سأحرثُ هذا الليل بمعولٍ من ماءٍ
لأسكب هذا العقل المعتقل لدى الأوفياء الذين لم يعد لهم أيّ وجود..
سأتظاهر بالكبرياء وأتقنُ الجفاء....
سأنام مرات وأفيقُ من كلِّ الممراتِ
لأسعُلَ وأتذكرَ التبغ والماء وطرفاً من نهدها
سأمشي بعد أن أتقبل التهانيَّ مِنَ البحرِ
سأفوزُ بلعبتي من النرد مع الحصى والزبدِ
سأراهنه على حُبها المحبوكِ بلهاثي..
سأتكبرُ على البحرِ والماءِ والناسِ
سأنظر خلفي لأبقي جارتي في وهمها
سأظلُ أتهربُ وأبرر لها..
بأني مُنشغِلٌ بهتكِ الياسمين
سأجهّزُ نفسي لموعدي وأتقيحُ كلَّ هيبتي..
سأحضر قبلها بنصف ساعة كعادتي..
سأروض أوردتي وكريات دمي..والمكان..
سأطلب من النادلِ قطعة خبز وقهوة
سأكون بلا طعامٍ منذ أيامٍ وليالٍ
سأجهز لها ألفَ قصيدة لغتها بسيطةكما تحبها..
سألقاها وألتزم الصمتَ والموتَ
سغتاليني رويداً .. رويداً..
ستلتفت ذات اليمين وذات الشمالِ
كساعةٍ كونية
سأبكي ولم يتسنَّ لي البكاءُ
سأخبرها أني راهنتُ البحر
وفزتُ بنردٍ من الحصى..
سأطلب من النادلِ أن يهجر مدينتنا
لنصنعَ معاً عصيراً من جسدين وشمعة
سأرى الرجلَ الذي هزمني وهزم البحر بنرده..
سأحدّقُ في وجهه الذي يشرق كلمعة الياقوتِ
سأخشعُ كهدير التوبة الشاخصة
تحت أكوام الشواهدِ..
سأرتشف العتمة وأتثاءب الغمَّ
ستثقلني كلماتي وأتثاقلُ بلفظها..
سأعودُ للبحر خائباً
لأقولَ له ما حاجتي بكَ دون الزرقَةَ
سأعرفُ بأنكِ لم ولن تأتي..