هكذا .. بدأنا بسيرورة الموت المعترينا ألقاً من دم شهيدٍ وكفن ، نتلوى حلمه في بيوت السلام كل برهة يقين ، نمضي بهذرٍ تعب . و كلام ٍ أخرس .
هكذا سنواري جفن المكيدة لوجع السنين الماضيات ..
بأحداق الحقيقة ..
تيك التي هرمت في جُعَبِ الحقيقة ...
هكذا نمضي كل برهة يقين موت بريء و خدعةً من أرق ..
فلأتوارى في قلقي الهشيم مضرماً في ياقته لهباً من كدر ..
أستميح الوقت برهةً -أيضاً - و أزخرف حواشي قصيدة من جماجم وطنٍ حطمته راياتٌ و شعاراتٌ من بلاد الظلام الحالك ..
أستقوي بضفيرة بنيةِ السنوات الستة وحقيبة مدرسية حملتها آمال الحزن بغدٍ من قوس قزح ..
هكذا .. نختم البداية بلون الدم و يبقى الله متربعاً على عرش الدمار ..
متفرجاً ..
مصفقاً لحلمٍ مدمر .
هكذا أنتعش بجهلي و إلحادي الذي سيقحمونه وسط الضوضاء براياتهم السود و سكاكين الذبح ..
انتهي كقائد اسبارطي أو فاتح من زمن الديانات و المهالك الموجعة ..
أمضي ..
أمضي ..
هكذا ..
هكذا كما أنا يوم ولدت آخر مرة في فجر الخيانات و بنادق إخوتي موكلة لقتلي و قهر الصباح ..
لستُ أنا من خط معابر الموت إلى بلدي و حكامٌ سقطوا من بروج العاج لحفر الهوس ماضيين إلى قمم الخوازيق ..
هكذا أتلوى هذا الصباح ككلي المذبوح من غدري بغدري الحزين ..
لا تقولوا عاقلٌ يكتب حروف الذهب على خطوط الدم ممتزجاً بحقول خضراء من خلود ..
ههي ذي شمس مهاباد تختفي ويحتفون بميلاد هولاكو جديد ..
لا لستُ أنا من قتل الهواء بسيفٍ من سراب الاكاذيب ..
ههنا (سورية ) بلد الفينيق و الحضارات باتت مزارع الزنديق ابن الزنديق ..
لا لستُ أنا من شق عمامة الرسول دجلاً ولا بمعسول كلام الإله موتاً و بنادق و ديناميت ..
هكذا إذن تلوى الوجع في خاصرة المشردين المسافرين المنهكتة قاماتهم تحت وزن البغل و الخنزير ..
لا لستُ أنا من يحمل الكلاب على أكتافه تدندلُ أقدامها و تلوح للحرية بأذناب الخديعة ..
لا لستُ أنا من خط على باب الجحيم أنِ افتح يا صاح جاء الموت من الكعبة ..
من التبع اليماني ..
من الأستانة ..
من بلاد البترول و الخمر ..
منها تيك مجسمات الحرية تلوح من بعيد ، اما الواقف قاتلاً فله الله يحمله إليك-الجحيم- لتبدأ هكذا مذبحة الشهيد ..
استنبول 15/10/2012
--
ميرآل بروردا
شاعر و كاتب سياسي كوردي سوري