بيّننا فيما سبق، أن الفولكلور مرتبط أيما ارتباط بالمجتمعاتالبشرية، ويثمِّن الفينلنديون ملحمتهم " الكاليفالا " تثميناً عالياً إذ يعتبرونها الوسيلة التي عرَّفت الآخرين بهم. وأن علماء الفولكلور الألمان وغيرهم بحثوا في الفولكلور عن روح الشعب.
ساعٍ للبريد يعيد ما كتبناه في صباحاتنا بكلماتنا الرعوية الطيّبة البسيطة، بكلامنا العاصف بالمجاز والبلاغة، وبرغبتنا القديمة في ممارسة كل طقوسنا.
يعيد لنا تسكعنا في فَيّء بيوتنا الطينية صيفاً في قرى الجزيرة، ونحن نراقب المارة بكل تفاصيلهم، والعابرين أيضاً وغبار سياراتهم.
مفقودون في الضباب نبض ديكٍ، زقزقة عصفور، نحيب أرملة، ضحكة طفلٍ، تأمل فتاة لفارسٍ يأتيها من خلف الإطر الاجتماعية ويخطفها من قداسة العزوبية.
كل شيئ كان مدهشا في ( عامودا ). شارع البلدية الممتد الى منزل العم اسماعيل العمري الملقب ب اسماعيل فيتو . العم اسماعيل كان رياضيا يلعب كرة الطائرة وكان معلم بناء من الطراز الرفيع . اغلب البيوت الطينية في ( عامودا ) من صنعه .كان مزوحا الى ابعد الحدود وله كلمة مشهورة ( يلا بابام يلا(
اسراب الحمام في الصباح . مقاهي الرصيف كـمقهى ججاني في شارع القامشلي مقابل مطعم اورفلي . ومقهى ابو علاء في شارع الفاتورة . السيارات والدراجات الهوائية التي تجوب المدينة عموما.
حين يدور الحديث عن الفولكلور، أو التراث الشعبي حسب تعريف مجمع اللغة العربية، نرى كلمة " الشعب " ملازمة له. بحيث ترد مناقشة هذا المفهوم في جميع دراسات الفولكلور.فما المقصود بـ" الشعب "؟
نجد في التّراث والتّاريخ الكردي من العراقة وخفايا الأشياء الكثير، وقد اخترنا شخصيّة كانت وﻻ تزال راسخة في أذهان الشّعب الكردي وهي شخصيّة "رستم زال".
إنّها إحدى أبرز الشّخصيات التي اقترنت بالشّجاعة الخارقة، وﻻ تزال الشّعوب الآرية من الكرد والفرس وحتى آريو الهند وباكستان وأفغانستان تعتبره بطلها الأوحد على الرّغم من أنّ شخصية رستم زال يعتبرها البعض شخصية أسطورية.
"طوال عمرك تلهث وتجري وتجر حقائبك في محطات الحياة..حقائب مليئة بتذكارات مدن للاصدقاء والطيبين وتسرد لهم حكايات المدن والاسفار ، طوال عمرك ومنذ الصغر تبحث عن الغرائب وجمال الامكنة والبشر بعيدا عن جشع الدنيا ،تركض كي لايفوتك القطار وحيدا في محطاته وتلقي على البحر قصائد المهجر كي تجد مكانة في شاطئه المهجور احيانا..طوال عمرك تبحث عن تاريخ يدون سيرة حياتك لحين ان شطبك التاريخ من سجلاته!!
ما سبق من تعريفات الفولكلور أو مضامينه يشير إلى الأهمية التي توليه إياه الشعوب والأمم المختلفة. الفولكلور كما مرَّ سابقاً، هو تراث الأمة، يعبِّر عن فكرها و رؤاها وخيالها و أخلاقها و قيمها الاجتماعية. مما يعني أنه مرآة تعكس هويتها.
أثار الفيلم الوثائقي "أكراد طوكيو" لمخرجه الياباني فومياري هيوغا جدلا واسعاً لم تنتهِ تداعياته حتى الآن، فقد استفز موضوعه الحكومة التركيّة وأرّقها لعرضه والاحتفاء به في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية لأن ثيمته تتمحور حول القمع والاضطهاد والتمييز العنصري الذي يتعرّض له كرد تركيا، الأمر الذي يدفعهم إلى الهجرة ليس إلى بلدان أوروبا القريبة نسبياً وإنما إلى مشارق الأرض ومغاربها من أجل أن يعيشوا حياةً حرةً كريمة لا ينغصها الاستبداد، ولا يربك هدوءها زوار الصباح،
من أبرز الاحتياجات البشرية منذ وجودها هو العلم والمعرفة والأدب في الحياة وقد يكون المعلم الأول في توجيه وإرشاد وتغيير البشرية إلى السمو والارتقاء والخلق السليم هو الكتاب الذي يهب مجموعة من الأفكار السامية الغنية بالصور الإنسانية واللغة القيمة والأفكار التي تثير وتنمي الفكر فكلما قرأت أكثر جددت الروح ونمت المصطلحات والتعابير والمفردات الجديدة حيث تجعل المتلقي في عالم أكثر اتساعا وأعمق رؤية وأشد إحساسا..
مجموعة قصص مرمّزة ، يطرح من خلالهاالكاتب حليم يوسف عدة مواضيع إشكالية ففي حب منخور الجمجمة برز ذلك الخيال الغرائبي ليتحدث عن تلك الفجوة الكبيرة في عالم الرجل والمرأة في الشرق الأوسط والذي أحال كل حب إلى سراب مأهول،
ساهم الفنانون الكرد في الحفاظ على ثقافة وفن وقيم الشعب الكردي من خلال فنهم. والفنان محمد شيخو خير مثال على ذلك. يصادف اليوم مرور 33 عاماً على رحيل إحدى قامات الفن، الفنان محمد شيخو، لكن صوته وألحانه يعيشان في قلب الكرد.
ساهم الفنانون الكرد من خلال أغانيهم واختيارهم للقصائد في حماية قيم الأمة الكردية، وساهموا في إفشال مساعي الإبادة الجماعية للشعب الكردي. ومن أحد هؤلاء الفنانين هو الملحن والمغني والفنان محمد شيخو، الذي تمر اليوم ذكرى رحيله الـ 33.
بالتزامن مع الذكرى السنوية لوفاة الشاعر والمترجم الكردي هجار موكرياني تحدث أصدقاء الشاعر عن سيرة حياته ومسيرته الأدبية والسياسية.
توفي الشاعر والمترجم هجار موكرياني في 21 شباط 1991 عن عمر يناهز 71 عاماً. الشاعر هجار، يتبوأ مكانة مهمة في الأدب الكردي كما أنه مترجم مشهور.
مؤلفات هجار وسيرة حياته
كتب الشاعر هجار العديد من الأعمال الأدبية في وقت كان الأدب الكردي والكردستاني يخضع فيه لحظر صارم.
الترجمة عن الكردية مع التقديم: إبراهيم محمود
فرقٌ كبير بين أن تقرأ لأحدهم وهو متقدم في العمر، وأن تقرأ له، كما لو أنه يعيش فورة الشباب ويناعة الصبا وحتى خيالات الطفل المحلّقة. بالنسبة لمن يعيش حالات الإبداع، ويقيم في حمِى الكلمة المتعددة الأبعاد، يؤخَذ العمر بمقياس آخر، استناداً إلى حِرفية الذائقة ونباهة التجربة.
تشهد مدينة الرقة منذ أن رُفع عنها الستار الأسود المفروض عليها من ظلام العصر، “داعش وأخواتها” بجهود وتضحيات مقاتلي الحرية “قوات سوريا الديمقراطية” في تشرين الأول 2017م إعادة إعمار واسعة، ونهضة ثقافية لإعادتها إلى رونقها الحضاري، بل وجعلها مركزاً عمرانياً وثقافياً مرموقاً في المنطقة، وذلك بجهود أبنائها من مختلف الشعوب، حتى أنها تعدّ حالياً بمثابة العاصمة الإدارية للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
يصادف اليوم (62تشرين الثاني ) ذكرى ميلاد الباحث الكردي الإيزيدي الأرمني، جليلي جليل عام 1936 في العاصمة الأرمنية يريفان . هذه العائلة صندوق للتاريخ والثقافة والفلكلور الكردي في فترة كانت فيها الإبادة التركية الثقافية، بعد السياسية، في ذروتها . قصة هذه العائلة تبدأ مع الأب جاسم جليل، صاحب الدور الأبرز في تأسيس القسم الكردي لإذاعة يريفان عام 1955.
صفعتُ عقودَ حياتي ونسيتُها ، لكن لن أنسى ومعي في نعمة التذكّر أولادي وأحفادي. الحكايةُ هي هكذا:" نشرتُ مقالاً عن محرقة سينما عامودا بمجلة الحوار في عهد المرحوم اسماعيل عمو،فدُعيتُ من قِبل فرع الأمن العسكري بعامودا..لم تبقَ شتيمةٌ في قاموس المُكلَّف بالتحقيق معي إلا و تلقّيتُها صاغراً ومهزوماً وساكتاً..ثم سلّمني ذاك الفرعُ إلى شبيهه في القامشلي فكانت الشتائمُ أشدّ من سابقاتها ،ثم سلّمني ذاك الفرعُ إلى ربيبه في الحسكة فتحوّلت الشتائمُ إلى الاهانات والصفعات..وهكذا كان الشأن معي مع الأمن السياسي وأمن الدولة في المدن الثلاث.
طوى صباح فخري صفحة مسيرته الأخيرة، وترجّل عن الفن العربي الأصيل وموشحاته الأندلسية، وهو الذي أغنى الطرب لعقود طويلة. رحل آخر الكبار، الأسطورة وأحد أعمدة الفن الذي أطرب أجيالاً متعاقبة، بعد توقف قلبه عن النبض في دمشق التي أحبها وعاش فيها آخر أيامه، وترك خلفه أعمالاً فنية ومقطوعات موسيقية وأغاني حفظتها الألسنة على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن.
الشاعر والباحث الفلكلوري الكردي صالح حيدو، من مدينة الحسكة في روجافاي كوردستان، يقول عن سبب عزوفه عن الهجرة، إن "الذي يهاجر لمكان بعيد، يبتعد عن روح التراث واللغة والثقافة الكردية ويبقى مجرد غلاف فارغ" ويضيف "لا يستطيع الإنسان العيش بدون الحب وإذا لم تحب وطنك لن تستطيع الكتابة".