Share |

ملف التآخي عن الوضع السوري العام والكوردي الخاص هل الكورد في سوريا قادرون على صون وحدة وحرية حركتهم السياسية؟ الحلقة 3-4

 آراء بعض الناشطين والسياسيين  المشاركين في الملف  .
بعض الناشطين والسياسيين المشاركين في الملف .

 

 

ملف خاص بجريدة بالتآخي من اعداد : هوزان أمين 

 

آراء بعض الناشطين والسياسيين  المشاركين في الملف  .

-          تلك الاوضاع التي تشكلت في غرب كردستان شكلت مصدر قلق للدولة التركية التي لا تتهاون في اخماد أي نجاح للكرد في أي منطقة ، وقد سالنا عن هذا الوضع الصحفي والناشط الكردي السوري برزان عيسو المتابع للسياسة التركية  .

سألنا في البداية عن ما سر هذا الاهتمام الكبير الذي تبديه تركيا للمجلس الوطني السوري ، وكيف تريد تركيا ان تكون سوريا الغد؟

قال " شهر العسل التركي-العربي الذي جاء بعد عقود طويلة من المقاطعة حيث لم يعطى للاتراك وأيضاً للعرب  فترة  زمنية  كافية للتعرف على بعضهم الآخر، حيث كانا كما المراهقان في العشق. لذا، تركيا كانت مرتبكة في التعامل مع الربيع العربي وربيع الشعوب في المنطقة. وقد وجدنا  الازداوجية أو الانفصام السياسي الذي مارسته تركيا بشأن الملف الليبي. أما في الشأن السوري فاعتقدت تركيا بأن سقوط نظام الاسد سيكون سهلاً مثل مصر وتونس. بعد شهر من إنطلاق الثورة من درعا، وقد استدعت تركيا بعض الشخصيات السورية إلى "لقاء اسطنبول للمعارضة السورية"، بعد هذا اللقاء تم تنظيم سلسلة مؤتمرات للمعارضة السورية في اسطنبول وانقره وانطاليا. أرادت تركيا جمع خيوط اللعبة في يدها.

هناك شخصيات في جماعة الاخوان المسلمين السورية مارست دوراً ريادياً في إقناع حكومة أردوغان بأن اسقاط النظام السوري سيكون سهلاً. طبعاً هذه الشخصيات لها تأثيرها اقتصادي و سياسي في تركيا ومن بينها شخصيات تربطها صلة القرابة مع اعضاء في مجلس الامن القومي التركي. وأصبح المجلس الوطني السوري اليوم بمثابة حصان طراوده في يد الجماعات التابعة لتركيا وتريد الاخيرة من خلالها تمرير مشاريعها وسياساتها وحتى ايدلوجية دولتها إلى المستقبل السوري. تهدف تركيا إلى سورية مركزية يحكمها طرف سني يشاركها ايديولوجياً وسياسياً واقتصادياً ولايخطوا خطوات تجبر تركيا إلى حل قضاياها الداخلية، كالقضية الكردية والقضية العلوية وربما السريانية والآشورية وأهمها قضية الديمقراطية.

وسألناه عن وجود تهديدات من الجانب التركي باجتياح كردستان سوريا في حال تعرضها لهجمات من قبل حزب العمال الكردستاني ، المسيطر على المدن والبلدات الكردية في سوريا ، هل بمقدور تركيا ذلك     ؟

كان عناصر حزب العمال الكردستاني يتوجهون إلى قنديل وجبال كردستان لمحاربة تركيا حتى عندما كان لهم معسكرات التدريب في دمشق والبقاع. الكردستاني ليس بحاجة إلى الإقليم الكردي في سوريا لإدارة حربه ضد الدولة التركية. الحزب يهمه تحقيق مشروع حكم ذاتي ديمقراطي في سوريا. حينها سيفرض المشروع ذاته على الاتراك لحل القضية الكردية في شمالي كردستان، وهذا مايريده الحزب ومايفزع الاتراك. احتمال اجتياح الاتراك للمدن الكردية في كردستان سوريا عسكرياً يكاد يكون صفر لاسباب كثيرة منها: الروابط السياسية والثقافية واهمها الاجتماعية بين الكرد على طرفي الحدود سيؤدي إلى انفجار الوضع في تركيا. ايضاً، سيرفع من احتمال توحيد جزئي كردستان وهذا ما لا يأمله الدولة التركية. التهديدات التركية هذه لإدارة حرب إعلامية ضد سيطرة الكرد على مناطقهم، زيادة الضغط على المجتمع الدولي وحكومة اقليم كردستان لاحباط محاولة إقامة إقليم كردي يتمتع بالحكم الذاتي في سوريا والأهم تركيا تهدف من خلال تهديداتها إلى تمرير رسالة إلى الاقليات الموجودة في المنطقة الكردية في سوريا مفادها بأن تركيا ستكون إلى جانبهم للتصدي للحكم الكردي على المنطقة ومقاومة الكرد. بعبارة أخرى تركيا تريد وضع الخلل في الموازين الموجودة في المنطقة الكردية.    

-          واتجهنا الى ناحية اخرى من حيث الوضع الداخلي الكردي السوري وسألنا الشاب والناشط ميرآل  بروردا عن شؤون الشباب ومدى جهوزيتهم وتأهيلهم لادارة شؤونهم من خلال المؤسسات الشبابية والتنسيقيات ، وهل هم مطمأنون على مستقبل الكرد من خلال مشاركتهم في الهيئات والمجالس الحزبية   ؟

قال " يتمتع الشباب الكردي في سوريا بمقدرات كبيرة ثقافية ومواهب، باعتقادي أنها فطرية فالكردي عموما لديه نزعة القيادة ترى الطفل الكردي يحب أن يكون قائد اصدقاءه و يشب ليرى نفسه قائدا في صفه الدراسي و يستمر هذا الحلم معه طيلة فترات حياته و التنظيمات السياسية تعاني هذا الأمر الذي كان سببا أساسا في انشقاقها و تشرذمها فلو راجعنا كافة البرامج السياسية لهذه التنظيمات لا نرى اختفلافات جوهيرة لكننا نرى الخلاف الأساس هو من يكون القائد انتقل هذا الأمر بشدة إلى تنسيقياتنا الشبابية ومؤسساتها و كانت محل نفور و تشتت انعكس على الحالة الثورية و باعتقادي أن الخوف الحزبوي من سحب الشباب البساط من تحت أقدامها دفع بالاحزاب إلى تبني تنسيقيات هنا وهناك و شدتها كل من جهتها لنرى اليوم أن حالة التشرذم التي عانتها الحركة الحزبية امتدت غلى صفوف التنسيقيات نفسها وهو ما كان له أثر جم على تطورها و قدرتها على قيادة المرحلة .

باعتقادي المستقبل الكردي هو فرز لحالة التحول التاريخي التي يمر بها الشرق الأوسط عموما و ليس هناك خوف على مستقبل الكرد سيكون هناك مشاكل و فوضى تاريخية كنتيجة ضرورية للتحول التاريخي في مسار الشعوب المشاركة للكرد منها صراع القيادة و المصالح الحزبية لكنها ستكون آنية .

كما سألناه   :  مدى التعاون والانسجام بين التنسيقيات والمؤسسات فيما بينهم بعد ان كثر اعدادهم ، وماذا سيكون دورهم في ظل تحقيق مطاليب الكرد في سوريا المستقبل    ؟

قال " العملية تحتاج فرز ديناميكي للتنسيقيات منها ما سيستمر ومنها ما سيكون مؤقتاً وموجودا بوجود الثورة ستجري عملية الفرز هذه على أساس المكتسبات الكردية في الثورة السورية منها ما سيكون تيار وطنيا سوريا محافظاً على تاريخ الكرد و عراقته ومنها ما سيكون قوميا يربط الوجود الكردي في سوريا بمصالح كردستانية وهو ما سيضرب العلاقة الكردية مع الشريك السوري نحن بحاجة مؤسسات مجتمع مدني و التزام بحقوق الانسان قبل قيادة منطقتنا لكي نتجب كوارث الصراع الحزبي و القيادي

الشباب الكردي كما الشباب العربي في سوريا لم يعد له دور مرحلي راهن كون العملية باتت في سيرورة المصالح الدولية وليس بقرار من الشباب الثائر الدور الشبابي سيكون في مرحلة ما بعد تأسيس سوريا الجديدة كرديا و عربياً

-          توجهاً الى مدينة عامودا التي ذاع صيتها منذ انطلاق الثورة ، حيث كانت المبادرة الاولى الى الخروج في تظاهرة ورفعت صوتها عالياً ، واصبحت اول مدينة كردية تشارك في الثورة السورية بعد انطلاقها من درعا ، وقد قيل الكثير عنها خاصة ان الشباب الثائر استولى على جميع المراكز الامنية ، واصبحت المدينة خالية من فلول البعث ، لذا توجهنا بالسؤال الى الصحفي والناشط   فيصل القادري  المقيم في مدينة عامودا وسألناه عن مدينة عامودا لو اخذناها  نموذجاً ، وطلبنا منه ينورنا عن ما الذي يجري اليوم هناك ، هل هناك سلطة شعبية ، هل بالفعل  غادر جميع العناصر الامنية والادارية مدينة عامودا    ؟

قال "  في عامودا شبه فراغ امني ليس منذ الآن بل من فترة او من عدة اشهر الفراغ تم على دفعات او فترات زمنية متعاقبة ابتداءً من توزيع المحروقات والمواد الغذائية التي توزعها الدولة ومؤسساتها الاستهلاكية ووضعها في يد اللجان الشعبية (اللجان الشعبية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د) حتى الوصول الى افراغ بعض مقار الاجهزة الامنية وبعض المخافر الريفية و الحدودية و وضعها تحت سيطرة اللجان الشعبية ،الاجهزة الامنية لم تغادر جميعها الامن السياسي و الامن العسكري ومخفر المدينة موجودون لغاية اعداد هذا التقرير .

وعن  وضع الشعب هناك ، وما الذي يترقبونه اليوم ، ومن من يأمل ان يكون الحليف والسند لهم في هذه الظروف العصيبة التي ستكون نهايتها النصر والبهجة ، ونهاية الفقر والظلم     ؟

قال " ان الشعب الكردي في عامودا محتار مترقب متفائل و خائف من المستقبل المجهول في نفس الوقت متفائل بانحدار النظام وانتصار الثورة و احقاق جميع الحقوق و انهاء الظلم عن هذا الشعب وخاصة الكردي الذي عانى معاناة مزدوجة متفائل باتفاق هولير وتوحيد الصف الكردي ويأمل في تطبيق كامل فقرات الاتفاقية على الارض بحذافيرها ومن جهة اخرى خائف من المستقبل المجهول حيث تتوجه سوريا نحو المجهول واشتعال نار الطائفية من جهة و من جهة اخرى تهميش المعارضة السورية للحقوق الكردية و انكارها من قبلهم و الوعود الاخيرة من قبل بعض رموز المعارضة بالانتقام من الكرد ( رياض الاسعد ) .

ان معظم الشعب الكردي يضع امال عريضة على اقليم كردستان العراق و على شخص الرئيس مسعود البارزاني بان يكون المظلة التي يتوحد الكرد تحتها وان يكون الملاذ الامن لهم ويقيمون امال كبيرة على دعم الاقليم .

-          وعن حجم المشاركة النسوية في الثورة توجهنا الى مدينة القامشلي  سألنا المحامية والناشطة شهناز شيخة  عن  مدى تمثيل المرأة الكردية في الثورة السورية ، وهل تجد المرأة نفسها قادرة على القيام بمهامها والواجبات التي تقع على نفسها في ظل تحقيق مطالب الكرد في سوريا المستقبل  ، ام بقيت رهينة سلطة الرجل في القيام بالادوار والقيادة  ؟

حيث قالت ان للمرأة مشاركة عظيمة في الثورة السورية هي تنزل للساحات تحمل علم كردستان الى جانب علم الاستقلال، فالطبيبة تداوي الجرحى والصيدلانية تمدهم بالدواء، والمحامية تدافع عنهم،  المحامية تعتصم وتندد والكاتبة تترجم جرح الوطن والشاعرة تشعر قصائدها في وجه القاتل .

 وقد كتبت  يوم مجزرة تريمسة البطلة  اعلنت  واشهرت اسمها في وجه القاتل حيث تقول :

 ايها القاتل

انا المحامية شهناز

اكتب الشعروالقصة

احيانا اعزف على البيانو

بمعجزة صار لي عشرون الف اصبع

لاعد عليها الشهداء في وطني

اليوم تحديدا اعلن في وجهك استقالتي

امام كل هذه الدماء

ايها القاتل

في تريمسة البطلة

وعن المؤسسات والجمعيات  المهتمة بشؤون المرأة والتي تأسست في الآونة الاخيرة بعد ظهور فراغ في السلطة ، وعن ما مدى التعاون والانسجام فيما بينهم ، وماذا سيكون دورهم في ظل تحقيق مطاليب الكرد في سوريا المستقبل    ؟

قالت " فقد تأسس الاتحاد النسائي الكردي في سوريا  وهو اول تمثيل للمراة الكردية في كرستان الغربية، ثم نشات لجان اخرى سرعان ما انضمت للاتحاد في اغلبها ، مثل لجنة المرأة الكردية للمجلس الوطني الكردي ، اتحاد المرأة الكردية في كركي لكي،  وهناك لجان ماتزال خارج الاتحاد اعلنت قبل ايام عن اسمها،  مثل جمعية شاويشكا ، جمعية المراة الكردية في ديركا حمكو، ونأمل من  الاخوات في منظمة  شاويشكا ايضا الانضمام للاتحاد، كما وان هناك، تمثيل للاتحاد في كل من سويسرا وكندا، هناك ايضا افارين ما يزال انضمامها موضوع مناقشة ،  الاتحاد النسائي الكردي في سوريا يضم  اكثر من 1000 امرأة كردية في كردستان الغربية .

 

جريدة التآخي العدد والتاريخ: 6407 ، 2012-09-19