّه خلاف ما أوهَمَنا ليس من أنصار الواضح والعابر، بل من أنصار القاتل في غموض السّنابل. حالة استثنائيّة لتفّاحة القلب، وهجس الرّأس بالنّمل الّذي يمشي في عروق الرّمل. رسم تعبيريٌّ مفبرك لعَرَقٍ ينزف من خصور نساء ماءَ سَمَاء. رجل حالة لفرح يحبّهُ حتّى كوعِ الأرَق.
لقد كنا الجيل الّذي احتفى بعطر قصيدته الطّفلة وابتسامته الخجلة. جئنا بعد القصف . بعد الرّعدِ والوعد، بعد الهزائم والإنتصارات. جئنا على طبق من قلق وأعراس تساؤلات. وكانت وليمةُ سريره وغريبهِ، قمحِهِ وشعيره عصفَ إجابةٍ في محيط ضياع.
أحببناه من مسافة أقرب إلى القلب. كنّا جيلا عطشا إلى الرّعشة وزُغَدِ الشّوق. ربّما لأنّنا لم نفهم تماما مساحات الفقد لجيل كبر على فوح عشق، دُفِن تحت جدران رغبة، وقُصَفِ زيتونٍ وبيت. الرّغبة له، والقُصَفُ لكلّ الّذين أحبّتهم قصائده. الزّيتون له، والبيوت ليست لأحد ولا لنقل خطواته النّائمة بعدَ حُلُمِهِ مناجلَ حُقُول.
قبل قدم من الآن إلى حيفا جاء، كي يزيّن عنق النّسر بآخر كلمات . ويوم انقبض قلبه من رَهَف ونبحت على أكمامه الحمراء ربطات أعناق الكلاب كان تمّوز لاهبا لا تحتفي بحرّه غير الكلاب الضّالة وذيول الذّئاب، لكنّ الدّرويش الّذي لنا صنع يومها حفلا تكريميّا لتمّوز ورمّانهِ. يبس النّباح في تمّوز تحت وهج أغنياته. ترى هل تذكّرت الكلاب نباحها قبل عام من الآن؟ على بعد شهقة من وهج تمّوز هَرَج آب حين جاء، وملأ حيفا هالا وقهوة . ابتسم بخجل حين مرّ بين شواعها. أغمد قلبه في لوز زهرها. لمّ قدميه وأبقى على العطر غطاء صور.. ذات ليل وذات حيفا مرّ بيننا عطر صور، مال على القلب، وذهب.
=========================
(8) محمود درويش شاعر فلسطين الأول ونبضها الباقي
عايدة النوباني
كان ذلك جارحا أكثر مما يجب.... أن تغيب في لحظة مباغتة لتقول للموت ثانية أنك لا تأبه به ولا تهتم بخياراته ولا تترك له مجالا.... أنْ تحزم أنوار القصائد وترمي بها إلى الأعلى ثم تتسلق الوميض وتتركنا في العتمة لا نعي أنفسنا ولا مباغتتك إيانا...
هكذا تعودتُ أنْ أتحدث معك طوال الوقت عندما كنت أستطيع أنْ أتلمس نقاء الضوء في رئتي....دع عنك ما تشترك به كل القلوب التي أحبتك وأحبت الشعر وأحبت الكون الذي يغني للحرية والوطن... دع عنك أيضا صورتك الأرضية التي يراك بها الآخرون..وأنت تعلم أن الموت يجعلنا نشعر بالخفة والحرية أكثر مما كنا نشعر بها ونحن نحلق في أرجاء القصيدة... اليوم وأنا أردد خلفك (أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي) شعرت أن شيئا حادا يجرح حنجرتي ... أن صوتي يتمطى في الكون ثم يغيب إلى الأبد... وأن أمي لم تسمعني للمرة الأولى....
اليوم أجلس معك وكأنني أستعيدك من طفولتي أو استعيدني من غيابك ، أصابعي وديوانك الأحمر الصغير الذي احتفيت به بعيدا في غور الكلمات ...وغور الذكريات ... كنت أتمنى أن اتصل ب (*) لأقول له مات درويش... هكذا بلا مقدمات وأنفجر باكية كما فعلت عندما علمت بالخبر... رغم أنه الآن لا يعرفني بل لا يتذكر ما علاقتنا إنا وآنت به .... ورغم أنني لا أعرف الآن في أي أرض يسكن الصديق الذي قال لي يوما هذه هدية لك .. وناولني ديوانين صغيرين بلون الدم... كانت حصيلة أعمالك الكاملة في حينها....قرأت الغلاف ونظرت إلى الصديق فترددت في روح الطفلة التي كنتها الكلمات وكأنها نبوءة (أحبك أو لا أحبك) ....
أتعلم أن الكلمات تتعثر في أقدارنا ؟؟؟ هكذا تعثر اسم ديوانك في قدري وفي روحي... وبت في مدار لا يستقر يردد في سمع الكون (أحبك أو لا أحبك) ....
أنا لا أحبك الآن وأنت تتركني حبلا في الريح .... وتترك الوطن على أهبة الجنون يحاول مثلي أن ينظر في عيون أحبته ويصرخ عاليا.... هل تتذكر أحاديثنا الكثيرة ؟؟؟ عندما غضبت منك لأنك صمت بعد اوسلو ... قلت لك لا يجب أن يصمت الشاعر... وأنت (الشاعر) بأل تعريف خاصة بك أنت ... وقلت لي ... آه ماذا قلت لي ...؟؟؟ لا أتذكر ... بل أتذكر لأنني كتبت خاطرتي (**) وأهديتها لك سرا .... ليس لأني ظننت في حينها أن الشعر قد جففته الحقوق الضائعة لنا في أرضنا ولكني كنت خائفة أن تهرب أنت من القصيدة وتدير لها ظهرك...
لست أرثيك في زاويتي البعيدة ... فأنت لم تمت لأني بالأمس سهرت معك وتشاجرت مع الحكيم (*) لأجلك ولم أتحدث مع أصدقائي الذين سيفهمون حزني لأنه حزنهم فقط لانفرد وإياك بلحظات غيابك الأخير ... كنت أحاول أن أكون معك حين أدرت ظهرك مغادرا بعد أن ودعت اهلك وأنت تردد (وأعشق عمري لأني اذا مت أخجل من دمع أمي) ستضحك مني الآن ولكنك لن تقول إن هذا ليس صحيحا لأني أعرف أنه صحيح وأنك رددت هذه الكلمات في اللحظة الضيقة جدا التي دفعتك بعيدا عن صدرها .. لتمضي ذاهلا نحو الغياب...
كنت أحاول أيضا تصورك وأنت بعيد عن القصيدة في البياض لكنك باغتني ورميت لي بسبعة أبواب ومضيت...!
أنت الآن تجلس بعيدا وتعلم أنني أراك وأراقب انفعالاتك .... منذ شهر واحد فقط كنت اسمع صوتك وأنا أعيد ترتيب أوراقي المبعثرة ...سمعتك تضحك .... كان جمهورك يصفق أما أنا فتوقفت لأراقب غور وحدتك... أنت لا تعلم قدرتي على التوحد مع روحك عبر كلماتك بعيدا عن الديوان والقصيدة ... بعيدا عن الملامح.....بعيدا عن ضحكتك التي تشعرني دائما أن النسيم يجرك حين يمر على الأرض ولا يترك لك بعضا من الغناء القديم ....
عندما التقينا للمرة الأولى كنت اجلس في مقعد في منتصف القاعة على الجانب الأيسر قرب الممر... كنت استعد للتحدث معك...كنت طفلة لكني كنت أراك فارسا للروح... وحين تخيلت أنني سأقرأ لك قصيدة ...أخذني الخجل حدا تضرج وجهي ولم أسمع من كلماتك الكثيرة سوى تصفيق حاد لجمهور يعشقك وظننت أنه جمهور كبير لكنه مثلي بقلب طفلة لذا يصفق طويلا ليخفي خجلة منك...
المرة الثانية كنت في طريقي إلى جريدة الخليج لمقابلة احد الأصدقاء(*)...لم أكن طفلة حينها لكني حين عرفت أنك كنت تدخل من باب الجريدة وأنا في طريقي لمغادرتها أخذ قلبي ينبض بشدة ... قد أخطو في المكان ذاته الذي داسته أقدام درويش قبلي ... قد تلتقي خطواتي بخطوات الشاعر.. وكاد قلبي يتوقف حينها لكني مضيت بسرعة ولم ألمح منك شيئا سوى السيارة السوداء الفخمة التي حملتك بعيدا..فأسرعت الخطى وعندما وصلت إلى البيت أخذت ديوانك وابتسمت ....
في الأمسية الأخيرة التي حضرتها لك كنت أستمع لمن حولي، للتصفيق والهتاف والحديث والأصوات التي تردد قصائدك معك... كنت أجلس بعيدا لكني كنت أستعيد كل الكلمات والصور والذكريات والأحلام...كنت سعيدة أنني لم أكن مع أحد في الأمسية سوى معك...وحين غادرت كانت القاعة لا تحتمل جمهورها ... هل كان كل هؤلاء شعراء ؟؟؟ مثقفين ؟؟؟ أم كادحين ...يحلمون بالقصيدة !
كم مر من الوقت وإنا آخذ (أثر الفراشة) معي كل يوم إلى العمل وأعود به إلى البيت لعلي أجد وقتا لأكتب عنه ... ليس كسلا ولكني في كل مرة كنت اقرأ وأعيد القراءة وكنت أقول .... أنا خجلى أن أكتب عنك ولو كلمة ... خجلى منك لأن الكلمات بليدة حين يراد لها أنْ تقترب من صفاء القصيدة ... من صفاء الكتابة .... الكلمات اليوم تزداد بلادة .... حين يراد لها أنْ ترفع لك يدها بالتحية ...
====================
(9 ) ( محمود درويش يحضر أمسية في القامشلي )
فدوى كيلاني . دبي
كنا مجموعة من الكتّاب والشعراء، لانزال في أمسية أدبية، بعد أن انتهت فقرتها للتو، حين تلقى أحد الأصدقاء الشعراء في الجلسة، هاتفاً من صديق آخرله، صعق على أثره صديقنا، كي يستسلم أمام ا أمارات التوتر والألم على محياه، بل كا مله، وينهض بحركة هستيرية من مكانه، وكأنه يعيد أسطورة لطم الروح، مردداً : لا.. لا ..أصدق......
قلت له: ماذا حدث، قل لنا لنشاركك ما أنت فيه...؟
كنت منشدّة تماماً في تلك اللحظة، شأن من معي إلى هذا الصديق، الذي بدا غريب الأطوار، في هذه اللحظة، غير العادية، التي بدت وكأنها لا تشبه أمسيتنا الهادئة، التي افتقدت إلى مثيلاتها منذ وقت طويل، مادمت قد ابتعدت مكرهة عن أجوائي الأولى منذ سنوات عديدة ،بسبب علقم الغربة، إلى تلك الدرجة، حيث توقف سير حوار الأمسية الأدبية
-ماذا حدث .....؟
سألته في هذه المرة بصوت أعلى، كي يرددها غيري
- لقد رحل محمود درويش
قالها أخيراً
-لا ...لا أصدق....
قلت له، وأنا أحس بعدوى اضطراب صديقنا الشاعر، ينتقل إلي أيضا بالعدوى، بل ليضطرب كل من في تلك الجلسة، ورحت أردف قائلة :
-بربك تأكد....!
وراح كثيرون منّا للتأكد عبر اتصالاتهم الهاتفية، ولهرع صوب شاشة الرائي في الغرفة المجاورة ، واجمين، خاشعين بوجل، كي نتأكد حقا ً، بأن ما تم صحيح للاسف....!
لقد كانت الأمسية الأدبية قد انتهت، ويهم كل منا الانصراف من المكان، بيد أننا وجدنا أنفسنا وكأننا أمام أمسية أدبيةاخرى حزينة عنوانها رحيل الشاعر الكبير محمود درويش ، فمنا من استظهر قصائده، و منا من تذكر بعض مواقفه الشجاعة، ومنا من راح يتحدث عن صداقته للكرد، وكيف أن أحد الناشرين الحاقدين على الكرد، مارس الدكتاتورية بحقه، وحذف قصيدة – معكم- التي احتوتها مجموعته الشعرية -أوراق الزيتون - من ديوان الشعر الفلسطيني، وحذا حذوه بعض الناشرين في بغداد وبيروت، وغيرها من العواصم العربية، إلا أن شاعرنا الكبير كان يدحض وجهات نظر هؤلاء ليبقى درويش صديقا للكرد حتى آخر ديوان له، وآخر قصيدة، وآخر نبض، ومنا من راح يتحدث عن المكانة العالمية لهذا الشاعر
لقد نسي جميعنا أننا كنا قبل ربع ساعة، فحسب ، في حضرة أمسية أدبية شارك بها عدد من الأسماء الجديدة، بل تحولت أمسيتنا هذه إلى - حفل تأبيني- للشاعر الكبير، وحقا ً ها نحن في اليوم الأول على غياب هذا الشاعر العملاق، ونعيش عالماما بعد كما قال أحد الأصدقاء الأدباء، وهو يلعق ألمه بهذا الرحيل الاستثنائي.
فجأة، قلت للزملاء من حولي:
لماذا لا نخصص أمسية أدبية على روح الشاعر الكبير محمود درويش ؟
وافق جميعهم على مقترحي، كي يكون ذلك أحد نشاطات الملتقى الثقافي في – القامشلي- الذي يحتفل في هذا العام بمرور ستة وعشرين عاما ً على تأسيسه.
تحية إلى روح الشاعر الكبير محمود درويش
============================
(10) وداعاً بنات إبراهيم
فرات إسبر . نيوزيلندا
مر مطر الخريف سريعاَ. سفرٌ لابد منه ، العصافير طارت!
لا افق للمواعيد، مرت على الغيم ،في حضنها بكى!
انطلقي يا فراشات ،ارسمي افقا آخر للغياب ،للشرفات التي تطل على البحر، التي تطل على كحل العيون، يمر بها الدمع، دمع يوسّع المدى ويُحزنُ النايات .
يا تنور الحزن احرق المعاني واطلقها ،مجازا يعبر وجه الغيم، ويوقظ الرماد من سحره!
طويل هذا السفر !
طويل سفرالحكاية ، كيف يبدأ الموت ، وكيف ننتهي بالموت ؟
بين النهار والليل معنى ، كما بين الموت والحياة !
في طريق السفر الطويل ، سلمْ ايها الفتى ، على بيارات الجليل .
أقرْا الاشعار أيها الفتى العنيد .
مطر ناعم في خريف بعيد"
النساء في انتظار الحبيب
كتبَ الأشعار حتى ترحاله الاخير
وداعا نساء الجليل
وداعا بنات إبراهيم الخليل
فنحجرتي بحت وأشعاري صداها فوق ربي فلسطين
وداعا بنات إبراهيم .
====================
12 آب ، 2009 05:19:00