Share |

نحو تجذير التواصل العربي الكردي...........فوزي الاتروشي - وكيل وزارة الثقافة

 

الثقافات اذ تنكفئ على ذاتها وتغترب عن محيطها وتنفر من جيرانها فإنها لا تستطيع ان تكون على المدى البعيد ضمن التراكم الحضاري البشري . وعلى العكس فان السياقات الثقافية المنفتحة والمشرعة امام الغير والقادرة على التمازج والتلاقح والتجدد وتصبح جزءاً حيوياً من الحضارة الانسانية.

لذلك لاحياة لثقافة تتعالى او تدعي النقاوة والافضلية على الاخرين .

ومن هذا المنطلق نجد ان الديمقراطية بمفهومها الاجتماعي الثقافي الانساني لاتتجذر في أي بلد دون ان ياخذ التواصل بين المكونات حده الاقصى بهدف تكوين دولة المواطنة والحقوق المدنية .

وهكذا ننظر إلى (مهرجان الثقافة العربية والكردية) الذي انعقد في بغداد يومي 7,8/6/2012 تحت شعار ( نحو ثقافة  عربية وكردية متفاعلة ) برعاية مشتركة من مركز ( كلاويز ) الثقافي والاتحاد العام والكتاب في العراق . ان التأسيس لعلاقة  ثقافية عربية كردية خضراء وبناء اكثر من جسر للتفاعل يكتسب اهمية متميزة في الوقت الراهن حيث سطح السياسي ساخن والازمة بين بغداد والاقليم تحتدم . ان الثقافات قدرها ان تتعايش وتتفاعل وتاخذ وتعطي وتساهم في البناء والتنمية .

حتى حين تتمزق الاواصر السياسية مؤقتا فالخطاب السياسي اصلاً قابل للتغيير اليومي والتعديل والاضافة. اما الخطاب الثقافي ببعده الاستراتيجي المستقبلي فانه المؤهل لترميم الشروخ ولملمة بقايا الصورة واعادة المياه إلى مجراها الطبيعي ... الذي لابد ان يبقى نقيا وطبيعيا لتمضي الحياة إلى الامام. فاذا كانت الرقعة الجغرافية تجمعنا فإنها تحتم ان نجتمع على السياسة وعلى الثقافة وعلى تقاسم مالدينا من ثروات لترسم للجيل القادم طريقا معبداً وسالكاً وليس غابة اشواك نزرعها  لتكون المعاناة حصيلة الأجيال القادمة .

لقد اقدمنا مؤخراً على جملة من المبادرات الثقافية والفنية  التي تعمل على ترطيب وانعاش علاقة ثقافية كردية عربية قابلة للحياة والتطور ولتقديم نموذج لعلاقة غير قابلة للكسر حتى اذا انكسر الخطاب السياسي .

فقدمت الفرقة السمفونية العراقية حفلاً جميلاً في مدينة اربيل , وبعد ذلك ذهبنا إلى مدينة دهوك لتكريم (22 ) صحفية كردية في الذكرى ( 114 ) لتأسيس الصحافة الكردية , وكان معنا مدير وموظفون من دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة . ثم كان المهرجان الذي اقامته مؤسسة ( البعد الرابع ) الثقافية في اربيل  وتحت عنوان ( المحبة والابداع ) وحضرناه للتأكيد على اهمية هكذا لقاءات حيث تضمن معرضاً تشكيلياً والقاء قصائد شعرية وعزف مقطوعات موسيقية.   ان حضورنا ومساهمتنا في النشاطات الثقافية في اربيل ودهوك والسليمانية هو هدف حيوي واساسي يخلق لبنات صلدة للتلاقح والتفاهم ولتحقيق المعرفة , ونعني معرفة كل المكونات العراقية بثقافات كل المكونات وبذلك نلغي او نخفف من حالة الاغتراب وندخل حالة استيعاب وتفهم كل واحد منا للآخر .